مقالات الرأى

اللواء مروان مصطفى يكتب : المتغطي بامريكا ..عريان والمتغطي بجيش بلده .. دفيان

لقد آن الأوان لكل دولنا العربية ان تراجع نفسها بشأن شكل ومضمون العلاقات مع امريكا ، والأمر يستلزم منا جميعاً ( شعوباً وقادة ) ان نعيد النظرفي سياسات التحالف معها ، والاعتماد علي مساعدتها ، والاحتماء بقواتها … ويجب علينا ان نأخذ عظة مما حدث مؤخراً في أوكرانيا بعد قيام ترامب بالتخلي عنها وايقاف كل المساعدات العسكرية والاقتصادية بصورة مفاجئة وبلا مقدمات .. وتركوها موحولة في وسط الحرب الضروس التي شجعوها ودفعوها عليها دفعاً لاستنزاف الروس وشغلهم وصرف نظرهم عن خططهم لتغيير خريطة الشرق الأوسط .. ولم يكتفوا بذلك بل باعها ترامب في صفقة تليفونية مع بوتن ، وبفجور بالغ خرج ليطالبهم علنا بسداد ٥٠٠ مليار دولار قيمة اسلحة ومساعدات سبق ان قدمتها ادارة بايدن لدعمهم في الحرب .. ولما اعتذر الرئيس الأوكراني عن عدم القدرة على الدفع قرر ترامب ان تحصل امريكا علي بعض المعادن الثمينة والموارد الطبيعية منهم في مقابل ذلك .. وأرسل وزير الخزانه الأمريكي ليحصل علي صك رسمي من حكومة اوكرانيا لضمان سداد ذلك الدين .
والاغرب والاعجب .. ما أعلنه ترامب عن رغبته في ضم كندا لتصبح احدي ولايات امريكا ، كما ارسل وزير خارجيته لكي يستولي علي قناة بنما لانه يعتبرها ملكية امريكية خاصة.. وناهيك عن مطالبته للدانمارك بشراء مقاطعة جرينلاند (وهي اكبر جزيرة في العالم مساحتها ٢,١٦ مليون كم مربع وتقع بين امريكا وأوروبا وهي تتمتع بالحكم الذاتي وغنية بالموارد الطبيعية والنفط والمعادن النادرة) .
وكانت الطامة الكبرى عندما أعلن بصلف وغرور بالغ عن عدم ممانعته لقيام اسرائيل بضم الضفة الغربية واستيلاءه علي غزة وطرد الفلسطينيين الي مناطق تخصص لهم بداخل مصر والاردن أو السعودية .. لرغبة جنابه في استثمارها وتحويلها الي منتجع سياحي عالمي ( لحساب ايلون ماسك وكبار مليارديرات العائلات اليهودية الامريكية الذين مولوا حملته الانتخابية بملايين الدولارات ) لرد جمائلهم وتسديد فواتيره الانتخابية لهم .
وبنفس المنطق لا يمكن مطلقاً ان نقبل أو نتغاضى عن تجاوزته واساءاته المتعددة والمتكررة لبعض الحكام العرب وهو يحاول ابتزازهم بأسلوب رخيص وتهديد مهين .
وعلي الناحية الأخري وفي خضم هذه الأحداث والنكبات الخطيرة التي تعيشها دولنا العربية في اعقاب طوفان الأقصى ، .. نري السيد خليل الحية في زيارة رسمية لايران ليعانق المرشد للحصول على بركاته ( التي تؤهله للجلوس علي كرسي قيادة حماس بعد اغتيال رئيسها السابق اثناء نومه في قصر الرئاسة الايرانية ) وليحتفلا معاً بنصرهما الذي حققاه .. هذا النصر المبين الذي ترتب عليه قيام اسرائيل باختراق ايران واغتيال رئيسها في طائرته ، وطردوها من سوريا ، وقطعوا اذرع مقاومتها .. هذا النصر الباهر الذي تحقق باسم الاقصي والذي نتج عنه تدمير غزة واستشهاد واصابة الالاف من ابنائها الابرياء الموجودين خارج الانفاق ، وتم تشريد الباقين منهم دون اي مأوى تمهيداً لطردهم لكي يبيعوها وليستثمروها لحسابهم . ويتركوه ليتكرر حاليا في الضفة الغربية .. حتى الدول العربية قاست وتعاني وستعاني كثيراً من هذا النصر الزائف الذي وسع مساحة اسرائيل المحتلة علي حساب سوريا ولبنان ، وهدم كيان حزب الله ، ومنحهم الفرصة الذهبية لتغيير خريطة الشرق الأوسط ،وتجرأوا علي تهديد مصر والاردن والسعودية .
انهم يبرعون في الاحتفال بالانتصارات المزيفة واستعراضات القوة الوهمية ، التي تثير الفتن وتسكب الوقود علي نار الحرب (بعد أن كادت تهدأ )وتزيد من مأسي الشعب المغلوب على امره ليس بغرض تحرير القدس بقدر ما هو لمصالح واهواء خاصة ، وزعامات وهمية وحسابات ايرانية مفضوحة .
وتبقي كلمة حق واجبه أمام الله وأمام التاريخ ..
تعظيم سلام لك يا مصر .. وقلبي معاك يا رئيس مصر ، وتعظيم سلام لجيش وشرطة مصر ، وتحيه تقدير وعرفان لاستخبارات مصر، واشادة مستحقة لدبلوماسيتها المتمكنة … ونقول لهم بكل افتخار واعتزاز .. لقد رفعتم رؤوسنا في اعالي السماء ، وأنتم تواجهون ذلك الجبروت والغطرسة المتعجرفة بكل الحكمة والصبر والتحدي باقتدار .
اننا جميعاً نقف خلفكم ، ونفوضكم ،ونساندكم و علي استعدادكامل للتضحية بأرواحنا للحفاظ علي مصرنا الغالية .. وندعو الله عز وجل ان يثبت اقدامكم ، وأن يزيل الغمة ويدحر أعداءها ، وأن يحفظ مصر وينصر شعبها ،

انه نعم المولى ونعم النصير.

لواء / مروان مصطفى المدير الأسبق للمكتب العربي للإعلام الامني بمجلس وزراء الداخليه العرب

زر الذهاب إلى الأعلى