مقالات الرأى

د. سالي جاد تكتب: الأكاديمية العربية.. قفزة نحو المستقبل بأفكار خارج الصندوق

هناك قناعة لا بختلف عليها إثنان تقول أن المؤسسات العريقة لا تُبنى بين يوم وليلة، بل هي محصلة سنوات من الفكر والتخطيط والرؤية الاستراتيجية التي لا تترك شيئًا للصدفة ، وهذا تحديدًا ما حدث مع الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، تلك المؤسسة التي لم تكتفِ بأن تكون في الصدارة داخل مصر، بل نجحت في أن تصبح نموذجًا يحتذى به في العالم العربي، بل وحتى على المستوى العالمي.
فحين تتأمل مسيرة الأكاديمية، تجد أنها لم تصل إلى هذه المكانة بالاعتماد على الأطر التقليدية للتعليم فقط، بل كانت سبّاقة في اقتحام المستقبل بأساليب علمية وعملية تواكب تطورات العصر، بل وتتفوق عليها أحيانًا ، ولم يكن هذا التقدم وليد المصادفة، بل هو نتاج فكر قائد استثنائي، صاحب رؤية ثاقبة وقدرة غير عادية على استشراف المستقبل، إنه الأستاذ الدكتور إسماعيل عبد الغفار، ذلك الرجل الذي يمكننا أن نطلق عليه عن جدارة واستحقاق “الرجل القادم من المستقبل”
واللافت للنظر أن الأكاديمية لم تقتصر على تقديم برامج تعليمية متميزة، بل أصبحت مركزًا للأبحاث والابتكارات، ورافدًا أساسيًا لسوق العمل، حيث تقدم كوادر مؤهلة وفقًا لأحدث المعايير العالمية. وهذه النقلة النوعية لم تأتِ من فراغ، بل كانت محصلة لرؤية استراتيجية واضحة المعالم، رسمها الدكتور إسماعيل عبد الغفار بوعي وإدراك لاحتياجات المستقبل، معتمدًا على نهج علمي يضع الأكاديمية دائمًا في موضع الريادة.
وحين تنظر إلى التطور الكبير الذي شهدته الأكاديمية، ستجد أنه لم يقتصر على البنية التحتية فقط، بل امتد ليشمل تحديث البرامج الأكاديمية، والتوسع في المجالات التقنية والهندسية، ودمج التكنولوجيا الحديثة في مختلف التخصصات، وهو ما جعل الأكاديمية نموذجًا للمؤسسات التعليمية الذكية القادرة على تقديم تعليم عصري يُواكب التحديات المتسارعة.
والحقيقة أن ما حققته الأكاديمية حتى الآن ليس مجرد إنجاز، بل هو بمثابة انطلاقة جديدة نحو آفاق أرحب، حيث لم يتوقف الطموح عند حدود معينة، بل هناك دائمًا رؤية مستقبلية لمراحل أكثر تطورًا. ومن هذا المنطلق، يمكنني القول إن ما تم تحقيقه ليس نهاية المطاف، بل هو مجرد بداية لمراحل جديدة قادمة بإذن الله، ستجعل من الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري واحدة من أهم المؤسسات التعليمية في العالم، وليس في المنطقة العربية فحسب.

زر الذهاب إلى الأعلى