شارك 7 شعراء من مختلف الدول العربية في فعاليات سادس أمسيات مهرجان الشارقة للشعر العربي، وهم: حسن شهاب الدين (مصر)، وسوسن دهنيم (البحرين)، عبدالله الهدية (الإمارات)، وسالم الشعباني (تونس)، ومحمد شودب (سوريا)، وقصي النبهاني (سلطنة عمان)، وعلا خضارو (لبنان)، فيما أدار الأمسية الشاعر عبدالله أبو بكر (الأردن).
وأقيمت الأمسية في قصر الثقافة في الشارقة، بحضور سعادة عبد الله بن محمد العويس رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، والاستاذ محمد إبراهيم القصير مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، ومحمد البريكي مدير بيت الشعر، وجمهور غفير من الشعراء والمثقفين والأكاديميين.
وعبر المشاركون في قصائدهم عن ذكرياتهم وتأملاتهم كما عبرت القراءات عن مزيج شعري لافت حمل العديد من الموضوعات التي تبحث في أعماق النفس البشرية، وسواها من الموضوعات الإنسانية، والوجدانية، والوطنية..
افتتح الأمسية الشاعر المصري حسن شهاب الدين بعدة قصائد أبدع فيها بتقديم نصوص تحمل أبعادا إنسانية وفلسفية وحملت القصائد عناوين عدة: (صدق قلبي، واتبعني، هو الشعر، حدّق).
أعقبته الشاعرة البحرينية سوسن دهنيم حيث ألقت قصائد مفعمة بالحنين والدفء، حملت عناوين منوعة مثل: (ضوء تحدّر بل شمس المآلات، وأنشدني لعلي عنك أعفو). واستهلت قصائدها بشدوها:
العاشقون تناهوا في الحكاياتِ
مذ جرّبوها انتصارا للجميلاتِ
إذ يحلمون لديهم ألف معجزةٍ
تجيئ تتْرى على رغم البلاءاتِ
يستأنسون كأن الصعب لعبتُهم
عين على الأرض.. أخرى للسماواتِ
و قدّم الشاعر الإماراتي عبدالله الهدية نصوصه الشعرية التي حملت عناوين: ” اخلع سُباتك، وأضاعوني، والباحث عن إرم”.
وبعده ارتجل الشاعر التونسي سالم الشعباني بتقديم قصائد مميزة مثل” إلى شاعر ، وسوف يأتي، وأقباس والتي جاء في مطلعها قوله:
من أيّ نور زكيّ وجهك اقتبسا
هذا الذي ظلّ بسّاما وما عبسا
هبني قليل الثواني لحظة لأرى
ما السر ّما بات مخفيّا وما التبسا
لن يكشف السرّ إلا قارئ فطن
بات الملاك على محرابه عسسا
وليس يوحى إليّ إنّما هبة
أعطاني الله من أقباسه نفسا
و عرض الشاعر السوري محمد شودب بمشاعر عميقة ولغة فصيحة عدداً من القصائد، مثل:”
كما يدنو الغريب من الظل، ولان قلوب العصافير تنسى، ومرثية آدم للجنة، ومن سير المنافي”، وكانت استهلاليته بالأبيات التالية:
بأرضٍ طواها الغَيبُ في زَمَنٍ كـهْلِ
أنرْتِ فوانيسَ الكلامِ لمن قبْلِي
سموْتِ وآثرتِ البقاءَ على الفَنَا..
لتَمْضِيَ مِنْ صَعْبِ السِّنِينِ إلى السَّهْلِ
وفي عَجَلِ الأيامِ، كُنتِ وحيدةً
تُربّينَ تَاريخَ البلادِ عَلَى مَهْلِ
وأدّى الشاعر العُماني قصي النبهاني قصائده بمنهجية خاصة به، والتي جاءت بعناوين، مثل: “الناجي الوحيد، وتناقضات، ومحاكمات مستمرة.. لعمر منقض، ةعلى إيقاع نواسي”، وبدأ بالأبيات التالية:
ولِلصّمْتِ الطَّويل.. بَدَوْتَ حَدْسًا
يُنَبِّئُ عَنْ كَلامٍ.. لَيْسَ مَزْحَا
يُنَبِّئُ: إِنَّ في الآتِي سَرابًا
بِهِ تَجْرِي المِياهُ.. ولَنْ تَشِحَّا
و أختتمت الأمسية الشاعرة اللبنانية عُلا خضارو التي أبهرت الحضور بنصوصها الشعرية: “سر أبيض، ووصية الزيتون، وأطفال بلا عيد، ولن يصدأ الضوء”.
وَشَدت بالأبيات التالية، وتابعت إلقاء قصائدها:
تَحنُّ للدّمع عينٌ للهوى عَطْشى
تَخشى منَ الحبّ هل في الحبّ ما يُخْشى؟
تَندى جراحٌ كأنّ الدّمعَ بلسَمَها
ونَدَّبَ الملحُ في غمّازِها مَمْشى
تَهيمُ في لجّة الأنوار سُمرتُها
فتلمحُ الصُّبحَ من أَشفارها يَنْشى
هي الشّريدةُ عن فوضى تَلعثُمها
تُراودُ اللّيلَ عن مَعناهُ كي يَغشى
و في ختام الأمسية، كرّم سعادة عبد الله بن محمد العويس، ومحمد إبراهيم القصير، ومحمد البريكي، الشعراء المشاركين، و مدير الأمسية بشهادات تقديرية تكريما لما قدّموه من قراءات مميزة لامست قلوب متلقيها.