عيادة مصر الآنمتابعات صحيةمنوعات وسوشيال

الكبد: مصنع طاقة حياة الإنسان.. كيف تدعمه وتحميه؟

أطلقت جامعة لويولا الأمريكية برنامجا علميا معرفا على الشبكة الإلكترونية تشرح فيه أخطار بعض المكملات الغذائية ومنها الفيتامينات والأدوية وأهمها عقار التايلنيول المكافح للألم. تجيب فيه على الأسئلة وتحدد مواعيد لمن يرغب فى الحضور إلى مقرها للاستعلام بصورة أكثر تفصيلا أو حتى للعلاج من عطب طال كبد أحد المرضى لسبب أو آخر مما تتحدث وتعلن عنه

lyol’s liver program – liver Tax an line
جاءت الكحوليات على قائمة المواد التى يمكن أن تتسبب فى هلاك الكبد وتسبب التهابه الحاد فى تقرير جامعة لويولا يليها فى الترتيب:
أدوية علاج الألم التى يمكن أن يجدها الإنسان بسهولة دون تذكرة طبية فيما تسمى «أدوية الرف» أهمها عقار الأسيتو مينوفين أو التيلينول «Tylenol» خاصة إذا زادت الجرعة عن المقررة يوميا ولجأ إليه الإنسان بصورة دائمة ولمدة طويلة.
لم يستثن التقرير الأسبرين ومضادات الألم الأخرى مثل الأوفيل والمورتون والنيبروكسين خاصة إذا اقترنت بالكحوليات.
أدوية تصرف بتذاكر طبية وتتناول تحت إشراف طبيب: منها كل الأدوية التى تعالج ارتفاع مستويات الكوليسترول بلا استثناء لذا يوصى التقرير بإجراء تحليل لوظائف الكبد للمريض الذى يضطر لتناولها كل ثلاثة أشهر وليس ستة أشهر كما توصى الشركات المنتجة لتلك المجموعة من الأدوية. تضم تلك القائمة أيضا بعضا من المضادات الحيوية ومضادات الفيروسات وبانيات العضلات التى يدخل فى تركيبها الاستيرويدات.
المكملات الغذائية والفيتامينات: ضمت تلك المجموعة العديد من الأعشاب التى يلجأ البعض إليها لعلاج البرد أو بحثا عن تنشيط الدورة الدموية ومنها الكافا أو شحذ الذهن مثل الإفيدرا. بينما ذكر النياسين «أحد أعضاء ومجموعة فيتامين ب المركب» وفيتامين «أ» كأحد المسببات المعروفة للفشل الكبدى الحاد إذا ما زادت جرعتها عن الحد بلا مبرر.
الغريب أن الشاى الأخضر على فوائده الجمة احتل مكانا فى تلك القائمة الخطرة حال أن زاد استخدامه عن الحدود الطبيعية المعقولة «ثلاثة أكواب يوميا» لفترات طويلة بلا انقطاع.
حذر التقرير أيضا من تناول الأطفال جرعات كبيرة من الفيتامينات، عن طريق الخطأ خاصة الملونة منها والتى قد يظنونها حلوى.
المواد الصناعية للعاملين بمجال صناعات المنظفات والمبيدات والبلاستيك.
أخطر أنواع الفشل الكبدى الحاد والتى تمثل خمسين بالمائة من مجمل تلك الحالات تأتى من استخدام الأدوية كعرض جانبى خطير أو نتيجة للإفراط فى تناولها فيما يعرف بالجرعات السامة خاصة إذا تم لفترة طويلة.
تعد بالطبع تلك نسبة مرتفعة فى الولايات المتحدة الأمريكية الأمر الذى دفع فريق زراعة الكبد فى جامعة لويولا للمساهمة فى ذلك البرنامج.
هل هناك عومل خطر تعجل بفشل الكبد الحاد؟
بالطبع هناك عوامل قد تساهم فى سرعة إصابة الكبد بالالتهاب الحاد إثر تناول أى من المواد التى ذكرها التقرير منها: إصابة الكبد بمرض سابق، الإصابة بالالتهاب الكبدى، الوبائى، التقدم فى العمر الذى يقابله بعض من تباطؤ الكبد فى تكسير السموم، يحدث هذا أيضا لدى المرأة بصورة طبيعية فكبدها لسبب ما يتعامل مع المواد السامة التى تصله عبر الدورة الدموية بصورة أكثر بطئا. أمراض الخلل الجينى قد تصيب الكبد بقدرة أقل على أداء وظائفه الحيوية المهمة. أن يضطر الإنسان لاستخدام مجموعات معينة من الأدوية التى تدخل فى عمل الكبد وطريقة أدائه لوظائفه كتلك التى تمنعه من تكوين الكوليسترول وإنتاجه على سبيل المثال.
هل من علاج؟
التهاب الكبد الناشئ عن أذى الأدوية قد يعلن عن نفسه خلال ساعات بأعراض لا يخطئها الإنسان مثل اصفرار العينين والرغبة فى حك الجلد وألم فى البطن خاصة الربع الأيمن أعلى «الكبد» إلى جانب الرغبة فى القىء والعزوف عن الطعام والإحساس بالإجهاد إلى جانب نزول البول داكنا فى لون الشاى.
لكن الأمر فى حالات كثيرة قد لا يعلن عن نفسه فى حالته الإصابات الطفيفة الأمر الذى يزداد تعقيدا فيبدأ الكبد فى حالة تراجع بطىء مستمر معه تتحول الخلايا إلى الألياف فيما يعرف بتليف الكبد والذى قد ينتهى معه الحدث إلى ضرورة زراعة كبد جديدة مكان الذى انتهت صلاحيتها.
تشخيص الحالة يعتمد بالطبع على رصد الأعراض وإجراء الفحوصات التى تبدأ بوظائف الكبد وتقنيات التصوير الحديثة لخلايا الكبد وربما عينة من نسيج الكبد لتأكيد التشخيص.
أما العلاج الذى يجب أن يبدأ بمجرد التأكد من التشخيص والذى يجب أن يتم فى المستشفى لضمان توافر كل ما يحتاجه المريض من إمكانيات فيتلخص فى الآتى من خطوات:
تحديد السبب الأساسى لالتهاب الكبد والتوقف تماما عن الدواء الذى يجب أن يكتشف من استعراض الأدوية التى يستخدمها المريض.
بمجرد التوقف عن ذلك الدواء وعلى مدى أيام متعاقبة ينحسر الالتهاب وتقل حدة الأعراض.
إذا ما كان السبب الأساسى هو عقار التيلينول «Tylenol» سيتلقى المريض عقارا مقاوما لأثره استيل سيستين Acetyl cysteine الأمر الذى يجب أن يتم خلال الست عشر‪ة‬ ساعة التالية تماما لتناول تلك الجرعة المؤثرة التى تسببت فى التهاب الكبد.‬
علاجات داعمة لعمل الكبد ومحاولة توفير ما يلزمه من مواد تمده بالطاقة دون جهد يجب أن يبذله. توفير خط وريدى مفتوح بصفة دائمة يمكن من خلاله حقن كميات محسوبة من السوائل والمواد الغذائية السهلة أو الأدوية التى تقاوم أثر ذلك الالتهاب التسممى.
زراعة الكبد هى الخطوة الأخيرة التى قد يلجأ إليها الأطباء إذا ما تطورت الحالة إلى الفشل الكبدى وانهيار وظائف الكبد المصاب.
فى الدواء الداء فاحذر دائما أن تستسلم أملا فى شفاء سهل قريب، احتمل قليلا وانتبه فالألم لا ينحسر طائعا بلا ثمن منك ينتظر.
ابحث دائما عن الحلول الغذائية البديلة لعلاج المشكلات والأمراض المزمنة كارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع نسبة الكوليسترول أو آلام المفاصل المزمنة، ابدأ بها قبل الأدوية ولا تلجأ للأدوية إلا فيما يستدعى وفقا لنصح طبيب التعافى بالغذاء لاشك أفضل أثرا من التقاط الأدوية «من على الرف» بحثا عن حل سريع قد يقود إلى الهاوية.. تناول الدواء بعد حسابات دقيقة تجعل منه ضرورة لا رفاهية.

زر الذهاب إلى الأعلى