أحمد فرغلي رضوان يكتب : It ends with us الرواية الرومانسية تضيء السينما
تذكرت جملة الفنان العالمي أنتوني كوين التي قالها للصحفي الكبير الراحل محمود عوض ( القصة هي المشكلة والحل ) وأنا أشاهد فيلم it ends with us وهو مأخوذ عن رواية للكاتبة Colleen Hoover وحملت نفس الأسم وحققت مبيعات تخطت مليون نسخة! بالفعل القصة الجيدة أصبحت عملة نادرة في السينما الآن.
قصة الفيلم تبدو بسيطة وربما شاهدنا مثلها كثيرا ، المرأة بين حبيبين حبيب الماضي وحبيب الحاضر، ولكنها عميقة وحملت مشاعر كبيرة جسدتها ببراعة Blake lively والفيلم من بطولة وإخراج justin baldoni .
هو من نوع الأفلام التي تترك أثرا لدى المشاهدين بسبب جمال الحوار وصدق المشاعر التي نشاهدها ولاحظت تفاعلا كبيرا من الجمهور في صالة العرض وكان معظمهم شباب صغير ، الجمهور دائما يبحث عن الرومانسية في السينما.
القصة تبدو حكاية رومانسية حول قصة حب امرأة ورجل مع ظهور حبيبها في الماضي من جديد وتوتر العلاقة بين الثلاثة ولكنها في الأساس تتحدث عن العنف الأسري ضد المرآة “الزوجة أو الحبيبة” وتأثير ذلك والذي ربما يستمر معها طوال عمرها ويترك أثر نفسي كبير على حياتها ، السيناريو تأخر في كشف تلك النقطة لنهاية الأحداث بعدد من مشاهد الفلاش باك وتركنا نعيش مع البطلة ” ليلي” قصة حبها الجديد وترددها في قبول الشخص الذي اقتحم حياتها الهادئة ! ومع تلك البداية تركنا الفيلم مع عدد من علامات الاستفهام حول بعض تصرفاتها قبل أن نكتشف عنف والدها مع أمها ثم عنف زوجها معها منذ بداية العلاقة وحتى بعد الزواج ! وأنها كانت تعيش في عالم موازي لعالم والدها مع أمها ونفس العنف ضد المرآة.
نعلم فيما بعد من خلال الفلاش باك إنه كان عنيف معها منذ أول لقاء و اعترف بذلك ضمنيا في أول لقاء بينهما إنه لا يستطيع إقامة علاقات طويلة مع أي امرأة ! ولكنها لم تكن تعرف أن ذلك بسبب العنف ضدهن.
الفيلم يشير بقوة لفكرة أن المرأة لا تستطيع التراجع وإنهاء العلاقة في أحيانا كثيرة رغم “الأذى من تلك العلاقة” وهو أمر غير مقنع ، وهنا أسأل هل الحب يجعل المرآة تتحمل العنف ضدها لو أحبت الرجل ؟! إجابة الرواية من خلال الفيلم كانت نعم !
ولذلك من سلبيات الفيلم عدم الحديث بعمق عن مشكلة العنف الأسري وضحاياه من النساء وهي المشكلة التي تعاني منها البطلة سواء من الأب أو زوجها ، رجل واحد فقط هو الذي كان لطيفا معها حبيبها الأول خلال فترة المراهقة.
هي مشكلة كبيرة وتعاني منها النساء في كل أنحاء العالم ولكن السيناريو أشار لها من بعيد في الثلث الأخير من الأحداث ومن خلال سؤال من الابنة للأم ، لماذا قررت الاستمرار رغم ما يحدث معك ؟
بليك ليفلي وجاستن بالدوين ثنائي ظهرا بشكل جيدجدا وكان بينهما كيمياء رائعة، تصدقهما بشكل كبير.
التمثيل من أفضل عناصر الفيلم بليك ليفلي ممتازة في تجسيدها لشخصية ليلي المرأة المترددة والخائفة من الدخول في علاقة بسبب مشاكلها النفسية منذ الماضي
كذلك تفوق جاستن في تجسيد شخصية رايل الطبيب الوسيم الرومانسي وخفيف الظل وفي نفس الوقت الشخص المخادع والذي له وجه أخر عنيف عندما يتمكن من قلب المرآة.
الفيلم على مستوى فني جيد وسيناريو الأحداث كان إيقاعه جيدا وجذاب خاصة في علاقة الحب ولكنه لم يقترب بشكل كاف من القضية الرئيسية التي تعاني منها البطلة “العنف الأسري”.
تقييمي للفيلم 7/10