د. غلاب الحطاب يكتب: “اتركوا الثور”.. “وامسكوا نتنياهو”
عبر التاريخ بنا أزمنة عديدة، وحملت لنا صفحاته أهوالا وكوارثا صنعها طغاة وجبابرة ما كنا نظن أن يقسو علينا الزمان ويأتى بأمثالهم، ولكن رأينا وشاهدنا من هو أشد منهم قسوة ورعبا، رأينا جبارا ساديا، دبر وخطط حتى أوقع فريسته فى نصب معد لها مسبقا، ثم انقض عليها ليفتك بها بلا رحمة ولا شفقة كالثور الهائج، لم يردعه قانون ولا إنسانية.
غائب الوعي والعقل منعدم الضمير، قتل البشر وهدم الحجر وخلف من ورائه آلاما وأوجاعا وأمراضا تفتك بمن تبقى من شعب أعزل مغلوب على أمره، بعدما حرمه الأمن والسلام وجرده من الماء والطعام.
لقد فاق بأفعاله وأوصافه طغاة الأرض أجمعين، إنه نتنياهو الهائج الذى دمر شعبا آمنا واغتال أحلاما مقدسية الإيمان، وخلف وراءه كارثة إنسانية لا مثيل لها في تاريخ الحروب البشرية.
حتى الثور الهائج والمفلت من عقاله “بايدن” وحكومته حاروا فى أفعاله التى فاقت توقعاتهم فى جعل منطقة الشرق الأوسط فوق بركان ثائر ، وقضت على استقرار المنطقة العربية بأسرها.
وها هو الآن يحاول جر الشرق الأوسط وربما العالم أجمع إلى حرب شاملة غير عابئ بكافة التحذيرات الدولية بما فيها .
أمريكا ذاتها، صم أذنيه عن صوت الضمير العالمي وراح ينفذ سلسلة من الاغتيالات بدأها بقيادة هامة بحزب الله عدوه اللدود، وبعدها بساعات اغتال أهم قيادة سياسية وعسكرية وشعبية في حماس، لقد اغتال إسماعيل هنية ، واغتاله أين ؟ فى إيران حينما حل عليها ضيفا مهنئا بتنصيب رئيسها الجديد.
هل رأيتم استفزازا أكثر من ذلك؟!
لكن السؤال الذى يطرح نفسه هل ما يفعله نتنياهو مس من جنون لا يعى نواتجه الوخيمة؟ أم أنه يعلم تماما أن العالم لن يتحرك وأن إيران لن تفعل شيئا كسابق عهدها، وأن حزب الله بات كالاسد الجريح لا يقوى على العراك ولا يملك سوى صوتا مبحوحا، وأن حاله أصبح كحال لبنان التى دمرتها الصراعات السياسية والأزمات الاقتصادية.
أم أن هذا المعتوه يتعامل مع المنطقه بسياسة الأرض المحروقة أو كما يقول المثل “عليا وعلى أعدائى”.
في اعتقادي أن ما يفعله ال نتنياهو ماهو إلا صرف النظر عن فشله الذريع سياسيا وعسكريا على أرض فلسطين الأبية كما خسر الداخل الإسرائيلي الذى بات يمقته ويمقت سياسته وحكومته المتطرفة، نتنياهو يريدها حربا مستعرة مستمرة حتى لو كان ذلك على حساب أمن المنطقة كلها، بعدما قضى على أهل غزة واغتال أمن الضفة الغربية واستولى على أرضها.
فهل سترد إيران على نتنياهو ، وهل سيكون ردها – هذه المرة- موجعا أم سيكون كردها السابق؟
هل تثأر إيران وتأتى بحق ضيفها الذى كان يظن أنه آمن فى سربه على أرضها، أم ستغلب مصالحها وتطأطيء عنقها لتمر حادثة اغتيال “هنية” مرور الكرام.
هل سيفاجئنا نصر الله بعمل جسور يزلزل كيان بنى صهيون أم سيكون الرد مجرد خطاب تهديد ووعيد وكلمات حماسية بلا هوية أو معنى.
هل سيتحرك العالم العربي والإسلامي والدول المحبة للسلام لإيقاف نزيف الدم، وتجنيب المنطقة وربما العالم أجمع حربا ضروسا لن تبقي ولا تذر.
كلها أسئلة مطروحة، قد تجيب عنها الأيام القادمة، وحينها نقول ليتنا أمسكنا ب نتنياهو وتركنا الثور!!