مقالات الرأى

أحمد فرغلي رضوان يكتب : كيفن كوستنر يعيد البحث في تاريخ الولايات المتحدة

كنت أنتظر طرح  الفيلم في دور العرض خاصة بعد المشهد اللافت لمخرجه ومنتجه كيفن كوستنر وهو يبكي عقب عرض فيلمه “الأفق: ملحمة أمريكية”  في مهرجان كان.
بالطبع هو مشروع العمر لكوستنر ، ملحمة سينمائية من أربعة أجزاء عن تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية منذ القرن الثامن عشر ! مهمة سينمائية صعبة جدا لأي فنان يفكر في انجازها ما بالك اذا كان الفنان هو المنتج والمخرج بالإضافة إلى التمثيل، ربما يعتبر البعض أنه مغامرة مجنونة لأي فنان أن يُقدم على هكذا مشروع! بل ووصل الأمر بالنجم العالمي كيفن كوستنر إلى رهن مزرعته من أجل إتمام المشروع ، ويبدو على جانب آخر أن كوستنر مغرما ومخلصا لأفلام الغرب الأمريكي منذ “الرقص مع الذئاب”.
يعود مجددا للبحث في التاريخ الأمريكي عن البدايات والصراع بين السكان الأصليين “قبائل الاباتشي” الهنود الحمر والمستوطنين من المهاجرين ، صراع كبير ودموي ، تم تصويره في أحد المشاهد من خلال معركة كبيرة استغرقت وقتا طويلا على الشاشة وكانت من أفضل لحظات الفيلم على مستوى الإثارة والإخراج، العناصر الفنية عامة متميزة التصوير وكذلك الموسيقى ، كوستنر المخرج بداية جيدة ومشوقة للعديد من القصص وننتظر الفصل الثاني من هذه الملحمة لاستكمال القصص التي بدأت.
الفيلم تبدأ أحداثه قبل الحرب الأهلية الأمريكية عن الأرض والصراع بين السكان الأصليين و المستوطنين وكيف كانت الولايات المتحدة قبل مائتي عام ! هكذا بدأ الجزء الأول المليء بالشخصيات المختلفة من الهنود الحمر و المستوطنين  وحتى الآسيويين من أصول صينية ، حيث محاولة المستوطنين بناء مدينتهم الحلم “هواريزون” في مكان ما ولكن الاباتشي كانوا يتابعون ذلك من خلف الجبال ! ويرفضون ذلك الأمر باعتبار أنهم أصحاب تلك الأراضي ويبدأ الصراع بينهم بهجوم على المستوطنة من قبائل الاباتشي ويحرقون كل شيء.
منذ بداية الأحداث نشاهد العديد من الشخصيات والانتقال بين قصصهم دون تفاصيل كثيرة وربما أراد كوستنر في سرده تعليق المشاهدين للفصل الثاني  ! وهو ما أزعج بعض الجمهور الذي كان يريد سيناريو أكثر وضوحا .تبدو أرض الولايات المتحدة مكان صراع بين الجميع والعنصرية حاضرة كالعادة.
في هذا الفصل صور كيفن كوستنر المآساة والألم والحزن بشكل لافت مع قليل من الرومانسية، ممكن اعتبار الجزء الأول تمهيد للقصص والشخصيات
مشهد الختام كان جيد جدا في استعراضه السريع للقصص التي بدأ الحديث عنها مع لمحات للفصل الثاني و موسيقى رائعة حماسية وهو يمر سريعا على قفلات تلك القصص في الفصل الأول ويترك الباب مفتوحا لتساؤلات عن مستقبل تلك القصص كيف سيكون ؟ أنا شخصيا متحمس للجزء الثاني والذي يعرض قريبا .
هو تحد فني كبير يريد من خلاله كوستنر أن يروي أعظم قصص تاريخ الغرب الأمريكي على الإطلاق هكذا يريد ويتمنى.
سنرى النتيجة في الفصل الثاني كيف تسير الأمور مع الفنان العالمي والذي يستحق كل التقدير على حبه وإخلاصه للسينما وهذا الشغف الذي لم ينتهي .

زر الذهاب إلى الأعلى