مقالات الرأى

صفوت عباس يكتب : ( بيننا مسافات )!!

.. كلنا يهتف بعلو صوته بشعار ( الخلاف في الرأي لايفسد للود قضيه) وفي داخلنا كلنا ان الخلاف في الرأي هو فساد كل قضايانا.
المسافه التي بين ارائنا لاتحترم انسانيتنا التي تكرس لكل منا خصوصيه ونشأه ومحيط وتعليم وظرف اني وسابق ولاحق وقله او وفره وتعثر وانطلاق تشكل في مجملها الطريقه التي نري بها امورنا المشتركه التي لايمكن بحال فصلها فنحن علي ارض ومحيط واحد محكومين بقانون واحد وكلنا متعلقون باذيال بلدنا التي يراها بعضنا وطن والاخر يراها مغنما او ممرا او بالدارج سبوبه.
.. فيما عدا الخلاف علي الوطن تعتبر كل الخلافات هينه وممكن تجاوزها هذا في عرف وضمير من يعرف ان لكل رايه ولكل راي البيئه الحاضنه التي افرزته والظروف التي نشا فيها ولانه لايمكن ان تتطابق الظروف فلابد ان تختلف الرؤي والاراء.
.. ليس هذا تمييعا لموضوع اختلافات الرأي وخاصه لو كان الرأي مبعثا لعنف ومحرضا علي ثوابت الوطن والمجتمع فهي لامجال الا ان نختلف عليها لان التساهل بحقها سوف يفقدنا الارض التي نحيا عليها فنسقط جميعا في هو سقوطها.
من يفحص آرائنا حيال اي قضيه يجد اغلبها بلا مرجعيه فكريه وهي التي من المفترض ان تكون منشا اي راي منطقي وتوجد مساحه للمناقشه والاختلاف وكانت بحدود وثوابت ومرجعيه ناشئه عن مدارس فكريه كالشيوعيه والراسماليه كمحركات للراي في الشان الاقتصادي او الليبراليه والشموليه السياسيه كمكونات لافكار الراي السياسي ثم العلمانيه كمحرك للجدل الكبير حول فصل الدين عن الحكم او الدوله والذي اصبحت اتهاما توجهه ماتسمي بتيارات الاسلام لكل من سواهم، ثم افكار الاسلام السياسي باشكالها والتي ضاعت عنها المرجعيه الدينيه لتصبح شكلا سياسيا صريحا لايحمل من الدين الا لحيه وبعض الازياء.
اصبحت المصلحه الصريحه هي المكون الاساسي للاراء دون سند فكري والشاهد ان شخصيات اعلاميه او نيابيه استطاعت التخديم علي وجودها خلال اكثر من ثلاثين عاما واستطاعت المرور للاضواء عبر ثلاث حقبات رئاسيه مختلفه كليا عن بعضها.
وحيث المصلحه تشكل الراي لدينا وحيث ان المصالح لاتتالف وتختلف كليا بمنطق براجماتي لفظي وليس فلسفي فان المسافات بين ارائنا ستظل شاسعه.
المثير للقلق في اختلاف الرأي لدينا انه اصبح صراعا مكشوفا يكرس لانقسام بغيض لحد اعتبار الاخر اما منقادا او مضللا او جاهلا او طبالا وهذا الانقسام ستتراكم نتائجه بما يشكل شرخا في جدار المجتمع الذي لايعلم احد ان كان متماسكا ام لا.

زر الذهاب إلى الأعلى