مقالات الرأى

محمد صبحي الغنيمي يكتب:- ” الخطر القادم “

في الوقت الذي ينتشر فيه الفقر والجوع في دول العالم بسبب الأزمات الإقتصادية والتغيرات المناخية المدمرة أنفقت الدول العظمي ٢٤٤٣ مليار دولار علي التسليح عالميا لإشعال الحروب ونشر الموت والدمار بعد ان تحول العالم إلي بؤرة كبيرة للصراع والحروب.

الولايات المتحدة تحتل المركز الأول بلا منافس كأكبر مُصنع ومُصدر للسلاح في العالم حيث تصدر أسلحتها لأكثر من ١٠٧ دول تليها روسيا وفرنسا والصين والمانيا ويبدو ان السوق مزدحمة بالمتنافسين خاصة وان واشنطن نجحت في دعم وإشعال أهم الحروب وأكثرها فتكا ودمارا وحرصت علي استخدام هذه الأسلحة من خلال دعمها لإسرائيل واوكرانيا عسكريا للترويج لمنتجها الأول وهو السلاح.

واشنطن تري ان نشر اسلحتها في الشرق الأوْسط يبعث برسالة ردع واضحة إلي خصومها وأدت حزمة المساعدات العسكرية التي تبلغ قيمتها ٩٥ مليار دولار والتي وقعها بايدن الشهر الماضي لكل من إسرائيل واوكرانيا وتايوان إلي تضخيم الأهداف الحربية في مواجهة خصوم واشنطن ” روسيل وايران والصين” وتجاهلت بدورها انها قد تؤدي إلي إنعاء الحرب في أكثر من جبهة.

يبدو ان المصالح المالية لحفنة من مقاولي الأسلحة الدافع الأساسي لقرارات سياسية لتصدير الأسلحة الأمريكية لإشعال الحروب في المنطقة التي كشفت سوءاتها وعوراتها وكذبها وإدعائها الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان وهو ما شاهدناه جميعا أثناء القبض على متظاهري طلاب الجامعات الأمريكية الداعمين لأهل غزة والقضية الفلسطينية.

الاضطراب الأمني العالمي وحالة عدم الاستقرار المستمرة دفعت الكثير من الدول للجوء إلي القوة النووية كملاذ أمن وأخير لتأمين أراضيها وهذا ما روجت له فرنسا مؤخرا لتعلن نهاية عصر من المعاهدات الدولية لحماية العالم من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل حتي أصبح السلاح لغة العصر الحديث مع إشتعال الحروب شرقا وغربا.

اقتحم الذكاء الاصطناعي السوق العالمية ليقدم جيلا أكثر فتكا وتدميرا من الأسلحة الحديثة بل أحد اللاعبين الرئيسين في حروب العصر الحديث فلم يعد مفهوم الحروب الذكية خيالا علميا كما كان قبل عقدين من الزمان فميدان المعركة اليوم هو شبكة معقدة من المعلومات والخوارزميات ضمن أنظمة ذاتية التشغيل في إطار استراتيجيات الحرب المعروضة وهذه الأنظمة والشبكات الإلكترونية التي يسيطر عليها الذكاء الاصطناعي تعتبر من الحروب الحديثة حيث توفر معلومات دقيقة وواقعية وحيوية من وعن ميدان المعركة.

بكاء القلب أشد ألما من بكاء العين فكثيرا ما تبكي القلوب والعيون صامتة.

اثنان يراقبان احوالك شديد الحقد وشديد الحب.

زر الذهاب إلى الأعلى