راندا الهادي تكتب: المنحوس منحوس!!
(المنحوس منحوس ولو علّقوا على راسه فانوس)… مثلٌ شعبي أصيل يُرسخ لرُوح التشاؤم وفقدان الأمل والبدايات التي تُبشر بالنهايات!! ورغم اعتراضي على هذا المبدأ، إلا أننا في بعض الأحيان نرضخ لفرضيته و (نبصم بالعشرة) على صحتها!!
فعندما نقرر _ مع دخول العيد _ أن ندخر المئات من الجنيهات، ونطبق أسهل الوصفات لصنع الكعك والبسكويت، وما لذّ وطاب من مشهيات العيد، و ننسى فشلنا الذريع _ فيما سبق _ في إخراج صينية واحدة مقبولة الشكل والطعم من الفرن، يجب أن نعتذر لأجدادنا أصحاب مقولة: (المنحوس منحوس ….)، ولكن رغم استسلامي من سنوات وشراء ما أريد من حلوى العيد من محترفيها، أتوقف دومًا عند مُرتادي الـ (سوشيال ميديا) من السيدات في هذا الوقت من العام، حيث تنتشر صور الصواني الفاشلة وبجوارها الاستغاثات لمعرفة ماذا حدث للوصفة؟ وكيف يُنقذنها من مصيرها المحتوم؟!
وأتساءل: هل تنتظر بالفعل صاحبةُ الصورة النصيحةَ من كل عابر سبيل أم تشعر بالفراغ ويقتلها الملل فيدفعها ذلك دفعًا لفتح حوارات مع رواد الـ (سوشيال ميديا) الذين يُمطرونها في الغالب بشتى أنواع الفكاهة والاستظراف، والذي يكون جارحًا في بعض الأحيان، وأجيب على نفسي حينها قائلة: ما ضرهن لو أخذن بمقولة أجدادنا (المنحوس منحوس ….) ونغلق بذلك باب الفُرن، والسيل من الصواني الفاشلة لحلويات ومخبوزات انتشرت كالنار في الهشيم على صفحات السوشيال ميديا.
أليس منكم رجل رشيد؟! والمقصود هنا ليس الرجل بعينه بل عقل يدرك فقدانه لتلك المهارة، ما سيُوفر على البلاد الملايين من أكياس الدقيق والسكر والمكسرات المهدرة لإثبات أن شغل البيت (لا يُعلا عليه).
( فلنُعطِي العيش لخبازه)، ونقلل بالكميات، أولًا للحفاظ على صحتنا، وثانيًا للحفاظ على محافِظنا المالية، وللنصيحة هنا، بعد الحسابات والمضاربات التي أجريتُها، وجدتُ أن تكلفة المكونات للخبز بالمنزل تكاد تقارب تكلفةَ الشراء من محلات الحلويات، هذا إذا ما استبعدنا المجهودَ والإرهاق وجلساتِ التصوير المكثفة للإنتاج حال نجاحه أو فشله، لنشرِه على الـ(سوشيال ميديا)، و (اِرفعْ يا أدمِن)!!