مقالات الرأى

شعبان ثابت يكتب : (صبر أيوب )

أصدقائي وقرائي الأعزاء في مثل هذا الزماااان يجب أن نتذكر قصة سيدنا أيوب في الصبر على الإبتلاء لعلنا نتلعم منها درس نستفيد منه هذه الأيام.

أيوب عليه السلام:
أتاه الله سبعة من البنين
و مثلهم من البنات و أتاه الله المال و الأصحاب وأراد الله أن يبتليه ليكون اختبارا له و قدوة
لغيره من الناس.

فخسر تجارته و مات أولاده و ابتلاه الله بمرض شديد حتى أقعده و أبتعد عنه الناس فكان فى مكان خارج مدينتهم خوفا من مرضه ولم يبقى معه إلا
زوجته تخدمه حتى وصل بها الحال أن تعمل عند الناس لتجد ماتسد به حاجتها و حاجة زوجها.

واستمر أيوب في البلاء ثمانية عشر عام و هو
صابر و لا يشتكي لأحد حتى زوجته.
و لما
وصل بهم الحال الى ماوصل قالت له زوجته
يوما لو دعوت الله ليفرج عنك،
فقال:
كم لبثنا بالرخاء؟
قالت:
80سنة، وأنا مريض ثمانية عشر عاماً
قال:
إني استحي من الله لأني مامكثت في
بلائي المدة التي لبثتها في رخائي،
و بعد أيام خاف الناس أن تنقل لهم عدوى زوجها فلم تعد تجد من تعمل لديه، فقصت بعض شعرها وباعت ظفيرتها لكي تأكل هي
و زوجها و سألها من أين لكي هذا ولم تجبه؟!

و في اليوم التالي باعت ظفيرتها الأخرى
و تعجب منها زوجها وألح عليها فكشفت عن رأسها، فنادى ربه نداء تأن له القلوب

قال تعالى { وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ * فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ}
استحى من الله أن يطلب الشفاء و أن يرفع عنه البلاء فقال كما جاء في القرآن الكريم:
“ربي إني مسني الضر و أنت أرحم الراحمين”
فجاء الأمر من من بيده الأمر:

“أركض برجلك هذا مغتسل بارد و شراب”
فقام صحيحا و رجعت له صحته كما كانت
فجاءت زوجته ولم تعرفه،
فقالت:
هل رأيت المريض الذي كان هنا؟
فوالله مارايت رجلا أشبه به إلا انت عندما
كان صحيحا؟
فقال: أما عرفتني!
فقالت: من انت؟
قال: أنا أيوب
يقول ابن عباس: لم يكرمه الله هو فقط بل
أكرم زوجته أيضا التي صبرت معه اثناء هذا
الابتلاء!
فرجعها الله شابة وولدت لأيوب عليه السلام ستة و عشرون ولد من غير الإناث
يقول سبحانه: “واتيناه أهله و مثلهم
معهم ”
العبرة: كلما فاض حملك تذكر صبر أيوب و أعلم أن صبرك نقطة من بحر صبر أيوب

زر الذهاب إلى الأعلى