مقالات الرأى

شعبان ثابت يكتب : عواجيز الدولار

أصدقائي وقرائي الأعزاء تابعت معكم على مدى الأسبوع الماضي الإعلان عن صفقة ( رأس الحكمة) بكل تفاصيلها التي أعلنتها الدولة ممثلة في دولة رئيس الوزراء المهندس مصطفى مدبولي في مؤتمر صحفي عالمي وجميعكم يعرف التفاصيل وما ستجره هذه الصفقة من دخل لمصر من الدولارات التي أعلن عنها 35 مليار دولار خلال شهرين وعلى مدار خمس سنوات 150 مليار دولار وستصل قيمة الصفقة حتى نهايتها في غضون 15 عام إلى 500 مليار دولار.

بعقد مشاركة بين مصر والإمارات تحصل مصر بموجبه على 35٪ من نسبة أرباح المشروع على المدى البعيد وفي حالة الإختلاف سيتم اللجوء للتحكيم الدولي بمحكمة مقرها أمريكا وليس أمريكا كما حاول أن يدلس البعض على الناس وهذا يدل على أنه عقد شراكة وليس بيع كما يروج البعض
دخل منها بالتحديد 10 مليار دولار خزائن البنك المركزي علاوة على 5مليار دولار وديعة ستتحول إلى عملة محلية بالجنيه المصري للصرف منها على إنشاءات المشروع.

وما أن أعلن الرئيس السيسي عن وصول المبلغ بالفعل ودخوله البنك المركزي بعد تشكيك البعض في الصفقة إلا وبدأ إنهيار السوق الموازي أو ما يطلق عليه (السوق السوداء)
للدولار حتى وصل أثناء كتابة هذا المقال إلى أقل من 40 جنيه مصري وللأسف الشديد لاحظت من خلال متابعتي لمواقع التواصل الاجتماعي وصفحات وتعليقات بعض الأصدقاء أن البعض( غير سعيد) ودائم التشكيك في الأسعار ويقول أن هذه الأسعار وهمية وأنها ستعاود الإرتفاع مرة أخرى وأن أسعار السلع لن تنزل وأن شئ ما لن يحدث مع أن الواقع على الأرض يقول أن هناك الكثير من السلع بدأت في النزول والشعب بدأ يشعر بشئ من الأمل.

ولكن هؤلاء المصريون من هذه النوعية سواء داخل مصر أو خارجها الذين أزعجهم هبوط سعر الدولار مقابل الجنيه المصري وبدأ تحسن الأسعار فكروني (بعواجيز) الفرح الذين يجلسون في ركن بعيد عن زفة العروسين لينتقدوا فستان الفرح بأنه ناصع البياض أو بدلة العريس أنها هالكة السواد مع أن فستان الفرح يجب أن يكون ناصع البياض وبدلة العريس هالكة السواد إنما هناك أنواع من البشر عندما لاتجد في الحلو عيب تقول عنه
( أحمر الخدين)

لذلك أنا سأطلق عليهم (عواجيز الدولار)
بدلا من عواجيز الفرح لعلهم يجدوا في الدولار ماينتقدونه بأنه ناصع الخضار !

كفانا جلد للذات ولنتفاءل بالخير فالخير قادم بإذن الله تعالى والبنية التحتية التي تم صرف مليارات الدولارات والجنيهات عليها على مدى العشر سنوات الماضية بدأت تؤتي ثمارها وتجذب الإستثمارات من جميع أنحاء العالم وسترون في القريب العاجل العديد والعديد من الصفقات على غرار
( رأس الحكمة) لعلنا يكون لدينا حكمة في الحكم على الأمور بحكمة؟!

زر الذهاب إلى الأعلى