ثقافة وابداع

“التنوع الثقافى والعيش المشترك” بمركز الهناجر للفنون

كتبت : أنس الوجود رضوان

أدارت الملتقي الناقدة الأدبية الدكتورة ناهد عبد الحميد مدير ومؤسس الملتقى، وقالت إن هذا اللقاء يعد من اللقاءات المميزة، لما يضم من شخصيات تمثل الجسد المصرى برئتيه، مؤكدة أن مصر تتمتع بمخزون ثقافى كبير ومفردات ثقافية متنوعة أسهمت فيما هو موجود لدينا الآن من تنوع فى اللهجات والعادات والتقاليد، ولكن كل ذلك متشابك فى نسيج واحد هو النسيج الوطنى، ومصر لديها القدرة على التعامل مع هذا التنوع وهو ما يميزها فى الوطن العربي وجعلها دولة رائدة، كما أن مصر هى أول دولة وقعت على اتفاقية حماية وتعزيز تنوع أشكال التنوع الثقافي عام ٢٠٠٥، مشيرة إلى أهمية المبادرات التى تعمل عليها الهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية فى هذا الشأن .

تحدث فى الملتقى الدكتور أنور مغيث أستاذ علم الاجتماع جامعة حلوان ورئيس المركز القومى للترجمة السابق، وقال إن مصطلح التنوع الثقافى ينضم إلى كوكبة من المصطلحات جاءت مؤخرا، وبدأ أن يصبح مشكلة مع بداية الدولة القومية التى اتجهت إلى خلق ثقافة قومية من خلال التعليم والإعلام، لافتا إلى أن اتفاقية حماية وتعزيز التنوع الثقافى، تطالب الدولة والشعب بحماية وتعزيز التنوع الثقافى، والحماية هى أن تحرص عليه وتحفظه من الضياع، أما التعزيز هو أن تقويه وتسمح له بالتعبير عن نفسه، هنا يتحول التنوع الثقافى إلى عنصر من عناصر قوة الدولة ويحدث إزدهار فى مختلف المجالات ويخلق سلام اجتماعى، فإذا أحسن التعامل مع التنوع الثقافى يؤدى ذلك إلى التقدم والإبداع والتنمية .

وقدمت إيمان ممدوح مدير برامج الحوار المحلى بالهيئة القبطية الإنجيلية، نبذة سريعة عن الهيئة التى انشئت عام ١٩٥٠ ومقرها بالقاهرة ولها أفرع فى عدة محافظات، وقالت إننا فى الحوار نهتم بمختلف الفئات بهدف تحقيق السلام والتسامح فى المجتمع وقبول الاختلاف، والعمل على إيجاد جسور سلام بين الأفراد وإقامة حوار سلمى بينهم، مشيرة إلى عدة برامج ومبادرات للهيئة فى مجال التنوع الثقافى وكيفية التعامل معه يشارك فيها واعظات من وزارة الأوقاف وخادمات من الكنائس وأكاديميون وشيوخ وقساوسة، وقدمت كوكبة من المشاركين فى تلك المبادرات، الذين تحدثوا عن النجاحات التى حققتها المبادرات فى تغيير الأفكار السلبية لدى الأفراد وتحولها إلى محبة وسلام وقبول الآخر .

وأكدت الدكتورة سهير قنديل عميدة المعهد العالي للخدمة الاجتماعية بالقاهرة، أن شباب اليوم هم مستقبل البلد ويجب الاهتمام بهم وإثراء قدراتهم، وقالت إن التعدد موجود فى كافة المجالات وهو سمة المجتمع، ويجب الاهتمام بالفرد منذ الصغر وتعليمه إدراك أهمية وفائدة التنوع والاختلاف، والأديان كلها تحث على السلام واحترام التنوع الثقافى الذى يؤدى إلى تكامل أفراد المجتمع بعضهم مع بعض، وبناء المجتمع يحتاج للوحدة الوطنية واحترام رأى الآخر، وذلك من خلال زيادة الوعى بأهمية احترام الآخرين فى اختلافهم، هذا الوعى الذى يقع مسئوليته على المؤسسات، وفى مقدمتها المؤسسات التعليمية والمراكز القومية المتخصصة .

وعن إدارة التنوع، تحدث الدكتور سامح فوزي الكاتب الصحفي والأكاديمي كبير الباحثين بمكتبة الإسكندرية، وقال إن إدارة التنوع منه ماهو إيجابى ومنه ما هو سلبى، وهناك أسس للإدارة الإيجابية للتنوع أولها الفهم المشترك، والثاني القانون الذى تبنى به الدول ويحفظ حقوق المواطنين، ثم التربية المدنية للفرد من خلال المدرسة، وتعليمه قيم التنوع والحفاظ على المجتمع، مشيرا إلى أن هناك قوارض للتنوع مثل التعصب واستدعاء الذاكرة السلبية والأحداث السلبية وكأنها هى التاريخ فقط، من أجل نشر الكراهية والفتن، مؤكدا على أهمية دور الإعلام فى توثيق ونشر الأحداث الإيجابية واستدعاء كل ماهو إيجابى فى المجتمع، وأن العيش المشترك هو مقدمة للتنمية المستدامة التى تتعلق بالأجيال القادمة، وذلك من خلال أن نجعل العيش المشترك جزء من ثقافة الجيل الجديد وتنمية الوطن .

وتضمن برنامج الملتقى مجموعة من الفقرات الفنية قدمتها فرقة كنوز بقيادة الفنان محمود درويش، الذى تغنى بباقة من أشهر الأغانى الوطنية، منها “بلادى بلادى، عظيمة يامصر، الأرض بتتكلم عربى، عاش ” .

زر الذهاب إلى الأعلى