مقالات الرأى

شعبان ثابت يكتب : (تحت المطر )

أصدقائي وقرائي الأعزاء تخيلوا معي للحظات ونحن نتابع الحرب التتارية التي شنتها إسرائيل على غزة العزة منذ أكثر من أربعة أشهر هذه الحرب البرية البربرية على غزة العزة من قوي الشر في العالم شياطين الأرض الكيان ومن وراءه الشيطان الأكبر وزيوله من عجم وعرب
أربعة أشهر من القتل والدمار والخراب لكل ماهو حي من إنسان و حيوان أو حتى جماد في حرب لم يسبق لها مثيل في تاريخ البشرية تخطت الأعداد مايفوق 100 ألف بين شهيد وجريح ومعاق؟ !

كل هذا على مساحة من الأرض لاتتجاوز مساحتها 360 كيلومتر مربع محشور فيها أكثر من 2 مليون و300 ألف بني آدم .
الله أعلم كم تبقى منهم فوق الأرض وكم دُفن منهم تحت الأرض إما في قبور أو تحت الرُكام وتم تهجير قسري للباقين من شمال القطاع إلى جنوبه في رحلة العذاب تحت القصف والموت كأنهم يعبرون الصراط المستقيم من يعبر كأنه دخل الجنة ومن يتخلف ذاهب إلى النار لامحالة حتى وصل أكثر من مليون ونصف المليون إلى ( رفح) الفلسطينية وهنا تخيل معي قطعة من الأرض لاتسع أكثر من ثلثمائة ألف بني آدم فجأة يعيش عليها أكثر من مليون ونصف بني آدم!

أكثر من نصفهم تحت الخيام في أرض صحراوية رملية لازرع فيها ولا ماء ولا غذاء ولادواء ولا أي مقومات للحياة ومازاد الطين بِلة هذا الجو القارس البرودة وهُطول الأمطار كيف بالله عليكم يعيش بشر في مثل هذا الجو ومن فوقهم الأمطار ومن تحتهم أرض رملية غارقة بالمياه وهم محشورون في بعضهم كالسمك في علب ( السردين) كيف ينامون كيف يأكلون كيف يقضون حاجتهم ( أعزكم الله) تخيل وتخيل و تخيل ستجد نفسك أمام وضع لايمكن تخيله؟!

ومع ذلك صابرين صامدين شاكرين عابدين ربهم رجالا ونساءا وشبابا وأطفالا ضاربين للبشرية مثل سيُكتب في كتب التاريخ بحروف من ذهب
(كان هنا يعيش أحفاد سيدنا أيوب)
عليه السلام في الصبر على البلاء والإبتلاء

وبعد كل هذا هل يشهد عام 2024 وقفا تاما لإطلاق النار حتى يرتاح سكان غزة العزة من أمطار تتساقط عليهم تارة حمم من نار القنابل والصواريخ وتارة أمطار رعدية من السماء تتساقط عليهم في العراء؟

زر الذهاب إلى الأعلى