مقالات الرأى

أحمد مصطفى أمين يكتب:يا عزيزي كلنا فاسدون

0:00

تواجه مصر في الوقت الراهن تحديات اقتصادية مصيريه أبرزها ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق الموازية، الأمر الذي يتطلب اتخاذ مجموعة عاجله من الإجراءات الناجزه لتدارك تداعيات هذا الوضع وتأثيره السلبي على المواطنين، بالإضافة إلى القضاء على السوق السوداء لخلق حالة من الاستقرار في الاقتصاد المصري.
لاسيما آن الاقتصاد المصري تعرض للعديد من الصدمات المتتالية خلال السنوات الأخيرة بداية من وباء كورونا، مروراً بالحرب الروسية الأوكرانية التي دفعت الفيدرالي الأمريكي لرفع أسعار الفائدة أكثر من مرة، مما تسبب في هروب مليارات الدولارات من الأسواق النامية ومن بينها مصر، الأمر الذي تسبب في استنزاف الدولار ومن ثم انخفاض قيمة العملة الاقتصادية، ومن ثم تم استنزاف العملة الدولارية الموجودة في البلاد مما تسبب في شُح دولارى غير مسبوق
وهنا يجب أن اعترف بأن حكومة الدكتور مصطفى مدبولي أدت ما عليها في هذه المرحلة الدقيقة ، بيد إنها قد فشلت في حل جذري للأزمة الاقتصادية طيلة 6 سنوات مضت ، وعليها أن ترحل مشكورة غير مأسوف عليها ، حتى تأتي أخرى جديدة لتضع حلولا رشيدة للأزمة الطاحنة ، حكومة قادرة علي زيادة عائدات مصر ، قادرة علي الأستعانه بأقتصاديين مصريين”من فئــة الأسطوات” للأستعانه بخبراتهم لتحويل اقتصاد الدولة من ريعي إلي إنتاجي ، وتكون قادرة علي الإحساس بالمواطن الذي أصبح قوت يومه علي المحك.
لكن حتي نكون أكثر أنصافاً و صدقاً فأن أغلب الأزمات التي نواجهها أغلبنا شريكاً اصيلاً مع الحكومة ومع فاسدي الضمير ، سواءاً في صنعها آو في استمرارها و لكننا لا نستطيع الأعتراف بالحقيقة ، هل ابلغ أحد منا عن مخالفه أو غش آو جريمة و ابلغ الجهات المعنية و تابع العقاب ، هل تعاملت الحكومة بإيجابيه مع شكاوي المواطنين و تحركت بايجابيه ناجزه لمحاسبه التاجر ، أين دور جهاز حماية المستهلك في محاسبه المتسبب في الأزمة ، و كم منا تاجر و في كل شيء بدءاً من السكر و السجائر و حتي اغلب الأصناف الأساسية حتي يتربح من الهواء ، وكم شخص أرتكب جريمة في حق هذا الشعب وتم ضبطه ومحاكمته ونال جزاؤه كما نصت القوانين..
ختاماً أيها السيدات و السادة إن اغلب الأزمات التي نعانيها هي تشخيص لوباء قاتل وهو السلبية و اللامبالاة من جانب الشعب. يا عزيزي كلنا فاسدون – التاجر و الصانع و الموظف و الطبيب و المهندس وغيرهم .. إِلَّأ مَا رَحِمَ رَبِّي ، حتي المواطن قليل الحيلة بالصمت و الخذلان.
وفق الله القائمين على أمر هذا الوطن، لإصلاح ما أفسده المفسدون ، لتعود مصر وشعبها العظيم ، بتاريخها العظيم، وبقدرات شعبها العظيم، حتي يعم الرخاء و التنمية و تنبت سنابل الخير و تدور عجله الحياة و نخرج من هذه الأزمة أكثر قوة وعزيمة وإرادة في كافة مناحي الوطن … فلا يليق بمصر أن تعيش ما تعيشه الآن من واقع ووزن لا يعكس عظمتها وعظمة شعبها … حفظ الله مصر وشعبها وجيشها و من كل مكروه وسوء و تحيا مصر.

زر الذهاب إلى الأعلى