ثقافة وابداع

في إطار برنامج موعد نقاش.. “أناسى” تنظم حلقة نقاشية بعنوان”الكنية في التراث العربي”

كتبت ـ فاطمة شعراوى:

نظمت أناسي للإعلام حلقة نقاشية ضمن برنامج موعد نقاش بعنوانالكنية في التراث العربيأصلها وقضاياهافي منارة السعديات بأبوظبي، قدمها الدكتورأحمد عطية كبير الباحثين في التراث العربي المخطوط بمركز المخطوطات في مكتبة الإسكندرية، وتحت عنواننافذة على الداخلقدمت الدكتورة آيات مكي خبيرة في التشافي، مدربة معتمدة ﻓﻲ البرمجة اللغوية العصبية فقرة إرشادية عن أهمية الاتزان العاطفي وذلك بحضور الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان السفيرة السابقة للثقافة العربية لدى المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الأكسو)، وعضوات موعد نقاش، و عدد من الشخصيات الثقافية والإعلامية.

تناولت الحلقة النقاشية التى أدارتها الإعلامية فاطمة النزوري عدة محاور: المقصود بالكنية في التراث العربي، والأهداف التي يحققها استعمال الكنية، موقع الكنية من الكلام عند العرب، والمقصودُ بالكُنى الغالبة وأهميتها في تحديد الاسم في التراث العربي، والأقسام المختلفة للكُنية، ومكانة الكُنية في حياة العرب قديمًا.

وتعد هذه الحلقة واحدة من سلسلة حلقات موعد نقاش الذي أسس في عام 2017 ليواصل أهداف أناسي للإعلام ومسيرتها ، ويحقق نوعا غير تقليدي من التواصل الفكري يعتمد على التفاعل بين عضوات الموعد عبر مشاركتهن في البحث والنقاش لخلق أجواء معرفية ممتعة تثري العقل والروح معا ، وذلك بمشاركة نخبة من الدكاترة والخبراء المختصين من كافة أرجاء الوطن العربي.

استهل الدكتور أحمد حديثه بالتعريف بالكنية في التراث العربي فقال: الكُنيَةُ هي كل ما صُدِّرَ بأبٍ أو أمٍ أو ابنٍ أو ابنةٍ، والكُنْية أصلها من الكنايَةِ، وهو أن تتكلم بالشَّيءِ وتريد به غيرَه، تقول: كَنَيتُ وكَنَّوتُ بكذا وعن كذَا كُنْيَةً وكِنيَةً والجمعُ الكُنى. والأصل فيها أن تكون بالأولادِ، فمن لم يكن له ولدٌ وله بنت كنَّوه بها، ومن لم يكن له ابنٌ أو بنتٌ كنوه بأقربِ الناسِ إليه، كما كنَّى النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن الزبير وهو صبي بأبي بكر، وهو جده لأمه أسماء. ثمَّ لـمَّا ولِدَ له ولدًا سمَّاه خُبيبًا وتَكنَّى به، فصار له كٌنيتان.

وأضاف: هناك مصادر مختلفة تناولت مسألة الكنية في التراث العربي مثل: كتابالتعريفاتللجرجاني، وكتابالمرصَّعلابن الأثير، والكليات، لأبي البقاء الحنفي، وتلخيص الكُنى، لعبد الغني المقدسي، وكُنى الشعراء، لابن حبيب، وفتح الباب في الكنى والألقاب، لابن منده.

وتطرق الدكتور أحمد في الحديث عن أهداف استعمال الكنية قائلاً: هناك أهداف مهمة ومختلفة يحققها استعمال الكنية في التراث العربي مثل التعظيم والتكريم للمُنادَى، ومثل التفاؤل والرجاء، والتمييز بين الأشخاص الذين يتشابهون في الاسم وغير ذلك، وقد أوضحت عدد من المصادر المهمة ذلك مثل: الكواكب الدرية للأهدل، وتأويل مشكل القرآن، لابن قتيبة.

وأضاف: أنَّ للكنية مكانة كبرى في حياة العرب قديمًا، فقد بلغ من منزلتها أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كنَّى الإمام علي بأبي تراب، وكانت هذه الكنية من أحب الأسماء إلى الإمام علي كرم الله وجهه. وقال صلى الله عليه وسلم في الحديث النبوي: “تسمُّوا باسمي ولا تَكَنُّوا بكنيتي، وكانت كنية النبي صلى الله عليه وسلم أبا القاسم. وروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: “أشيعوا الكُنى فإنها سُنَّةٌ“.

موقع الكنية من الكلام عند العرب:

وتحدث الدكتور أحمد عطية في إطار حديثه عن الكنية، وعن موقعها من الكلام عند العرب، هل تقع بعد الاسم واللقب، أم قبل اللقب وبعد الاسم؟ وهل موقع الكنية مُلزِم أم المتحدث بالخيار في نقل موقعها بين مكونات الاسم المختلفة. حيثُ بيَّنَ أنَّ المصطلح عليه في المكتابات هو تقديم الاسم على الكنية، وتقديم الكنية على اللقب، وهو ما ذكره القلقشندي فيصبح الأعشىنقلًا عنصناعة الكتَّابلأبي جعفر النحاس، ومثاله أن يقال: من عبد الله فلان أبي فلان الإمام الفلاني أمير المؤمنين. ولكن هذا الترتيب غير ملزم، فقد ذكر أبو البقاء الحنفي في كتابهالكليات“: أنَّه إذا اجتمعَ الاسمُ والكنية أوالكنية اللقب كنتَ في تقديم أحدهما بالخيار، لكن إذا اجتمعت الثلاثة: الاسم والكنية واللقب قُدمتْ الكنيةُ على الاسم ثم جيء باللقب، فيظهر حينئذٍ وجوب تأخير اللقب عن الكنية.

وأوضح الدكتور أحمد أن المقصودُ بالكُنى الغالبة أي الكُنى التي يغلب وضعها مع بعض الألفاظِ، مثل تكنية الاسم، فاسم محمد غالبًا يُكَنَّى بأبي جعفر، وعلي بأبي الحسن، والحسين بأبي عبد اللهإلى غير ذلك من الأسماء، وتفيد هذه الكنى الغالبة في تحديد الأسماء المشتبه فيها.

أقسام الكنية:

وعن الأقسام المختلفة للكنية قال الدكتور أحمد عطية: نرصد منها على سبيل المثال: الكٌنى المفردة، والكنى النادرة، وكذلك تقسيم ابن الأثير لها: الكنية المعتادة وغير المعتادة. ومن

المصادر التي يمكن أن نرجع إليها في هذا التقسيم: الكُنى والأسماء للدولابيالمجدي في النسبالمرصَّع لابن الأثيرلسان العرب، لابن منظور.

وعن امتدَّاد استعمال الكنية إلى الحيوان والجماد قال: لقد ورد في كتابحياة الحيوان الكبرىللدميري، بعض الكُنى الخاصة بالحيوان والنبات، وقال ابن الأثير في كتابهالمرصَّع“: وأجروا غير الأناسي مجراهم في ذلك لمَّا شارك الناس في الولادة باقي الحيوانات، كنُّوا ما كنُّوا منها بالآباء والأمهات؛ كأبي الحارث للأسدِ، وأم عامر للضبع، وأجروها في ذلك مجرى الأناسي.

وفي ختام حديثه تناول الدكتور أحمد عطية إضافة إلى حديثه عن بعض القضايا المرتبطة بالكنية مثل: مخالفة الكنية للعقل وللواقع، وتعدد الكنى والأسماء للشخص الواحد، وتكنية الملوك، الحديث عن بعض المصادر المرتبطة بموضوع الكنية مثل: التاج في أخلاق الملوك، للجاحظمن وافقت كُنيته كُنية زوجَته من الصحابة، لمحمد بن عبد الله بن حيُّويهكنى الشعراء ومن غَلبت كنيته على اسمه، لابن حبيبفتح الباب في الكُنى والألقاب، لابن مندهإلى غير ذلك من المؤلفات التي ناقشت قضية الكنية في التراث العربي.

نافذة على الداخل

قدمت الدكتورة آيات مكي فقرة ارشادية خلال برنامج حلقة موعد نقاش تحت عنواننافذة على الداخلتحدثت فيها عن أهمية الأتزان العاطفي، و تناولت خلالها عدد من المحاور: فهم العواطف واهميتها، وتطوير الوعي الذاتي وتقنيات إدارة العواطف، وتعزيز نمط حياة يدعم التوان العاطفي.

زر الذهاب إلى الأعلى