مقالات الرأى

اللواء مروان مصطفى يكتب : صدق .. أو لا تصدق ..!!  

0:00

 
لقد شهدت الايام الأخيرة لحرب غزه تطورات مأساويه ، ومستجدات خطيره تلزم كل الاطراف المعنية.. اعاده النظر في مواقفها وحساباتها ، ومراجعة خططها وتحركاتها المستقبلية علي ضوء التطورات والمستجدات الأخيرة
فلقد اثبتت الأيام أن اسرائيل وبالرغم من كل خسائرها العسكرية والبشرية والاقتصادية فإن خططها التي وضعتها تسير بنجاح ، وتقترب بشده من تحقيق أهدافها وحلمها الازلي لتصفيه القضية الفلسطينية وغلق ملفها نهائيا .. من خلال تهجير الفلسطينيين من قطاع غزه والضفة الغربية الي اي أماكن أخرى ..بما يمكنها بعد ذلك من السيطرة على كل الاراضي الفلسطينية دون اي مشاركه او تواجد للفلسطينيين .

وكانت سيناء هي الهدف الأساسي … ونظراً لفشل اسرائيل  في تمرير “صفقه القرن ” في السابق حاولت مره اخرى لاستغلال هجوم حماس والدعم الدولي والمساندة الكبيرة لأمريكا واوروبا لها لأعاده تسويق وترويج صفقه القرن مره أخري من خلال تقديم اغراءات كبيره  للقيادة المصرية لقبول تلك الصفقة وتهجير الفلسطينيين الى سيناء ولو بصفة مؤقتة… وهو ما قوبل برفض شعبي ورسمي ، حازم وصارم فلجأت إلى حيله تكتيكيه أخرى باستخدام اساليب القصف الوحشي لتدمير غزه وأباده سكانها ، وابعادهم عن مناطق الشمال والوسط وتهجيرهم الى الجنوب بحجه افراغ تلك المناطق للحرب البريه التي سوف تشنها علي انفاق حماس الموجودة أسفل تلك القطاعات .ولكن كان الهدف الحقيقي هو تحريك السكان تدريجياً الي رفح الملاصقة للحدود المصرية.
 
ولذا استمرت اسرائيل في قصفها الوحشي ، وواصلت تنفيذ خطتها ودفع الغزاويين الي الجنوب تحت القصف  الوحشي .. وحشرهم في منطقه رفح  بالقرب من معبر رفح المصري وهي منطقه صحراوية قاحله .. لا يوجد بها أي مقومات للحياة أو المعيشة .. حتي تفرض أمراً واقعاً محرجاً على الجانب المصري .. حيث تستكمل خطتها بعد ذلك بالتنسيق مع حلفاء الغربيين والامريكان ومع المنظمات الدوليه الانسانيه للقيام بحملات اعلاميه ، ونداءات انسانيه دوليه لاحراج مصر وللضغط عليها لإنقاذ الشعب الغزاوي من الموت والجوع والعطش والبرد القارس واستيعابه في مصر (ولو بصفه مؤقته) .. وهو بالتأكيد ما سيحرج القيادة المصرية انسانياً ويضغط عليها دولي .. ويجبرها علي فتح الحدود  وادخال اللاجئين للداخل المصري.

وبالنظر للوضع الحالي في غزه نري أن اسرائيل قد نجحت بالفعل في تنفيذ الجزء الأكبر من مراحل تلك الخطة .. وذلك علي الرغم من الرفض العلني الزائف لأمريكا واوروبا لمبدأ تهجير السكان في مناطق داخل غزه أو خارجها .
 
ومن عجائب  المصادفات ان ظهرت مؤخراً بعض التسريبات (الغير مؤكدة) والتي تم تسريبها من كواليس المطبخ الدولي … بشأن تفاوض سري وغير مباشر مع الطرفين لعقد صفقة تضمن الخروج الآمن لأكثر من 100 من القيادات الحمساوية واسرهم والسماح لهم بالسفر لدول خارجية ( مثلما حدث مع ياسر عرفات وخروجه من لبنان ) كما يتم تسليم كل الإسرائيليين الرهائن لدي حماس . وتفرج اسرائيل عن أعداد من الأسري الفلسطينيين في سجونها ، وتقوم اسرائيل باتخاذ ما تراه بشأن اعادة سكان غزه أو تركهم أو بعضهم علي الحدود المصرية أو في سيناء .   وهذه هي المعلومات المسربة (وأكرر أنها ليست مؤكدة) .
 
ولكن الأغرب وما أثار الشك والريبة أكثر وأكثر .. ان يخرج علينا في نفس التوقيت القيادى الحمساوي/ اسامه حمدان ليعلن ويصرح بكل وضوح وعلانية أن منظمة حماس علي استعداد تام لمواصلة حربها علي الكيان الاسرائيلي من سيناء… اذا ما هجرت حماس الي سيناء التي تعتبر أرضاً مناسبة لاستكمال جهادها.

ولقد أردت أن أعرض عليكم كل ذلك ، وهذا التصريح المريب والذي يثير الجدل والريبة ، ويتماشى مع الشكوك التي أثارتها تلك التسريبات حول وجود صفقة تأمريه علي مصر تهدف لتنفيذ المخطط الاسرائيلي  (وهو ما أتمني تكذيبه ) .
 
وإني علي ثقه كاملة بأن القيادة المصرية علي علم كامل بكل الأبعاد التفصيلية للمخطط الاسرائيلي وبكل ما يدور في الكواليس والدهاليز الخلفية … وهو ما يطمئنا جميعاً ويهدئ من نفوسنا .

وأكاد أن أجزم بأن الإدارة المصرية استعدت تماماً لكل اﻻحتمالات .. كما وضعت خطط وبدائل متعددة تلجأ إليها اذا ما تطلب الأمر … وبما يمكنها  من التصدي لأي مواجهات أو إفشال أي مخططات مهما كانت درجة خطورتها وفقاً لمجريات الاحداث ، ونحن لدينا ثقة أكيدة في قيادتنا وجيشنا الباسل …اعانهم الله تعالى علي اجتياز تلك المرحلة الصعبة والدقيقة ..وربنا يحمي مصر وينصرها ويحفظ جيشها وشعبها .

لواء / مروان مصطفى المدير الأسبق للمكتب العربي للإعلام الامني بمجلس وزراء الداخليه العرب

زر الذهاب إلى الأعلى