مقالات الرأى

أحمد فرغلي رضوان يكتب : شماريخ..فيلم مصري والأكشن هندي

على طريقة أبطال السينما الهندية التاريخيين ستجد بطل فيلم شماريخ “بارود” يواجه العشرات ويقهرهم بمفرده أحيانا بقضبة يده وأحيانا بالشماريخ!
بالتأكيد هناك جمهور يحب مثل هذه الأعمال أعمال البطل الخارق فوق العادة وأيضا سيتعرف الجمهور في هذا الفيلم على عالم الألعاب النارية “الشماريخ “وبعض أدواتها الحديثة التي تأتي من الخارج وبعضها خطير ويتفوق على الأسلحة القتالية ومشاهدتها لأول مرة في الفيلم!
أحداث الفيلم تقنرب من عالم وكواليس الألعاب النارية التي لم يتوقف ضجيجها طوال الأحداث بشكل كان مزعجا جدا ومبالغ فيه لدرجة أنها تفوقت على الدراما والشخصيات وكل شيء ! لا صوت يعلو فوق صوت الشماريخ ومشاهد الدخان الكثيف كانت أكثر الشماريخ في مدرجات الكلاسيكو!
المخرج كان منشغلا أكثر بتكوين صور مثيرة وجذابة للشماريخ طوال الوقت ليست في السماء فقط ولكن داخل المنازل أيضا تم إطلاق الشماريخ واستخدامها في المعارك !!
ولا أعرف هل سقطت الدراما سهوا من المخرج والمؤلف عمرو سلامة أم هو أراد كذلك التركيز أكثر على الصورة والأكشن في هذا العمل.
السيناريو وسرد الأحداث اعتمد على أجواء الغموض والاستنتاجات من جانب الجمهور ! ولكن في النهاية لن تتذكر سوى بضعة مشاهد درامية فقط بسبب ضعف الحوار عموما في الفيلم وظهر ذلك في المشاهد التي جمعت البطل والبطلة كانت ممكن خلق حالة شديدة الرومانسية بينهما وهو الخط الدرامي الوحيد الواضح والأفضل في الفيلم.
غير ذلك المشاهد يظل يستنتج علاقات الشخصيات بعضهم البعض أو يتم الكشف عنها بجملة هنا أو هناك بعد الحدث.
السيناريو يبدأ مع البطل منذ البداية في رحلة هروب غامضة نكتشف خلالها علاقته بالشخصيات التي يلتقيها الصديق، الجد الزوجة وهكذا.
ولكن تظل متعة التشويق في سرد الأحداث بطيئة وقليلة التشويق وعدم منطقية بعض مشاهد رحلة هروب البطل والتي أثارت سخرية سمعتها حولي في قاعة العرض من الجمهور .
هناك شخصيات كان ممكن الاستفادة منها دراميا بشكل أفضل شخصية المحامي العنصر المهم في الأحداث أو صديق البطل الخائن ، الشخصيات أغلبها تشعر أنها لم تكتمل!
في أحد المشاهد يتم إصابة صديق البطل “مصطفى درويش” يسقط مصاب وفي المشهد التالي يظهر وسط الممثلين وكأن شيئا لم يكن!
فيلم شماريخ تجربة أكشن جديدة في الصورة فقط وعالم الأكشن لكن دراما الأحداث كانت مملة في أغلبها وصولا للنهاية التي كانت غير منطقية ولا يعقل بعد كل هذا الكم من المعارك الدامية والتفجيرات أن يخرج البطل والبطلة أحياء وتحقق البطلة حلمها بعربة كب كيك !
كنت ذاهب لمشاهدة الفيلم ورفعت سقف توقعاتي عاليا وتوقعت أن تقترب من عالم شباب الالتراس والذين ارتبط بهم ظهور الشماريخ.
ولكن التجربة في عالم أفلام المغامرة والأكشن يتفوق عليها أفلام مصرية كثيرة سابقة ، ويظل أفضل أعمال المخرج في رأيي فيلمي “لا مؤاخذة” و ” الشيخ جاكسون”.
من أبرز العناصر الفنية التي تتذكرها التمثيل أسر ياسين قدم أداء جيد جدا للشخصية، جسد بإتقان مشاعر القلق و التوتر وكذلك الرومانسية بخفة ظل مناسبة للأحداث.
البطلة أمينة خليل قدمت أيضا أداء جيد للشخصية وكونت مع أسر ثنائية محببة ، وتستطيع تحقيق نجومية في السينما موازية لما حققته في الدراما.
من مفاجآت الفيلم آدم الشرقاوي والذي قدم شخصية المجرم بشكل مميز وتكرهه بالفعل وهي نقطة تحول له كممثل.
وأيضا أداء لافت لكل من محمود السراج و هدى المفتي والطفلة صاحبة الكاريزما الكبيرة لافينيا نادر .
الراحل مصطفى درويش مشاهد قليلة وكان ممكن أن يكون للشخصية خط درامي أكبر وربما كانت وفاته السبب.

زر الذهاب إلى الأعلى