مقالات الرأى

راندا الهادي تكتب: عبد الله اللي بيقولوا عليه

عنوان المقال له قصة ستجدها في الختام؛ حتى لا تهاجمني بالابتعاد عن المضمون والتلاعب بالكلمات! ولكن دعني أسألك أولًا: ما فائدة كتابة المقالات أو النقاش أو بيع منتج ما بدونه؟! ما قيمة العلم، الفلسفة، المناصب القيادية بدونه؟! بل إن الرسائل السماوية وماهية الحياة على الأرض لن تصل لمبتغاها بدونه؟! أتعلم ما أتحدث عنه؟! إنه الإقناع… هذه المهارة الخافية على الكثيرين من ذوي الطموحات الضحلة، البارزة كالشمس عند الناجحين وأصحاب الرسالات في هذه الحياة. الإقناع كأي مهارة بالحياة تحتاج إلى عنصرين: الموهبة الربانية والتدريب، لكنها في رأيي مهارة المهارات، فهي الـ (super key) لكل الأبواب المغلقة، العصا السحرية التي تلوِّح بها ليُصبح الجميع في صفك، أتدرك معنى القدرة على تغيير سلوكيات وقناعات وتصرّفات شخص آخر أو مجموعة أخرى تجاه فرد أو مجموعة أفراد أو أحداث أو فكرة معيّنة؟!

أعتقد أنك أدركتَ ما أرمي إليه، ومن هنا يجب أن تعلم أن النوايا الحسنة وكونك في صف الحق ليس كافيًا لضمان تأييد الجمهور المستهدف، ولعل في القضية الفلسطينية أفضلَ الأمثلة، فرغم سلامة قضيتنا وعدالتها وما نمتلكه من حجج وأسانيد على صحة موقفنا وأننا أصحاب الأرض، نفتقر لآليات إقناع الخارج بمطالبنا، أتعلمون لماذا؟ لأننا لا نتحدث نفس اللغة، لا نشاركهم نفس المنطق!

لذا يجب امتلاك عدة مهارات إذا أردتَ أن تكون مقنعًا وتربح قضيتك، أولًا: حاول إيجاد نقاط مشتركة بينك وبين جمهورك المستهدف، مثلًا كل منكم يحب الموسيقى، الشعر، لعب الكرة… هنا تتقلص المسافات بينك وبين هدفك المراد إقناعه، ثانيا: وضِّح للطرف الآخر المميزات من وراء تبنيه وجهة نظرك، إنها المصلحة يا عزيزي، هي المحرك لكل سلوك بشري، وتعلَّمْ ألا تكون ملاكًا بل أظهرْ نواقصَ وعيوبَ وجهة نظرك؛ فنحن بشر.
هل بعد توافر هذه العناصر ستكون قادرًا على إقناع الطرف الآخر؟! ليس بالضرورة هذا ما سيحدث، خاصةً إذا استعنتَ بالترهيب أو الإلحاح كوسائل لعرض وجهة نظرك وهنا وصلنا لقصة عنوان المقال، فعندما كنت في إجازة بالفيوم أوصى أحدُ الأصدقاء بضرورة تناول وجبة سمك عند مطعم (عبدالله) الشهير، وأرسل لنا العنوان، فاستعنَّا بالـ (GPS) للوصول للمكان، فإذا بمطاعم السمك تصطف على الجانبين ولكن الصدمة والطرفة في نفس الوقت أن جميعها يحمل اسم (عبدالله)!! بل وهناك من أراد إقناعك بأنه الـ (عبدالله) المقصود فكتب على مطعمه: (هو دا عبد الله اللي بيقولوا عليه)!! اِقتنعنا أم لم نقتنع؟! ليس هذا هو المهم، المهم وجبة السمك التي تناولناها بالهناء والشفاء!!

زر الذهاب إلى الأعلى