اللواء مروان مصطفى يكتب : حرب غزه… مصر والتحديات الصعبه
فيه باحث اسرائيلي اسمه ” امير ويتمان” في معهد (ميسجاف الاسرائيلي لبحوث الامن القومي والاستراتيجية الصهيونية ) اجري بحثا استراتيجيا هاماً بعنوان خطه التوطين والتأهيل النهائي لسكان غزه في مصر… وانقل ملخصا لما جاء في هذا البحث.. تأكيداً لما سبق أن ذكرته من أن سيناء هي الهدف ..وليست غزه .
يقول البحث ان هناك فرصه فريده ونادره لإخلاء قطاع غزه بالكامل واعاده توطين سكانه في سيناء ، بما يتوافق مع المصالح الاقتصادية والجيوسياسية لإسرائيل ومصر، وامريكا ، والسعودية… وتقول الدراسة ان هناك حوالي 10 ملايين وحده سكنيه خاليه من السكان في “مدينه السادس من اكتوبر، والعاشر من رمضان ” في مصر وهي شقق جاهزة وفارغه مملوكه للحكومة المصرية او القطاع الخاص ومتوسط مساحه كل شقه من ثلاث غرف حوالي 95 متر مربع تقريبا … وهي تكفي تماما لأسره غزاويه من حوالي 6 أفراد .. ويقدر الثمن التقريبي لكل شقه حوالي 19 الف دولار… اي ان اجمالي الثمن لكل هذه الشقق من 5 الى 8 مليار دولار.. وهو عدد يكفي تقريبا لتهجير حوالي مليون ونصف من سكان غزه (الذي يبلغ تعدادها حوالي 2 مليون نسمه ) وهو ما يمثل اقل من 2% من عدد سكان مصر.. التي تأوي حالياً حوالي 9 مليون لاجئ من دول عربية مختلفة .
ويؤكد البحث بانه يجب على اسرائيل تقديم حوافز ماليه فوريه للاقتصاد المصري من 20 الى 30 مليار دولار.. وهو مبلغ متواضع ورخيص لحل مشكله غزه بصوره دائمه .. ومن الممكن ان تحقق اسرائيل استثمارات ضخمه من اراضي غزه بعد اخلاؤها… كما ان الدول الدائنة لمصر مثل ( المانيا وفرنسا والسعودية ) لا يرغبون في الفشل التام للاقتصاد المصري ، ويسعدهم ان يبقى الاقتصاد المصري واقفا على قدميه.. وايضا سيسعد هذا الحل دول اوروبا .. لانه سيحد من الهجرة غير الشرعية اليهم .. كما ستستفيد السعودية بشكل كبير لان اخلاء غزه يعني القضاء على حليف مهم لإيران بما يسهم بالاستقرار في المنطقة ،وان السعودية تحتاج للعمالة الفلسطينية الماهرة في أعمال البناء لتشغيلهم في مدينه نيوم المستقبلية وهو ما سيرحب به الكثير من فلسطيني غزه لاغتنام فرصه العمل في السعودية بدلا من العيش في ظل الفقر تحت حكم حماس .. واختتمت الدراسه بانه يمكن التوصل لتلك الصفقة مع مصر بعد بدء تدفق المهاجرين من غزه الى معبر رفح ويجب على الجيش الاسرائيلي ان ينتج الظروف المناسبة لتهجير السكان للحدود المصرية ..
وهو ما يحقق لمصر فوائد اقتصاديه اخرى كثيره مثل ضمان الامدادات المستقره للغاز الاسرائيلي وتسييله في مصر بالإضافة لسيطرة الشركات المصرية على احتياطيات الغاز الموجودة قباله سواحل غزه .
ده كان ملخص منقول للدراسة الاسرائيلية التي يتم تنفيذها حرفيا نقلته تأكيدا لما سبق ان قررته في مقالي السابق ( ولم يصدقني البعض) من أن سيناء هي الهدف الأساسي لحرب طوفان الاقصي وليست غزه .
من الوارد دخولنا حرباً عسكريه قد تفرضها علينا الظروف والمتغيرات.. أوعلى ابواب حرباً اقتصاديه تشنها علينا قوي كبرى بمباركة بعض الاشقاء .. تأديبا لنا ، ولقيادتنا على افشالنا لتلك المؤامرة القذره .
والحمد لله لقد قال الشعب المصري كلمته بكل الوضوح وأكد تماسكه ، وتوحده خلف جيشه وقيادته مستعداً لتحمل آية تبعات أو تحديات قد تفرض علينا .
ياساده احنا داخلين علي مرحله اقتصاد الحرب وهو ما يتطلب من الحكومة ووزارئها التحاما ومعايشه اكبر مع الشارع المصري في المرحلة المقبلة .
واهمس في اذن السيد الدكتور رئيس مجلس الوزراء ..هل انت راض عن التخبط والعشوائية في وزاره الكهرباء ..هل يرضيك هذا التسيب والانفلات في تغافلهم عن مواجهة ظاهرة السرقات الجماعية المنظمة للكهرباء من خلال آلاف السيارات المركونة بجوار أعمدة الإنارة في أغلب الشوارع ..والتي تسرق الكهرباء جهارا نهارا من خلال توصيلها بوصلات كهربائية بتلك الأعمدة لتحويل سياراتهم الي مقاهي كهربائية متنقله مزوده بسماعات موسيقية ، وإضاءات ملفته ، لعمل الشاي والقهوة وتقديم المشروبات الساخنة للناس والسيارات بالشوارع .
ومن العجيب والملفت أنه لم يكلف اي مسؤول في الوزارة أو شركاتها أو قطاعاتها المختلفة نفسه بالنزول للشارع ومنع هذه الظاهرة التي تهدر المال العام و تضر بالاقتصاد القومي ضرراً كبيراً … وحتي لما اضطرت الدوله بسبب أزمتها الاقتصادية للإقلال من استهلاك الكهرباء لأسباب مختلفة .. لم يتحركوا واغمضوا أعينهم ، واستسهل كبار مسئوليهم فكره قطع الكهرباء عن طول البلاد وعرضها ، وتفننوا في وضع خطط وجداول عشوائية ومستفزه لعكننه الشعب ، واستفزازه ، وتأليبه علي حكومته في تلك الفترة الحرجة .
ونحن نعرف جميعاً أننا لدينا الكثير في مجتمعنا وأغلب مصالحنا الحكومية من تلك العناصر الفاسدة ، والعقول المتحجرة والضمائر الكارهة والحاقدة.. ( وطبعاً كلنا عارفين مين هما وليه بيعملوا كده …لكن برضه لسه موجودين ) .
سياده رئيس الوزراء … الفترة المقبلة صعبه وحرجه ، والأمر يتطلب من منظومتنا الحكوميه مزيداً من الجهد والعرق ، والحكمة والرؤية السياسية في معالجه القضايا الهامه والنزول للشارع للتعامل مع المشاكل الجماهيرية بمرونة وواقعيه ، وزياده حجم التيسيرات والتسهيلات في الخدمات التي تقدم ، وتشديد الرقابة والمتابعة علي المسئولين والعاملين ، واستبعاد العناصر الفاسدة والمفسدة منهم .
وباذن الله .. ربنا يحمي مصر وشعبها وينصرهم علي اعاديهم اللي جوه وبره .
لواء / مروان مصطفى المدير الأسبق للمكتب العربي للإعلام الامني بمجلس وزراء الداخليه العرب.