مدحت عطا يكتب : التمريرات الطبية بين الحلال والحرام
الطب هو أسمى المهن الفاعلة فى الحياة البشرية فهى إنسانية بلا حدود وترجع هذه الصفة لمن يمتهنها من الاطباء ويتصف بالإنسانية(ليس كل الاطباء يتصفون بالإنسانية) وعلى مستوى التاريخ البشرى فهى مهنة تاريخية ترتبط بجميع الحضارات القديمة المتنوعة منذ قدماء المصريين (الفراعنة) وما أدراك ماهو طب قدماء المصريين فحتى تاريخه لا يَعرف العالم ماهو سر التحنيط وهذا يدل على عظمتهم الفائقة فى هذا المجال وأيضاً العرب فى هذه المهنة علموا العالم كله الطب بكل تخصصاته وكان من أشهرههم أبو الحسن الطبرى وأبن رشد والحسن بن الهيثم وعباس أبن فرناس وغيرهم من ملئوا التاريخ بعلمهم ومهاراتهم فى هذه المهنة العظيمة والإنسانية..!!
ونعود لموضوع المقال وأقصد هنا الطب الحديث فى عصرنا الحالى وماينتشر من خلال هذه المهنة من تجاوزات تجَاوزت العقل والدين بل والضمير من مخالفات وطمع بشرى بلاحدود ويقال أحياناً بأن الأجر الذى يجب أن يتقاضاه الطبيب (الحكيم سابقاً) على حساب تقدير أهل المريض كهدية له بعد الشفاء وهذا من ضرب الخيال حالياً ولكنه كان يحدث قديماً…!!!
فمهنة الطب إنسانية عندما تكون فى خدمة الإنسان وليست مصدر للترف والثراء وبناء الفيلات والعمارات وركوب السيارات الفارهة لمن يمارسون المهنة كما يمارسها السواد الأعظم من أطباء اليوم هذه الفئة من الأطباء مع الأسف فى تزايد و للحد من هذه الظواهر السيئة فانه يجب نبذهم وأزدراءهم والتشهير بهم والتحذير من التعامل معهم وهذا هو مقصدى من هذا المقال لما مررت به من تجربة شخصية جعلتنى أرى تفاصيل هذه المهنة كمريض أو والد مريض عن قرب وما أكتشفته أن هذه المهنة تندرج تحت العمل التجارى ليس إلا وحتى لا أُعمم فبعض الأطباء ومنهم القليل يملكون قلوباً إنسانية ماسية وأعرف منهم القليل وأشهرهم طبيب الغلابة دكتور محمد مشالى عليه رحمة الله تعالى وأدخله فسيح جناته…!!!
وتجربتى الشخصية جعلتنى أكون قريب من تمريرات الأطباء الطولية والعرضية كأننا فى ملعب كرة قدم فتذهب للطبيب فيطلب منك تحاليل من معمل معين وأشعة من المركز الفلانى وعندما تناقشه ليه المعمل أو المركز ده بالذات يقولك أنا بثق فيهم وأيام سودة لو لم تسمع كلامه وذهبت لمعمل أو مركز أخر يطلعلك فى التحليل أو الاشعة القطط الفاطسة بل بعضهم يتمادى ويطلب منك تغيير التحاليل لعدم ثقته فى التحاليل أو الاشعة المقدمه له منك واللى عملتها بمزاجك وهذا الشخص لايكون فقد ضميره أو تاه منه يمكن أسترجاعه يوماً ما ولكن ضمير هذه النوعية من الأطباء قد صُرع تماماً على مقاصل الإنسانية…وبعد القبول بما يراه من معامل ومراكز خاصة به(عرفت بعد مناقشتى لأحد الاطباء أصحاب الضمير بأن هذا الطبيب هو شريك أو صاحب لهذا المعمل أو المركز الذى يطلب منه التحليل أو الاشعة)يقوم السيد الطبيب بتمريرة طولية إلى طبيب أخر(فى حالة الجراحة) لأجراء العملية المطلوبة ويؤكد لك أنه العبقرى الوحيد فى الدنيا فى هذه النوعية من العمليات وبعد شبه الأقتناع منك بعد إن تكون قمت بعمل كل التحاليل والإشاعات المطلوبة يطلب الجراح المحول له من الطبيب الأولانى بتمريرة عرضية فى وسط الملعب قصدى العيادة بالتأكيد عليك بضرورة عمل أشعة معينة عند الطبيب الفلانى لانه هو الجهبوز الوحيد فى مصر بل فى العالم(على حد قوله)الذى يفهم فى هذا النوع من المرض ولابد من عمل هذه الاشعة عنده لأنه يعرف المرض باللمس(بصوا وصلت لأيه)اللمس لأنه عاوز يقنعك بأى طريقة ولكنها طريقه مكشوفه للأسف..!!
وبعد أن دوخنا السبع دوخات والتعلب فات فات تم الحمد لله أجراء العملية بعد عدة تمريرات منها الطولى ومنها العرضى ومنها أمامى للفراودة وياااااه تعبنا بل هَرمنا من أصحاب المعاطف البيضاء…!!!
ويأتى السؤال هنا هل مايفعله بعض الاطباء (معذرة هم كَثرة)حلال أم حرام…!!!
أترك الإجابة هنا لأصحاب القفاطين الازهرية من أصحاب الفضيلة لكى يقدموا لنا الفتوى الشرعية فى هذا الآمر لعلهم يقدموا النصيحة إلى بعضهم (الأطباء) لكى يعودوا إلى رشدهم ويتقوا الله ويعملوا حساب الناس الغلابة…!!!
والى مقالة أخرى دمتم بخير وعافية…!!!