همت صلاح الدين تكتب : الحرف اليدوية فى مصر المحروسة
بعد فتح العثمانيين مصر ارسل السلطان سليم الاول 80% من امهر الصناع الحرفيين المصريين الى الاستانة ممااضعف الأقتصاد المصرى , الحرف هى العمود الفقرى لحياة المصريين و الطبقة العاملة لهم دورا سياسيا واقتصاديا بارزا خاصة فى عصر محمد على و اثناء احتلال الفرنسين لمصر فعين نابليون بعض مشايخ الحرف فى الديوان و فى عهد محمد على كان “تجنيد صناعى”لأقامة صناعات ترتبط بالجيش حربية او مدنية استعان منها لبناء امبراطوريتة هو واسرتة من بعدة , عرفت مصر الحرف والصناعات منذ القدم خاصة الغزل والنسيج كانت نشطة منذ عهد الفاطميين فى بناء المساجد والفنادق وصناعة الزجاج وازدهرت فى عصر المماليك و كانت تصدر للخارج فظلت منظومة ابداعية محافظة على تنظيمها وهويتها التقليدية التى توارثوها من اسلافهم منذ العصور الوسطى كطواءف للحرف وعملية التنظيم نفسها , فى مشاغل صغيرة ولكل حرفى عدد من الصبيان ففى القرى كانت صناعة الفخار والطوب لاهالى القرى ثم بدأ رجال راس المال فى المدن بتمويل الحرفيين فى القرى ليخرجوا منتجات مطابقة لمواصفات التجار من داخل المشغل مباشرة و كانت السلطة الحاكمة مسؤلة عن تحديد سعر البيع لحماية المستهلك كان الحرفيون يبيعون منتجاتهم فى “الحوانيت” ولكل حرفة طاءفة ونقابة للحرف يجتمعون لينظروا فيما يتعلق بحرفهم من خامات اومعاقبة اساءة احتكار الاسعار , لم تكن الحوانيت ملكا لاصحابها ولكنهم يدفعون ايجارا سنويا كان تنظيم الحرف فى مصر يخضع لرقابة من السلطات فلايمكن لاى صاحب حرفة ان يصنع او يبيع اى منتج خارج النطاق المسموح بة من طاءفتة ولايسمح باى بتعديل او تغيير فى طراز المنتج , فى اواخر القرن18 اوشكت بعض الحرف على الأندثار واختفت معها اسرارها ولكن ظل الريف فى احياؤها حتى ولو بطرق بداءية داخل مشاغل صغيرة وسبب اندثار بعض الحرف كان المنافسةوالسماح لجلب المنتجات الأوروبية بنهاية القرن 18 استيراد مصر من اوروبا بلغ 160 مليون بارة , لأن اقبال طبقة المصريين الميسوريين على استيراد الملابس المستوردة والأدوات الأخرى, فتم استيراد الزجاج من “البندقية” – جيرار كتاب وصف مصر – كما وصف “اندرية ريمون” نمو طبقات جديدة فى المجتمع المصرى , انتقد علماء الحملة الفرنسية “فيرى شابرول ” ارتفاع اسعار التطريز والنسيج ولكنها جيدة جدا خاصة الحرير اليدوى مقارنة باوروبا – طبعا مرتفعه لأنها يدوية ,و المقريزى
لة راى اخر وهو بسبب ارسال الصناع المهرة الى اسطنبول فاصاب نشاط الاقتصاد المصرى منذ القرن15
اذن حينما ضعفت مصر ضعف اقتصاد ابداعها الحرفى وسمحت باستيراد المنتجات الأوروبية , كان الحرفى يظل صبيا الى ان يصل الى معلم او اسطى علاوة على ان طواءف الحرف على علاقة وطيدة بالعلماء والطرق الصوفية
يقول المؤرخيين ان طواءف الحرف لعبت ادوارا ثورية فى المجتمع المصرى اولها فى عصر الايوبيين وطوال ثبات منظومة الحرف يكون الأستقرارفشانها شان الدراويش يتبعون بعض الطرق الصوفية وكانت تسهل مهمة السلطات فى الأشراف على السكان سواء كانت طواءف قبطية او اسلامية لان لها قواعد جغرافية بالغة الاهمية تستمد اسمها من اسم الطايفة كما نجد فى الغورية وحى النحاسيين او الخيامية حى صناع الخيام وحى الصنادقية صناعة الصناديق الطواءف كانت تصنف بحسب العقيدة او العرق , شيخ الحرف هو شهبندر التجار مهامة مباشرة ارباب التجار وتنظيمهم داخليا لم تكن منظومة الحرف اقطاعية بل هم الطبقى الوسطى الحقيقة ملتزمون بدفع الضراءب يجمعها منهم المحتسب .