محمد محمود عيسى يكتب : ومهما كان انت مصر

بنعترض ونغضب وبرضه بنحبك ، بنوافق ونرفض ونسافر ونرجع وبننتمي ليك وملناش بلد تانية غيرك ، يمكن مش موافقين يمكن نكون رافضين وأحيانا صوتنا في الرفض والاعتراض عالي ، ويمكن نقدنا واحتجاجنا بيكون قاسي لكن بنحبك يا بلدنا ومتمسكين بيك ، بنختلف كتير لكن بنتفق عليك وعلى حبنا ليك ، بنتعاتب ونتخاصم لكن خوفنا على بلدنا وتمسكنا بيها أكبر من أي خلاف وأرقى من أي عتاب ، ماهو اللي بيحب حاجة بيحبها وهي عنده أغلى حاجة في الوجود ، واللي بيحب حد بيشوفه أغلى حد في الكون كله ، واللي بيحب حد بيحبه بكيانه ووجوده وبيعيش معاه وفيه وجواه حتى لو كان بعيد عنه ، وبيعايش أنفاسه وسكناته وحركاته حتى لو كان بينه وبينه بلاد وجبال وسنين وأيام ، اللي بيحب حد بيتملكه بروحه بحياته بوجدانه بهدوئه بصخبه بنوره وظلامه بليله ونهاره وكل حاجه فيه ، اصل الحب ده عامل زي بصمة الأصابع كل قصة حب بصمة لوحدها مستحيل تلاقيها متكررة عند شخص تاني في أي مكان في الدنيا ما هو كل الناس ليهم ايدين وبصمات لكن سبحان الله كل بصمة متفردة لوحدها ومستحيل تتكرر مع أي شخص تاني في العالم كله كمان يمكن كل الناس ولا أغلب الناس بتحب لكن مستحيل تلاقي قصة حب متطابقة مع قصة حب في مكان تاني
……عارف ليه …….
………لأن القلوب مش كلها واحد ولا النفوس كلها واحد ولا الأرواح كلها واحد ولا الناس كلهم واحد.
وسبحان الله لكل واحد قلب فيه روح وحياة
…. ايوه فيه روح وحياة
… يعني أيه
يعني فيه قلوب عايشة وماشية بين الناس لكن لا فيها روح ولا فيها حياة
القلب اللي فيه روح وحياة بيختلف ويرفض وينقد ويعارض لكن عند بلده مفيش خلاف على حبها والانتماء لها وبعد كده أي حاجة تاني وعلى فكرة حبك لبلدك ده جزء أساسي ومهم من عبقرية الحب، حبك لبلدك ده بيدل على سلامة قلبك ونقاء ضميرك، حبك لبلدك بيدل على رفضك لاحتلال عقلك ودفاعك عن حريتك وعدم استسلامك لأوهام وأكاذيب ومصطلحات فارغة بتحاول تفصلك عن أصلك وتبعدك عن جذورك وتشوه طبيعة وفطرة الحياة وتقولك الوطن مصلحة ومنفعة وورق وكلمات وحفنة من تراب ……
………بالله عليك بلدك وأهلك وناسك واصلك وأصحابك وجيرانك وفرحك وحزنك …… تراب …. ومصلحة ……. ومنفعة ……وورق …… وكلمات
عارف ليه لأن حب الوطن من أسس الحياة ومن مقومات الحياة ……….
………. بلد فيها سر عجيب
وسبحان الله يا أخي بصمة مصر في الحب بصمة وجود
بصمة مصر في الحب متفردة ملهاش مثيل في العالم كله
بصمة مصر خلطة عجيبة من البركات والحضارات والأنبياء والخلود والموت والحياة والعشق والحنين والسفر والرجوع
بصمة مصر لو فطرتك سليمة تحس بيها وانت راكب الطيارة ومسافر وانت بتبص على بلدك وأهلك والطيارة بتسافر وتبعد وكل ما تعلى وتطير وتبعد ركز مع قلبك واسمع أنين روحك ولحظات الحنين أول ما تسافر وكأن موجات الحب بتجذبك وتربطك ببلدك بتجذبك ليها وانت بتسافر وتبعد عنها جرب حالتك وانت راجع من السفر وانت عامل زي الأطفال فرحان علشان راجع ركز كده أول ما تسمع الطيار يقولك ” دخلنا الأن الأجواء المصرية ” بتحس أنك بتنور من جواك وانت راجع.
حالات من الحب متفردة ومختلفة ولو دورت عليها في أي مكان في الدنيا مش هتلاقيها غير هنا في مصر وفي مصر علاقة غريبة وعجيبة من الارتباط بين الإنسان المصري وبلاده علاقة قائمة على الرضا والقبول والصبر والتحمل والتضحيات والأمل في غد أفضل ما هي بلدنا وملناش مكان تاني غيرها
أنا معاك الظروف الاقتصادية صعبة وقاسية على الجميع لكن مهما كانت الظروف الاقتصادية قاسية وصعبة متخلكش تفقد ايمانك ببلدك
أنا معاك أحيانا بتكون الصورة ضبابية ومش واضحة وكمان مش مفهومة
لكن إياك واليأس من وطنك
متربطش إيمانك ببلدك بأشخاص وأزمات وعقبات ومشاكل
بلدك دايمة ومستمرة ومهما كانت صعوبة الأزمات وقسوة العقبات لكن خلي إيمانك بربنا وثقتك فيه وحسن ظنك بيه وكمان إيمانك ببلدك وثقتك فيها وحسن ظنك بيها أمل جواك عايش ومستمر ومرتبط بوجودك انت في الحياة
اعترض وارفض وانقد وطالب بالتغيير من حقك وعبر عن رأيك ووجهة نظرك
ومهما كان انت مصر