مقالات الرأى

أحمد فرغلي رضوان يكتب : أسئلة حول المنافسة و الإيرادات

من أهم عناصر المنافسة “الشريفة” ضرورة توفر نفس العوامل والمميزات لجميع المتنافسين خلال الفترة الزمنية ذاتها.
الموسم السينمائي الحالي شهد تحقيق إيرادات ضخمة أنعشت الصناعة خاصة فيلم “بيت الروبي” الذي يقترب من تحقيق رقم 100 مليون جنيه في شباك التذاكر داخل مصر و بفارق كبير عن الأفلام الثلاثة المتنافسة معه والتي عرضت في موسم العيد حيث يحتل فيلم “تاج” المركز الثاني بإيرادات بلغت نحو 35 مليونا وفيلم “البعبع” بإيرادات بلغت نحو 30 مليون جنيه و فيلم “مستر أكس” بإيرادات بلغت نحو 20 مليون جنيه ، مع ملاحظة أن فيلم بيت الروبي سبقهم بأسبوع عرض ولكنه نجح في مواصلة مفاجآته في شباك التذاكر وحقق أيضا أرقام قياسية لشباك التذاكر في ثان وثالث ورابع أيام العيد.
ولكن الإيرادات الأخيرة بالنسبة لي كان فيها تباين كبير مثل التباين الذي وجدته في عدد دور العرض بين الأفلام ، على سبيل المثال عرض أحد الأفلام المتنافسة تقريبا في نصف عدد دور العرض التي قررت لعرض باقي الأفلام، ولا أعرف تحديدا السبب هل كان ذلك بسبب قلة عدد النسخ أم لأسباب خاصة بقوة وسيطرة شركات الإنتاج أم لأسباب خاصة بأسماء الأبطال لكل فيلم وظروف التسويق !!
حيث نجد أن خلال أسبوع العيد فيلم “مستر أكس” عرض في 42 سينما بينما عرض فيلم “بيت الروبي” في 82 سينما و فيلم ” تاج” في 76 سينما و فيلم “البعبع” في 77 سينما ! بالطبع الفرق في دور العرض كبيرا جدا بينه وبين المنافسين وبالتالي خسر أهم مميزة له في تحقيق المنافسة العادلة !
ورغم ملاحظاتي الفنية والتي سبق وذكرتها في مقال سابق عن الفيلم إلا أنني غير متأكد من مدى قدرته على تحقيق مزيد من الإيرادات في شباك التذاكر لو كان عرض في عدد مماثل لدور عرض باقي الأفلام .
فنيا المستوى لأفلام الموسم كان ما بين متوسط وجيد ولا يعبر عن الإيرادات الكبيرة والتي كانت مفاجأة ولكن تظل السينما جزءا من ثقافة الترفيه لدى الشعب المصري عبر كل الأزمنة و نتمنى أن يظل الإقبال الجماهيري مستمرا طوال العام.
بالطبع من قديم الأزل كانت المنافسة شديدة بين نجوم الشباك على الفوز بدور العرض الكبيرة لعرض أفلامهم خلال مواسم الأعياد وتلعب أسماء النجوم وقوتهم دورا في ذلك وكان الصراع كبيرا على دور عرض محددة مثل سينمات وسط البلد مترو وراديو وديانا وسينما روكسي في مصر الجديدة وكان المنتجون يطلقون عليها ” ست الكل” لأنها تحتوي على عدد كراسي يفوق 2000 ومن يفوز بها كان يضمن تحقيق إيرادات كبيرة ولكن وقتها كان عدد دور العرض نحو 20% من دور العرض الموجودة حاليا والتي بلغت نحو 300 داخل القاهرة وهي بالمناسبة قليلة ويجب زيادتها في بعض المناطق ذات الكثافة السكانية العالية مثل وسط البلد و مدينة نصر ومصر الجديدة والجيزة، نحتاج 100 شاشة عرض أخرى على الأقل، حيث يتم التغلب على إقبال الجمهور في مواسم الأعياد بإضافة حفلات عرض في الساعات الأولى من صباح اليوم التالي.
ويلاحظ أن بعض الأفلام التي أخفقت في تحقيق إيرادات كبيرة داخل مصر عوضتها في السوق الخارجي خاصة بعد افتتاح دور العرض السينمائي في السعودية تضاعفت إيرادات شباك التذاكر للأفلام المصرية وهناك أفلام حققت إيرادات أكثر من عشرة ملايين ريال سعودي وبالطبع هذا يساهم بشكل كبير في صناعة السينما والإقتصاد بشكل عام من تحويلات العملات الأجنبية وهنا يجب زيادة الانتاج السينمائي، لأنه ممكن أن يصبح دخل صناعة السينما ما يقرب من مليار جنيه سنويا من شباك التذاكر الخارجي فقط كل عام.
صناعة السينما يجب أن تلقى دعما من الدولة ولنا في بوليوود أسوة حسنة حيث تقترب إيرادات السينما الهندية سنويا من رقم 9 مليار دولار من إنتاج أكثر من 1000 فيلم كل عام وهذا يتحقق أولا بعدم الاحتكار وإتاحة الفرصة لجميع الشركات للعمل بحرية طالما لم تخالف القوانين المنظمة للصناعة.
ويجب أن نسعى للمحافظة على السوق الخارجي للفيلم المصري خاصة السوق الخليجي والذي ظل النجم الكبير عادل إمام محافظا على التواجد فيه بأرقام تسويقية كبيرة لأكثر من ثلاثين عاما والأن لدينا أكثر من أسم قوي في التوزيع الخارجي يجب أن يحافظوا على قيمة وقدر الفيلم المصري بدون تنازلات، وأشير هنا لوجود صعوبة في المنافسة بين الفيلم المصري والفيلم الأجنبي داخل السوق العربي خاصة السعودي.

زر الذهاب إلى الأعلى