يقف ضيوف الرحمن اليوم الثلاثاء على صعيد عرفات لأداء ركن الحج الأعظم بعدما توجهوا أمس إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية حتى بزوغ شمس يوم التاسع من ذي الحجة.
وكان الحجاج قد بدأوا بالتوافد، أمس إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية ـ الذي يعد أول أيام مناسك الحج، وقضى ضيوف الرحمن في منى يوم التروية، وهو اليوم الثامن من ذي الحجة، ويستحب فيه المبيت اتباعاً لسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وسمي يوم التروية لأن الناس كانوا يرتوون فيه من الماء ويحملون منه ما يحتاجون إليه.
واستقر الحجاج في الخيم التي امتدت على مساحات شاسعة، وسط ارتفاع درجات الحرارة. وكانت حركة التصعيد انسيابية بفضل اعتماد خطط مرورية محكمة للسيطرة على الحركة في الطرقات.
وبلغت درجة الحرارة في مكة ظهر أمس 45 درجة مئوية، الأمر الذي جعل وزارة الصحة السعودية تحذر الحجاج من الإصابة بالإجهاد، ودعت الوزارة الحجاج لاستخدام المظلات والإكثار من شرب السوائل وتجنب إرهاق الجسد واتباع الإرشادات الصحية، لتفادي الإصابة بضربات الشمس.
ويتوجه الحجاج اليوم الثلاثاء إلى عرفة للوقوف على صعيدها الطاهر حيث يصلون الظهر والعصر جمعاً وقصراً، ومنها يتوجهون إلى مزدلفة، حيث يبيتون ليلتهم.
خطة مرورية
وبدأت وزارة الداخلية السعودية تنفيذ الخطة المرورية لإدارة أفواج الحجاج الذين يُتوقع أن يصل عددهم إلى نحو 2.3 مليون حاج، بحسب وزارة الحج السعودية. وبثت قنوات التلفاز لقطات مباشرة لطواف القدوم الذي أداه الحجاج حول الكعبة المشرفة بمكة المكرمة غربي المملكة، مشيرة إلى امتلاء صحن الطواف بالحجاج.
وفاضت شوارع منى بآلاف الحجّاج من كافة الجنسيّات، بعدما سمحت المملكة العربية السعوديّة بأداء فريضة الحجّ هذا العام من دون أيّ قيود على عدد الحجّاج وأعمارهم. ويتوافد الحجاج على مسجد نمرة، اليوم الثلاثاء، لأداء صلاتي الظهر والعصر جمعاً وقصراً اقتداء بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم.
ويعد مسجد نمرة من أهم المعالم في مشعر عرفات، وتتجاوز مساحته 110 آلاف متر ويستوعب نحو 400 ألف مصلٍ وله ست مآذن يبلغ ارتفاع كل منها 60 متراً.
جاهزية طبية
ومن جانبها أكدت وزارة الصحة السعودية، كامل الجاهزية الطبية بالمشاعر المقدسة لتوفير الرعاية اللازمة للحجاج وللتعامل مع أية حالات طارئة، إضافة إلى أن متابعة الأمراض الوبائية والمعدية تتم بنظام مراقبة دقيق لرصد انتشار هذه الأمراض واستشراف أي إنذار صحي مبكر لأحداث تتطلب التدخل السريع والمساندة.
وتعمل وكالة اللغات والترجمة بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي على رفع مستوى وجودة الخدمات المقدمة لقاصدي المسجد الحرام، وتعد ترجمة خطبة عرفة من أبرز وأهم المهام والخدمات المقدمة من قبل الوكالة تحت مسمى مشروع خادم الحرمين الشريفين لترجمة خطبة عرفة.
وأوضح وكيل الرئيس العام للغات والترجمة أحمد الحميدي أنه تمت زيادة عدد اللغات إلى20 لغة عالمية وبثها لأصقاع العالم كافة عبر منصة منارة الحرمين ليتسع بذلك تغطية البث لأغلب مناطق العالم.