مقالات الرأى

أحمد فرغلي رضوان يكتب : بيت الروبي و حلنجية السوشيال ميديا

الحلنجي هو اللي بيكسب .. جملة جاءت ضمن أحداث فيلم “بيت الروبي” لتختصر الكثير عن معنى فكرة الفيلم المهمة في هذا التوقيت، بالفعل “الحلنجي” نموذج موجود بقوة على السوشيال ميديا والحلنجي كما وصفه علماء اللغة هو الشخص المراوغ المخادع.
يحاول فيلم بيت الروبي الاقتراب بنا من عالم صناعة نجوم السوشيال ميديا ولكنه يركز فقط على لعبة “الصدفة” في ذلك العالم الافتراضي الكبير وهي بالفعل التي صنعت الكثيرين من مشاهير هذا العالم وأصبحوا الأشخاص الأكثر حضورا في وسائل الإعلام! وامتدت شهرة هؤلاء للاستعانة بهم في تقديم برامج أو التمثيل !
فكرة الفيلم جيدة جدا ولكن المؤلفان محمد الدباح وريم القماش اعتمدا في السيناريو على كيفية صناعة نجم بهذا العالم بالصدفة دون الدخول في تفاصيل ومشكلات وخبايا هذا العالم والذي أصبح تجارة كبيرة وهنا تسرعا في المعالجة الدرامية للفكرة، مثلا كان أفضل أن يكون سبب عائلة الروبي اختيار العيش بعيدا عن القاهرة بسيط مثلا أن البطل اختار البعد عن الضوضاء والعيش في مدينة هادئة سبب أكثر واقعية من السبب الدرامي المبالغ فيه لمشكلة الزوجة أو يكون سبب أخر  أكثر اقناعا!
أيضا طالما تحدثنا عن عالم السوشيال ميديا لماذا لم يتم الاستفادة من شخصية زوجة الأخ “تارا عماد ” الشخصية الوحيدة المحترفة في هذا العالم كان ممكن خلق صراع بينها وبين الروبي الكبير بعد منافسته لها ” صراع من خلال مواقف كوميدية كان الفيلم يحتاجها في النصف الثاني من الفيلم ! ولكن السيناريو أعتمد على صناعة مواقف كوميدية لضيوف الشرف محمد عبدالرحمن وحاتم صلاح وكانت مواقف كوميدية متوسطة وعبر موقف الفرح عن الصدفة البسيطة للغاية التي ممكن أن تصنع نجومية السوشيال ميديا.
ممكن القول أن الثلث الأول والثلث الأخير أفضل ما في الفيلم و خاصة مشاهد الشوارع والزحام أجاد فيها المخرج بيتر ميمي
وخاصة مشهد “الولادة” وهو من أفضل مشاهد الفيلم فنيا حتى على مستوى الأداء لجميع الأبطال.
عنصر التمثيل جيد جدا لمعظم الأبطال كريم عبدالعزيز كبير العائلة قدم أداء متميز في مشاهد التوتر والخوف على عائلته أو مشاهد الكوميدية رغم قلتها قدمها وكذلك كريم محمود عبدالعزيز والذي أصبح بينه وبين المخرج كيميا كبيرة ويعرف إظهار أفضل أداء له.
نور في شخصية الأم قدمت أداء بإحساس كبير مع الطفلين الرائعين وكانت متميزة في مشهد “الولادة” أو مشاهد البداية.
أما البطلة الرابعة تارا عماد تقريبا كتاب السيناريو والحوار سقطت منهم سهوا شخصيتها خاصة على مستوى الحوار لأنك ستكتشف أن حوارها نادرا جدا في الأحداث ، سوى جملة كررتها كثيرا كأفيه كوميدي وتقريبا أخذت نصف حوارها في الفيلم! وكما قلت كان يمكن الاستفادة من الشخصية أكثر في خلق صراع كوميدي أمام الروبي الكبير.
كان هناك أكثر من ضيف شرف من ممثلي الكوميديا وتباين ظهورهم شريف دسوقي ومصكفى أبو سريع وحاتم صلاح ومحمد عبدالرحمن الذي كان أكثرهم ظهورا و أنصحه بعدم حرق موهبته بالتواجد في أعمال من أجل الشهرة أو المجاملة.
أخيرا يحسب لصناع الفيلم تسليط الضوء على قضية هامة باتت تهدد الحياة الاجتماعية الطبيعية للملايين من الناس اذا لم يحسنوا التصرف معها، والفكرة تحتمل أعمالا كثيرة لأن وراءها قضايا وحكايات أكثر.

زر الذهاب إلى الأعلى