حازم البهواشي يكتب: اِفتحْ يا سِمْسِم!!
هي العبارة الأشهر في حكاية ( علي بابا والـ 40 حرامي )، والتي كان يقولها فيُفتح أمامَه بابُ المغارة الموجود بها الكنز الذي خبأه اللصوص!! وبغَضِّ النظر عن كون ( علي بابا رجل طيب أم رجل حرامي ) وهي الإشكالية التي طرحها بسخريته المعهودة الكاتب الكبير “أحمد رجب” ( 1928: 2014م ) في قصته التي تحولت إلى فيلم بعنوان ( محاكمة علي بابا ) أُنتِج في ثمانينيات القرن الماضي، بطولة ( يحيى الفخراني وإسعاد يونس )، وهو يرى أن الجيل الجديد ليس جيلَ المُسَلَّمَات، بل هو جيلٌ يَنقد الشخصيات التي اتُّفِقَ على عظمتها أو طيبتها، فـ ( علي بابا ) رجل طيب لدينا، لكنه ( رجل حرامي ) في فكر الجيل الجديد؛ فما أقدم عليه هو نوعٌ من اللصوصية!!
أقول: بغض النظر عن هذه الإشكالية فإننا نريد أن نفتح مغارةً بها كثير من الكنوز تركها لنا الآباء، ونسيناها حتى غطاها التراب، وأخشى أن تزداد كميتُه فلا نعرف بعدُ ما الموجود تحت التراب!! تعاليمُ كثيرة وخبراتٌ عريضة، ونصائحُ تُمثل كنوزًا، نسيناها ونحن نواجه الحياة، ظانين أن القديم لا يصلح بِرُمَّتِه، وأن آباءنا ( دقة قديمة )!! ولو أنصفنا لوضعنا تجربتهم أمامنا ونحن نمشي طريقنا، فحتمًا هناك متشابهات وهناك أسس وثوابت.
حين سُئِلَ الصحابي ” عمرو بن العاص ” ( 47 أو 45 ق.هـ : 43 هـ ): ما العقل؟ كانت إجابته: أن تعرف ما سيكون بما قد كان!!
من نصائح الآباء التي أذكرها ولعلها توارت كثيرًا في ظل البحث عن كسب المال أيا كان مصدره، حكاية ذكرها لي أستاذي (إبراهيم شعلان) متعه الله بالصحة والعافية، إذ قابل رجلًا تعدى عمره مائة عام، لعله بلغ من العمر مائة وخمسة أعوام، فسأله أستاذي النصيحة، على أن تكون واحدةً فقط، فردّ الشيخ الكبير: إذا سألتني نصيحةً واحدة من خلال عمري الطويل، فسأقول لك: ( ماتاكلش إلا من حلال؛ لأني يا ابني في عمري الطويل ده، شُفت الحلال وإن زَنَّقتْ بيفضل شوية بركة ورا الباب يرجعوه تاني، أما الحرام، وإن زَهْزَهِت بِيُكنُس )!! الحلالُ عزيز، فلا يُضِيعُ أجرَه اللهُ العزيز.
ومن كنوز الآباء أيضًا ما كتبه الروائي والشاعر (نعيم صبري):
عم يا بتاع الحاجات القديمة
شوفلنا حاجة عندك ليها قيمة
شوف قلوب تكون سليمة
شوف عندك ناس تكون رحيمة
تعبنا م الناس اللئيمة
اللي عايشة بألف وش
واللي كل حياتها غش
واللي ابوها جنيه وقرش.
عزيزي القارئ: ماذا تتذكر من تعاليم ونصائح أبيك وجدك؟