أمجد مصطفى يكتب : الناجح فى مرمى النيران

لا اعرف لماذا تغير سلوكنا الاجتماعى،كنا فى الماضى نفرح لبعض، كل واحد فينا يتمنى الخير للآخر،وعندما ينجح احدنا نعتبر النجاح،هو نجاح لنا جميعا،و نهنئ بعضنا البعض، هكذا كان سلوكنا الاجتماعى و ثقافة البلد، لكن الأوضاع تغيرت و اصبح سلوك بعضنا قائم على فكرة تشوية الآخر،و تحويل نجاحه من خانة التفوق إلى خانة الفشل،لمجرد اختلاف المصالح، السلوك اصبح عدوانى تجاه اى نجاح و تحولت المنافسة إلى غل و حقد و حسد و ناس تستكتر فى الاخر النجاح،حتى لو كان الاخر هذا عالم فى مجاله، اصبح اغلب من حولنا مشغولين بالاخرين، رغم ان الأفضل لهؤلاء الأشخاص الانشغال بانفسهم،و تطوير انفسهم و ترك الخلق للخالق،على مدار سنوات عمرى ألتقيت وتعاملت مع بشر كل همهم ملاحقة الاخرين اما بالنظر الذى يتحول الى حسد،و الحسد مذكور فى القرآن الكريم،أو ملاحقتهم بألفاظ وعبرات غير صحيحة كذب فى كذب،كل هذا من أجل منفعه شخصية.
تذكرت ما حدث لسلوكنا الاجتماعى من تغيير عندما نشر الشيخ أسامة السيد الأزهري مستشار الرئيس عبد الفتاح السيسي للشئون الدينية، وأحد علماء الأزهر الشريف صور فعاليات رحلته في إندونيسيا، والتي بدأت من الآتشية إلى سومطرة الشمالية وإلى جاكرتا إلى لومبوك.
و بسبب تلك الصور حدث جدل على مواقع التواصل الاجتماعي،رغم ان ما حدث هو اعتراف من الناس هناك بقيمة ها الرجل و مكانته بين الشعوب الاسلامية،وهذا ليس بجديد على مكانة علماء الازهر الشريف فى تلك الدول.
فهل نحزن و نحقد ونكره أن يحتفى المسلمين فى كل مكان فى العالم بابناء الازهر الشريف؟و الله هذا الحقد والكراهية و الحزن لا يخرج الا من قلوب مريضة و ما اكثرها الان.
فى كل كيان او مؤسسة تجد هذا النموذج الفاشل الحاقد والكاره لاى ناجح،فى كل كل مؤسسة تجد نموذج لمن يريد هدم القيم النبيلة التى تعلمناها ،والذى لا يعود على المكان الا بالهدم.كم من الناجحين و الموهوبين تم اغتيالهم معنويا بسبب تلك النماذج التى اصبحت مثل السوس.
قمة الفشل و قلة الحيلة، وقلة الادب هو ان تنشغل بالآخرين،و تتبع خطواتهم سواء كان الشخص الذى تتبعه ناجح أم فاشل.
الأنسان الطبيعى هو الذى ينشغل بنفسه و اتصور لو أهتم بنفسه و تنمية موهبته فى مجاله أتصور سوف يكون له شأن اخر،لأن ربنا سبحانة و تعالى خلق لكل أنسان موهبة ، عليه أن يعثر عليها بداخله و ينميها.
الشواهد و التاريخ و كل شئ من حولنا يقول أهتم بنفسك تجد نفسك،أما لو أهتممت بالآخرين سوف تضيع نفسك.
و أختم بقول الرسول الكريم
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
((سيأتي على الناس سنوات خدّعات، يُصَدق فيها الكاذب ويُكذَّب فيها الصادق، ويُؤتمن فيها الخائن ويُخوَّن فيها الأمين، وينطق فيها الرويبضة))،
قيل وما الرويبضة يا رسول الله ؟ .. قال: “الرجل التافه يتكلم في أمر العامة” .