مقالات الرأى

سيد البالوي يكتب: الحوار الوطني، الرؤى والتحديات

استكمالًا لمسيرة البناء وتهيئة المجتمع لفكر الجمهورية الجديدة ولملمت شتات الأمة،تنفيذاً لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي للحوار الوطني من أجل ايجاد مسارات تلاقي فى الوعي الفكري وقواسم عمل سياسي واجتماعي مشتركة وآليات عمل إيجابية تبرز الوجه الحقيقي للإنسان المصري المتطلع دوماً للأفضل والأنقى والأنفع، فلا تجتمع الأمة المصرية إلا على الخير ولا يقتنع العقل المصري بغير الصدق الذى يصدقه العمل .
وقد سبق أن دعا الرئيس السيسي القوى الوطنية أثناء حضوره إفطار الأسرة المصرية بحي الاسمرات يوم 26 ابريل 2023م ، الموافق 15رمضان 1444 هـ وجاءت هذا الدعوة من حرص الرئيس على فتح أفق التواصل ومد جسور التلاقي والحوار حتى تستفيد الأمة المصرية من جميع الكفاءات فى كل المجالات ضمن ثوابت العمل العام ومبادئ الحفاظ على الدولة والأمن والاستقرار المجتمعي وبما يحقق النزاهة والتعددية والشفافية المطلوبة.
والاربعاء الموافق 3مايو 2023 م افتتح الرئيس الجلسة الافتتاحية للحوار الوطني حتى تكون بداية لاستعادة الهمم والفكر المستنير وعودة الدور الحزبي على اسس تعيد لنا مفاخر الذاكرة السياسية المصرية بتاريخ حافل من العمل الحزبي والأهلي الذي أثر وتأثر بما مرت به دولتنا من فترات كفاح لم يبخل خلالها أبنائها من الكتاب والمفكريين وأعلام العلم والعمل والنضال من التجديد والاجتهاد لتشكيل الوعي والتغلب على كافة الصعوبات والتحديات .
وتأتي دعوة الرئيس السيسي التى تبلورت بعد فترة تحضير كافية بأن تقدم لنا حواراً وطنياً مثمراً يليق بقيمة مصر وما تحقق في السنوات العشر الماضية وتكون الرؤية التى سيتم تكوينها والتوافق عليها هى عقائد الانتماء الوطني للاجيال القادمة بما يجعلنا مطمئنين على مستقبل الأمة المصرية بعيداً عن أفكار السموم وأفاعي الشر والارهاب.
وتأتي أهمية هذا الحوار بعد تعافي الوطن من فترة شديدة الصعوبة كادت أن تعصف بكل مكتسبات الأمة ، وبعد ثورتين نتج عنهما ما يزيد عن مائة حزب سياسي بعضهم يعمل والكثير مجرد اعداد لا يقدمون رؤية ولا أيدلوجية سياسية أو اجتماعية تجعل المواطن المصري يقبل على العمل السياسي وأرى أول تحدي يجب أن يدرس ويناقش هو عزوف الناس عن العمل السياسي وعدم أقتناع المواطن المصري بجميع الاحزاب فلا يوجد حزب قدم نفسه للشعب المصري بايدلوجية مقنعة أو بشكلٍ ابسط لم يقدم اي حزب برامج اصلاح تؤثر في حياة المواطن ف يرى المواطن في الحزب أنه يحقق طموحه وأماله ولكن جميعهم بلا استثناء يسعون فقط لحصد كراسي البرلمان ليس لتشكيل حكومة تنفذ أيدلوجية الحزب لكن للتواجد في الصدارة فقط ولا يعتبر ما تقوم به بعض الاحزاب من تقديم الدعم والعون للمواطنين بالعمل الحزبي وإنما هى ضمن الواجب الإنساني والتكافل الوطني ، أما العمل الحزبي الصحيح هو ما يتوجه إلى عقول الناس فيجذب الفكر ويوقظ الهمم ويبرز الكوادر القيادية في كل المجالات وأتمنى أن يناقش الحوار أهمية أن يكون ضمن تقييم دور الحزب في الحياة السياسية ليس بمن حقق الشروط للانضمام للجنة الاحزاب ولكن لمن حقق طرحاً فكرياً يعالج أو يكمل أو يواكب أو يحقق ثماراً ايجابية فى حياة الناس.
ولا يجب أن نغفل دور الثقافة التى يهملها الكثير من الساسة ولو فطنت الاحزاب للدور الثقافي وعملت على تفعيل لجانها الثقافية بشكل جيد لتحقق لها النجاح الجماهيري الساحق فكثيراً ما تحقق أغنية ما لا تحققه معركة وتحقق قصيدة ما لاتحققه حكومة وتحقق مقالة ما لا تحققه وزارة .
نبارك وندعم خطى الجميع للحوار الوطني ونتمناه حواراً من الواقع على أرض الواقع فقد قدمت الأمة المصرية الكثير شهداء ما بين شهداء قدموا أرواحهم ومصابي الحروب الذين فقدوا اجزاء من جسدهم أو قدرتهم على مواصلة القتال لكن مازالت روحهم الوطنية تبث فينا عبق الانتماء وصحيح الولاء ومشقة تحملها جميع المواطنين من أجل استعادة الدولة من الفوضى والتطرف لذا نرجو من جميع شركاء العمل الوطني أن يكونوا على قدر المسؤولية وثقة الرئيس والشعب وأن يخرج لنا الحوار بخارطة طريق تنير مستقبل أبنائنا .

زر الذهاب إلى الأعلى