عرب وعالم

عملية تفجير مبنى الكرملين الفاشلة بطائرتين حلاقتا فوق عرين الأسد المنيع بموسكو

تحليل بقلم : هشام إبراهيم نصار

بين الحقيقة والخديعة أخبار تناقالتها وسائل الاعلام فى العالم حول عملية تحليق طائرتين مسيرتين فوق مبنى الكرملين فجر الأربعاء ٣ مايو الماضى ، على الفور تم سقوطهما بعد تعطيل المسيرتين من قبل الجيش الروسي دون حدوث أى إصابات، وقد أدرجته روسيا عملا إرهابيا حسب وصف البيان الصادر من الكرملين ويعد هذا العمل إن صح صدقه تطور خطير بعد إتهاهم موسكو لكييف بالوقوف وراء هذا الحادث وهنا نرصد تحليلات وردود أفعال الجانبين أهمها :
أولا: توقيت العملية تم قبل نحو ستة أيام من يوم الاحتفال بالعيد القومي لروسيا ( عيد النصر فى الحرب العالمية الثانية ) والذى يوافق 9 مايو من كل عام يحتفل الشعب الروسي بذكرى انتصارات الجيش فى الحرب العالمية الثانية على النازية كما أنه يأتى هذا العام فى ظل حرب مع أوكرانيا وحلفائها الغرب بقيادة أمريكا.. وربما يحمل مفاجآت واسعة لكييف والغرب على مدى الايام المقبلة ..
ثانيا: محاولة استهداف القصر الجمهورى بمبنى الكرملين بما يحمله المكان من دلاله رمزية جاء بالدرجة الأولى لإحراج رئيس الدولة والجيش الروسي والتأثير سلبا على معنويات الرأى العام والقوات الروسية وأيضا يحمل فى مضمونه توجيه رسائل لموسكو بقرب بدء الهجوم المضاد للقوات الاوكرانية فى الأراضي الروسية.. ويؤكد على أن القوات الاوكرانية قادرة على الوصول إلى عقر مبنى صانع القرار اذا إستدعت الظروف..
بيانات وتصريحات صادرة من تلك الجانبين
فعلى الجانب الروسي أكد الكرملين فى بيان – استهدفت طائرتين مسيرتين مبنى الكرملين وتم تعطيل المسيرتين من قبل الأجهزة الخاصة التابعة للجيش الروسي بإستخدام أنظمة حرب الرادار ونتيجة للعمل الارهابى على حد وصف البيان لم يصب الرئيس فلاديمير بوتين بأى أذى ولم تقع أى إصابات خلال الهجمة..
وذكرت وكالة الأنباء الروسية تاس، فجر الخميس، أن هجوما بطائرة مسيّرة أخرى ضرب منشأة نفطية في جنوبي روسيا، مما أدى إلى اشتعال النيران، وذلك بعد ساعات من كشف الكرملين عن إسقاطه طائرتين مسيّرتين أطلقتهما أوكرانيا، فوق مقره، متهما كييف بمحاولة قتل الرئيس فلاديمير بوتين.
ومن الملاحظ أن وسائل الإعلام الروسية خرجت عقب الحادث بإتهام كييف مباشرة دون التحقيق واتهمت أوكرانيا وامريكا بمحاولة اغتيال الرئيس الروسى عن طريق عمل ارهابى استهدف مقر مهام عمل الرئيس بمبنى الكرملين واعتبر رئيس مجلس الدوام الروسى فى تصريحات له بأن العمل الارهابى ضد الرئيس بمثابة هجوم على روسيا كلها مطالبا موسكو بإستهداف الرئيس الاوكرانى زيلينيسكى شخصيا وأعضاء حكومتة مع الاخذ فى الاعتبار أيضا بأن هناك تقارير تحدثت عن وجود تهديدات بضربات ضد موسكو من واقع وثائق امريكية مسربة ، قالت أن رئيس المخابرات بوزارة الدفاع الأوكرانية خطط لضرب مناطق داخل روسيا فى 24 من شهر فبراير العام الجارى ولكن بناء على طلب واشنطن تم تأجيل الهجمات ..
بالمقابل نفت أوكرانيا اتهامه بالوقوف وراء هذا الحادث على لسان الرئيس زيلينيسكى وقوله أن بلاده لم تستهدف الرئيس الروسي أو العاصمة الروسية مؤكدا أن الجيش يقاتل فقط على الأراضي الاوكرانية.
هذا وقد تحدثت وسائل أعلام اوكرانية مقربة من الحكومة الاوكرانية حيث وصفت المشهد بالمسرحية المصطنعة والاكاذيب المضللة التى يروجها الروس لمحاولة توظيف الحادث من أجل دعاية داخلية مع قرب موعد الانتخابات الرئاسية مارس المقبل ، كما يعد تمهيدا لشن هجمات أكثر دموية على المدنيين فى جميع أرجاء أوكرانيا ، هذا وقد أشارت وسائل الإعلام الروسية عقب الحادث بإتهام كييف مباشرة دون بدء التحقيقات..
واذا افترضنا جدلا أن الحادث مصطنع من قبل روسيا كما وصفه الجانب الاوكراني.. فإنك تجد نفسك أمام تصور يتقبله العقل بدافع شن ضربات أكثر دموية مع توسيع العملية العسكرية فى كل الأراضي الاوكرانية للسيطرة عليها واستخدام الأسلحة المحرمة دوليا أكثر وكسر شوكت حلف الناتو بقيادة أمريكا.
ولا استبعد أن يكون الحادث زريعة لاستهداف الرئيس الاوكرانى ورموز بارزين فى السلطة
كما اننى لا استبعد أيضا فرضية وقوف أوكرانيا وراء الحادث فى حين أشارت المصادر الاخبارية أن زيلينيسكى قبل الحادث بساعات غادر أوكرانيا متوجها إلى هولندا مما أعطى دلاله للجانب الروسي باتهام أوكرانيا وضلوع أمريكا فى العمل الإرهابي حسب وصفهم ..
أيضا على غرار زيارة بايدن المفاجئة لاوكرانيا في شهر فبراير الماضى ذكر البيت الأبيض أن الولايات المتحدة ستزود كييف ، كجزء من حزمة جديدة من مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 300 مليون دولار لأوكرانيا تتضمنت لأول مرة صواريخ قصيرة المدى يتم إطلاقها من الجو. وقد تساعد الصواريخ كييف على النيل من المواقع البرية الروسية وتزويد القوات الأوكرانية المتقدمة بدعم جوي. وقال مسؤولان أمريكيان إن الحزمة تشمل مدافع هاوتزر عيار 155 ملم. وهذه الحزمة هي السابعة والثلاثون من حزم المساعدات الأمنية التي وافقت عليها الولايات المتحدة لأوكرانيا منذ الغزو الروسي في /فبراير 2022.
كل ما سبق يعطى دلاله قاطعة علي استمرار تزويد أوكرانيا بمعدات عسكرية متطورة تدريجيا حسب ظروف المعارك التى تتطلب نوع الأسلحة العسكرية
فابالنظر إلى بداية الحرب الروسية كانت أمريكا وحلفائها تزود أوكرانيا بأسلحة دفاعية لصد الهجوم الروسي، ويقتصر مدى الصواريخ على مسافة معينة لا تتعدى الحدود الاوكرانية الروسية حتى لا يصل مداها إلى الأراضي الروسية .. تجنبا لعدم حدوث مواجهه مباشرة بين روسيا من جانب وأمريكا وحلفائها من جانب آخر..
وإن صحت إتهامات موسكو بوقوف أوكرانيا وراء حادث المسيرتين فوق الكرملين .. فنحن أمام تطور خطير فى المشهد المسلح بين الطرفين نظرا لعدم قدرة كييف بدون أمريكا وحلفائها على الوصول إلى مواقع استراتيجية بعمق موسكو والهجوم على ، أكثر مكان محصن في العالم ، هكذا يمكن وصف الهجوم على الكرملين بواسطة الطائرات المسيرة، والذي يشوبه قدر كبير من الغموض، وسط تساؤلات حول من يجرؤ على اقتحام عرين بوتين المنيع، وهل هي عملية أوكرانية، أم اختراق داخلي، أم ذريعة روسية لتصعيد الحرب .

زر الذهاب إلى الأعلى