على رأى اللى قال “دلق القهوة خير” .. بس هو مين اللى قال الكلام ده .. وإيه حكاية دلق القهوة … وليه فى مصر بس بنقول ان دلق القهوة خير .. وبنفرح أوى لما تتدلق .. وبنعتبرها فال حلو .. وناس كتير مننا بيعتبروها تميمة حظ وخير جاى فى الطريق .
طبعا مش محتاجة أقول لكم أن الكلام ده .. مش هتلاقيه غير عندنا احنا بس .. هنا فى مصر … يعنى مافيش مكان تانى فى الدنيا بيشوف ان “دلق” أى حاجة خير .. لا القهوة ولا غيرها .
طيب إيه بقا الحكاية …. أنا اقول لك .. فيه قصتين للمثل ده واعتقد أن الاول هو اللى صحيح وسليم ومنطقى .. بس بردو هقول لكم القصتين .
من الاول كده “خير” اللى مقصود .. وبيضرب بيه المثل الشعبى الشهير “اسم شخص” …أيووووة واحد مصرى اسمه “خير”.. ودا مش أول واحد دلق القهوة ولا حاجة … بس اتشهرت الحكاية بسببه .
زمان أوى .. المصرى الأصيل “خير” كان شغال فى قصر واحد من الأثرياء .. وكان فيه عزومة كبيرة بيحضرها ناس كتير .. وخير بيقدم القهوة ليهم اتدلقت على الأرض … صاحب القصر لما دخل وشاف اللى حصل سألهم مين اللى دلق القهوة .. قالوا له “دلق القهوة خير”.. ابتسم الراجل فى هدوء وانتهى الموقف ..”خير” بقا ما اسكتش .. كان بيصر يقدم القهوة بنفسه وكل ما يتقدم فى السن يدلق القهوة اكتر واكتر .. وصاحب القصر يضحك ويقول “دلق القهوة خير” وبقا الضيوف اللى بيجوا يشربوا معاه القهوة بينتظروا اللحظة دى .. وبيرددوا نفس الكلمة “دلق القهوة خير” ويضحكوا والقعدة تبقى جميلة .. ولما خير مايدلقش القهوة بقوا يزعلوا فعلا لأنهم بيتحرموا من الضحكة الحلوة اللى بتطلع من قلبهم .. وسنة ورا سنة الناس نسيت أن خير ده أسم شخص .. وبقا “سلو بلدنا” كل ما القهوة تتدلق يقولوا “دلق القهوة خير” ويتفاءلوا … وبقت كمان كلمة حلوة بيرفعوا بيها الحرج عن أى حد دلق القهوة وهو بيشربها أو بياخدها من على الصينية .
طيب ايه بقا القصة التانية بتاعت دلق القهوة خير ؟
فيه مشهد متكرر فى كل أفلامنا العربية القديمة .. ولسه لحد النهاردة بنشوفه فى الحقيقة … المشهد ده عريس قاعد فى الصالون جاى يخطب البنت .. وهى داخلة عليه وشايله صينية عليها فنجان قهوة … أيووووة القهوة كانت مقياس واختبار عملى لشطارة البنت فى البيت … يعنى لو جت من غير وش الجوازة تبوظ .. ولو طعمها مش مظبوط العريس هيهرب .
وفى يوم من الايام بنت جميلة بس مابتعرفش تعمل أى حاجة فى شغل البيت دخلت بصينية القهوة وقبل ما توصلها لخطيبها دلقتها .. فأمها بذكاء شديد قالت أن “دلق القهوة خير” وفال حلو أن العريس هيقبل العروسة حتى لو ماداقش طعم قهوتها .. والكل ضحك وأمن على كلامها والجوازة تمت .
يعنى الحكاية وقفت عند كده ؟
لأ طبعا … دلق القهوة بقا يتعمل منه حكايات وروايات صحيح كلها بتصب فى خانة التفاؤل والرزق اللى جاى .. لكن كمان بقت بتحمى من الحسد .. وبتكشف لك اسم اللى بيحبك وممكن تشوف صورته كمان .
حد هيسألنى ..ازاى ؟
فى التراث المصرى الأصيل والحكايات الشعبية أن لو اتكعبلت وأنت شايل فنجان قهوة فده معناه أن حد بيحيك جايب فى سيرتك أو بيفكر فيك فى نفس اللحظة أو حد بيحسدك وبيفكر فيك وبيحقد عليك كمان … وبيتقال أنك لو فى الوقت ده بصيت فى الفنجان هتشوف حروف اسم اللى بيحيك او بيحسدك مرسومة فى الفنجان .. ويمكن كمان تشوف صورته واضحة .. وأن ده خير ليك لأنك فى كل الأحوال عرفت اسم اللى بيحيك أو اسم اللى بيحسدك “فيبقى دلق القهوة خير ” لانها كشفت عنك الحجاب .
المدهش بقا أن حكاية دلق القهوة ارتبط بيها كمان مهنة مهمة جدا ..”قارئة الفنجان” .. يعنى تشرب قهوتك للآخر وتقلبه على الطبق الصغير اللى اتقدم لك عليه وتنتظر .. تيجى قارئة الفنجان تبص فيه وتقرا لك الطالع .
من الآخر وعلى رأى اللى قال “دلق القهوة خير” هتفضل حكاية مصرية أصيلة نتفائل بيها ونعتبرها تميمة حظ وخير كتير جاى فى الطريق .