ارتفع عدد ضحايا الاشتباكات المستمرة منذ السبت في الخرطوم و7 مدن أخرى في السودان، إلى نحو 185 والجرحى إلى أكثر من ألفين، حسبما أفادت مصادر صحفية ليل أمس الإثنين.
وتحولت الخرطوم إلى “مدينة أشباح” بعد 3 أيام من المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، حيث بات من الصعب على السكان التحرك لقضاء احتياجاتهم في ظل القصف الجوي والاشتباكات العنيفة على الأرض.
وقال المصدر: إن شظايا القتال طالت عددا من المستشفيات الرئيسية في العاصمة السودانية، مؤكدا خروج 3 منها على الأقل من الخدمة.
ورسمت لجنة أطباء السودان المركزية صورة قاتمة عن الأوضاع الإنسانية، وقالت إن أعداد القتلى تتزايد في اوساط المدنيين داخل الخرطوم وخارجها، مشيرة إلى تكدس الجثث في الشوارع وسط صعوبات كبيرة في الوصول إليها.
واضطرت إدارة جامعة الخرطوم إلى دفن أحد طلابها داخل حرم الجامعة، بعد تعثر نقل جثمانه إلى بيته الذي لا يبعد كثيرا عن الجامعة.
وقال محمد نور الذي يقيم في أحد الفنادق بمنطقة السوق العربي وسط الخرطوم ، إنه شاهد من نافذة غرفته عددا من الجثامين الملقاة على الطريق ويبدو عليها علامات التحلل والانتفاخ.
وإلى جانب الأوضاع الأمنية الخطيرة التي تعيق عمل فرق الإسعاف، تعاني معظم المستشفيات نقصا حادا في الكوادر والمعينات الطبية.
ويتعرض العديد من المدنيين لخطر الموت بسبب إصابات داخل منازلهم، نتيجة إطلاق النار العشوائي في ظل المطاردات المستمرة بين قوات الجانبين في شوارع المناطق السكنية.
ويواجه سكان الخرطوم ومدن أخرى صعوبات كبيرة، في ظل انقطاع التيار الكهربائي وإمدادات المياه عن أكثر من 60 بالمئة من المناطق السكنية، وخلال الأيام الثلاثة الماضية خلت الطرقات من المارة وأغلقت الأسواق والمحال التجارية أبوابها.
ومنذ السبت تشهد الخرطوم ومدن أخرى في البلاد اشتباكات عنيفة بين الجيش وقوات الدعم السريع، على خلفية خلافات بينهما حول عملية الدمج في قوات موحدة.
وبعد ساعات من اندلاع القتال في الخرطوم، اتسعت رقعته لتشمل 7 مدن أخرى من بينها مدينة مروي الواقعة على بعد نحو 350 كيلومترا شمالي العاصمة، إضافة إلى الأبيض والفاشر وزالنجي في غرب البلاد، كما شملت الاشتباكات مدينة بورتسودان على البحر الأحمر شرقي السودان.