مقالات الرأى

شعبان ثابت يكتب: إنتحار أم قتل ؟!

بقلم . شعبان ثابت

قصة أغرب من الخيال حدثت في أمريكا تابعها للنهاية؟

ﺭﻭﻧﺎﻟﺪ ﺃﻭﺑﻮﺱ شاب أمريكي كان يعيش مع والديه حياة بائسة فقرر أن ينتحر
فلجأ إلى ﺃﺳﻬﻞ ﻃﺮق الإنتحار ﻭﻫﻲ أن يلقي
ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﻓﻮﻕ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻘﻄﻨﻬﺎ
فألقى ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ ﻭﺗﺮﻙ ﺭﺳﺎﻟﺔ ﻷﻫﻠﻪ يروي فيها سبب إﻧﺘﺤﺎﺭﻩ وهو اليأس
ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ .

ﻟﻜﻦ ﻓﻲ 23 ﻣﺎﺭﺱ 1994 ﺑﻴّﻦ ﺗﻘﺮﻳﺮ ﺗﺸﺮﻳﺢ ﺟﺜﺔ ﺭﻭﻧﺎﻟﺪ ﺃﻭﺑﻮﺱ ﺃﻧﻪ
ﺗﻮﻓﻲ ﻣﻦ ﻃﻠﻖ ﻧﺎﺭﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﺃﺱ !
ﻭﻟﻢ ﻳﻤﺖ ﺑﺴﺒﺐ ﺳﻘﻮﻃﻪ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﺍﻟﻌﺎﺷﺮ !
ﻭﺑﻴّﻦ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺇنه ﺃﺛﻨﺎﺀ ﺳﻘﻮﻁ ﺭﻭﻧﺎﻟﺪ ﺭﺻﺎﺻﺔ ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺷﺒﺎﻙ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ
ﺍﻟﺘﻲ ﻫﻮ ﺳﺎﻛﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺭﻣﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭإﺳﺘﻘﺮﺕ ﻓﻲ ﺭﺃﺱ
ﺭﻭﻧﺎﻟﺪ ﻭﻗﺘﻠﺘﻪ
ﻭ ﻣﻦ ﺍﻟﻔﺤﺺ ﺗﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻄﻠﻘﺔ التي ﺃﺻﺎﺑﺖ ﺭﻭﻧﺎﻟﺪ إﻧﻄﻠﻘﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﻄﺎﺑﻖ
ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ.

ﻭﻫﺬﻩ ﺍﻟﺸﻘﺔ ﻛﺎﻥ ﻓﻴﻬﺎ ﺯﻭﺟﻴﻦ ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﺴﻦ ﻳﺴﻜﻨﻮها منذ ﺳﻨﻴﻦ
ﻭ إﺷﺘﻬﺮ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻴﺮﺍﻥ ﺑﻜﺜﺮﺓ الخلافات ﻭﺍﻟﺸﺠﺎﺭ ﺑﻴﻨﻬﻢ
ﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺇﻥ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺍﻟﺬﻱ ﺭﻣﻰ ﻓﻴﻪ ﺭﻭﻧﺎﻟﺪ ﻧﻔﺴﻪ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺰﻭﺝ ﻳﻬﺪﺩ ﺯﻭﺟﺘﻪ
ﺑﺈﻃﻼﻕ ﺍﻟﺮﺻﺎﺹ ﻋﻠﻴﻬﺎ .
ﻭﻛﺎﻥ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻫﻴﺠﺎﻥ ﺷﺪﻳﺪﺓ ﻓﻀﻐﻂ ﻣﻦ ﺩﻭﻥ ﻭﻋﻲ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺰﻧﺎﺩ ﻓﺎﻧﻄﻠﻘﺖ
ﺍﻟﺮﺻﺎﺻﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺪﺱ!

ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺮﺻﺎﺻﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺑﻌﻴﺪﺓ ﻋﻦ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻭ
ﺧﺮﺟﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺒﺎﻙ ﻟﺤﻈﺔ إﻧﺘﺤﺎﺭ ﻭﻣﺮﻭﺭ ﺭﻭﻧﺎﻟﺪ الذي ﺭﻣﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﻓﺄﺻﺎﺑﺖ
ﺭﻭﻧﺎﻟﺪ ﻓﻲ ﺭﺃﺳﻪ ﻭﻣﺎﺕ ﺑﺴﺒﺒﻬﺎ !
ﺗﻈﻨﻪ ﻓﻴﻠﻤﺎ ﻫﻨﺪﻳﺎ ؟

إنتظر ﻟﺴﻤﺎﻉ ﻫﺬﺍ
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﻜﻤﺔ إتهم ﺍﻟﺰﻭﺝ ﺑﺘﻬﻤﺔ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻌﻤﺪ ﻟﻜﻨﻪ ﺃﺻﺮ ﻫﻮ ﻭﺯﻭﺟﺘﻪ
ﻋﻠﻰ أنهما ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻳﺘﺸﺎﺟﺮﺍﻥ وأنه ﻣﺘﻌﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺗﻬﺪﻳﺪ ﺯﻭﺟﺘﻪ ﺑﺎﻟﻘﺘﻞ ﻭﻛﺎﻥ
ﻳﻌﺘﻘﺪ ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺴﺪﺱ ﻟﻴﺲ ﺑﻪ ﺭﺻﺎﺹ لأن ﺍﻟﻤﺴﺪﺱ ﺩﺍﺋﻤﺎ ﻓﺎﺭﻍ .
ﻭﺍﻟﻐﺮﻳﺐ ﺃﻥ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻘﺎﺕ ﺑﻴﻨﺖ ﺃﻥ ﺃﺣﺪ ﺃﻗﺎﺭﺏ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ﺭﺃﻯ إبن ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ
ﻳﻤﻸ ﺍﻟﻤﺴﺪﺱ ﺑﺎﻟﺮﺻﺎﺹ ﻗﺒﻞ ﺃﺳﺒﻮﻉ ﻭ ﻛﺎﻥ ﺑﺴﺒﺐ ﺇﻥ ﺍﻟﺰﻭﺟﺔ ﻣﻨﻌﺖ
ﺍﻟﻤﺴﺎﻋﺪﺍﺕ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﻋﻦ إبنها
ﻓﺄﺭﺍﺩ ﺍﻻﺑﻦ ﺃﻥ ﻳﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ أبيه ﻭﺃﻣﻪ ‏( ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ ‏) ﻭﻛﺎﻥ يعلم ﺇﻥ والده
عندما ﻳﺘﺸﺎﺟﺮ ﻳﺴﺘﺨﺪﻡ ﺍﻟﻤﺴﺪﺱ ﻟﻜﻨﻪ ﺑﺪﻭﻥ ﺭﺻﺎﺹ ﻓﻔﻜﺮ ﺍﻥ يضع
ﺑﻪ ﺭﺻﺎﺹ ﻟﻜﻲ ﻳﻘﺘﻞ أبوه ﺃﻣﻪ ويكون ﺿﺮﺏ ﻋﺼﻔﻮﺭﻳﻦ ﺑﺤﺠﺮ ؟

– ﻟﻜﻦ ﻟﻸﺳﻒ ﺍﻟﺮﺻﺎﺻﺔ ﻟﻢ ﺗﺼﺐ ﺃﻣﻪ ﻭﺍﺳﺘﻘﺮﺕ ﻓﻲ ﺭأﺱ ﺭﻭﻧﺎﻟﺪ ﻭﻫﻮ
ﻳﻨﺘﺤﺮ. ﻭﻫﻜﺬﺍ ﺗﺤﻮﻟﺖ ﺗﻬﻤﺔ ﺍﻟﻘﺘﻞ ﻣﻦ ﺍﻷﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﺑﻦ ﻟﻘﺘﻠﻪ ﺭﻭﻧﺎﻟﺪ ﺃﻭﺑﻮﺱ.
ﺍﺳﺘﻐﺮﺑﺖ ؟
ﺍﻧﺘﻈﺮ ﻗﻠﻴﻼ.

-ﺍﻻﻏﺮﺏ ﻣﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﻜﻼﻡ السابق ﺇﻥ ﺭﻭﻧﺎﻟﺪ ﻫﻮ ﻧﻔﺴﻪ إبن ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﻦ
ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﻭﺿﻊ ﺍﻟﺮﺻﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺴﺪﺱ ﻟﻜﻲ ﻳﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺃﺑﻮﻩ ﻭﺃﻣﻪ .
ﻭﺑﺴﺒﺐ ﺗﺪﻫﻮﺭ ﺃﻭﺿﺎﻋﻪ ﺍﻟﻤﺎﺩﻳﺔ ﻭﺗﺄﺧﺮ ﺃﺑﻮﻩ ﻓﻲ ﻗﺘﻞ ﺃﻣﻪ ﻗﺮﺭ ﺍﻻﻧﺘﺤﺎﺭ ﻣﻦ
ﺳﻄﺢ ﺍﻟﻌﻤﺎﺭﺓ ﻟﺘﺼﺎﺩﻑ ﺍﻟﺮﺻﺎﺻﺔ ﺭﺃﺱ ﺭﻭﻧﺎﻟﺪ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻃﻠﻘﻬﺎ ﻭﺍﻟﺪﻩ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺴﺪﺱ التي ﻭﺿﻌﻬﺎ ﺭﻭﻧﺎﻟﺪ ﺑﻨﻔﺴﻪ
ﻓﺎﺻﺒﺢ ﻫﻮ ﺍﻟﻘﺎﺗﻞ ﻭﺍﻟﻘﺘﻴﻞ نفسه؟!

أصدقائي وقرائي الأعزاء هل أصدمكم لو قلت لكم أن هذه القصة خيالية وأنتجت فيلم بعنوان ( ماغنوليا) عام 1999 ومع ذلك لم يقتنع الناس أنها قصة خيالية ومازالوا يعتقدون أنها حقيقة إلى الآن

زر الذهاب إلى الأعلى