في أكتوبر من العام الماضي نُشرت في كافه المواقع الأخباريه صور لإعدام بعض مربي الدواجن صغار الدجاج أو “الكتاكيت” وأكد تجار الدواجن حينها أنهم لجأوا إلى ذلك بسبب نقص الأعلاف اللازمة للإنتاج الداجني ، وسط صحيات المجتمع أن أزمة الدواجن ربما تفوق أزمة أنفلونزا الطيور و صرحنا وقتها أننا في كارثة و ليس أزمة ولابد من تحرك فعال لكافه الوزارات لحل أزمة الأعلاف و السيطرة علي السوق.
وفي فبراير الماضى أختارت الحكومة الحل الأيسر و هو التوسع في استيراد الدواجن من البرازيل ، بدلاً من اعترافها آن الأزمة لم يتم معالجتها بشكل جذري و أتخاذ قرارات غير مدروسة أثرت علي الثروة الداجنه التي أدت إلى نقص حاد في الأعلاف وارتفاع أسعارها إلى مستويات لم يعد الكثيرون من مربى الدواجن قادرين على تحملها، وبدلا من السعي إلى تقديم حلول حقيقية لهذه الأزمة أثرنا السلامة و استوردنا الفرخه البرازيلي.
ربمـا يكون قرار استيراد الدواجن من البرازيل لمواجهة أزمة طارئة في ارتفاع معدلات الاستهلاك مع اقتراب شهر رمضان صحيحاً ، وقد يصبح قراراً صائباً لو أنه كان جزءا من حزمة إجراءات تشمل التوسع في استيراد مستلزمات الإنتاج الداجنى وتوفيرها للمربين من أجل دعم صناعة الدواجن المحلية على المدى الطويل، حتى لا تؤدى المنافسة غير العادلة بين الدجاجة البرازيلية و المصرية إلى القضاء على الأخيرة تماما.
لكن ما نتوقعه أن فتح الأستيراد وعدم الأعتماد علي الصناعة الداجنه المحلية التي تضم قرابة ثلاثة ملايين عامل هو آمر يزيد الأزمة تعقيداً و سيؤدى إلى خسائر تفوق كثيرا ما يمكن أن يحققه من مكاسب سواء للمستهلكين أو للاقتصاد المصري ككل.
وهنــا السؤال أنه إذا كانت الحكومة قادرة على توفير الدولار كي نستورد الدجاجة المستوردة ، فكان من الأولي أن توفر الدولار لإستيراد العلف كي نعيد لهذه الصناعة قبله الحياة و ننقذ المواطن من عبئ الأرتفاع المطرد في الأسعار خلال شهر رمضان.
ربمــا يكون القرار قد تأخر لكي يتم إعادة دراسة و تخطيط ملف الدواجن و اللحوم ، لكنه لم يفت حتي تتحرك الحكومة بكافه أجهزتها التنفيذية لتعيد الروح إلي الصناعة الوطنية التي يفضلها المواطن المصري حتي لا نقول يا فرخه ما تمت خدها الدولار و طـار.
وفق الله القائمين على أمر هذا الوطن ، لإصلاح ما أفسده المفسدون، لتظل مصر و شعبها العظيم تصنع و تعمر و تزرع و تبني في كافه المجالات … …حفظ الله مصر وشعبها و جيشها و قائدها من كل مكروه وسوء و تحيـا مصر