مقالات الرأى

وفاء بكرى تكتب : ابداع ” النصب”

خبر صغير أثار فضولنا و” تخوفنا” جميعا، بل وفجر ضحكاتنا بالرغم من أنه عن ” قضية نصب” كبرى بملايين الدولارات، ذلك الخبر الخاص بقيام مجموعة من الشباب “الصعيدى” في بنى سويف، ببناء مقبرة فرعونية ” مقلدة”، وعمل ” سراديب” لها، وقد قاموا بهذا العمل ” الخطير” خلال عام كامل، وكانت ” المقبرة الفرعونية الحديثة ” على درجة من “الدقة ” وهو ما جعل بيعها كان ” يسيرا” لتجار الآثار، بمبلغ 400 مليون دولار، بالتأكيد سيستطيع رجال الداخلية البواسل، العثور على هؤلاء الشباب، الذين “اتقنوا” التقليد لدرجة جعلت الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور مصطفى وزيري، ينتقل بنفسه إلى ” المقبرة المنحوتة” لمعاينتها، ويدعو الجميع لعدم الوقوع فريسة لأى ” نصباية” – على حد وصفه – وبالطبع ما حدث هو “نصباية ” كبرى، ولكن هناك العديد من الأسئلة التي تبحث عن إجابات واضحة وتمتاز بالشفافية، كيف قام هؤلاء الشباب بحفر هذه المقبرة وعمل سراديب والقيام بهذه الرسومات خلال عام كامل دون أن يعترضهم أحد؟ إذا قلنا أن المواطنون يخشون إبلاغ الشرطة، فكيف لم يمر ” فرد واحد” على الأقل من ” الإدارة المحلية” لمدة عام أو يزيد؟ هل يمكن لأى فرد أو مجموعة القيام بالحفر في أي مكان داخل أي محافظة دون أن يشعر بهم أحد؟ كيف يأتمن الناس على أرواحهم بل وأموالهم، ولا يوجد من يلاحظ أي تحركات غريبة من بعض الأشخاص الخارجين عن القانون؟ لماذا سخّر هؤلاء الشباب ” موهبتهم” في “النصب”، هل لم يجدوا ” وظيفة” أو دخل مناسب، فقرروا ” استغلال” مواهبهم التي لم يقدرها أو يطورها أحد؟ أم وجدوا أن ” الثراء السريع” الذى بات ” لغة هذه الأيام” للكثيرين، هو السبيل الوحيد لهم ليكونوا في مصاف ” الأثرياء الكبار” ؟ هذه الأسئلة تحتاج إجابات وبالتأكيد ستكشف عنها تحقيقات النيابة، ولكن من المهم هو الحفاظ على ” مواهب” شبابنا وتشغيلهم، ودعم “مشروعات صغيرة ” لهم، دون أن نفقد ” ذكاؤهم” في عمليات النصب فقط.

زر الذهاب إلى الأعلى