مقالات الرأى

محمد عبد النور يكتب : بين سوريا و تركيا

صحيح ان الزلازل تحدث تحت مساحات الارض مخلفة هذه الصور من الدمار و الانقاض و الدماء ،و صحيح ايضا ان البشرية فى هذه اللحظات الحزينة الملونة بانين المكلومين تجد نفسها تحت ضغط اختبار الضمير الانسانى الذى يجب ان يتجاوز كل الاعتبارات السياسية و المواقف المسبقة فاعداد القتلى و صرخات الضحايا هى أشد قسوة على جميع من سكنوا على وجه الأرض فى استغاثات رجال و نساء و اطفال تبدل حالهم فى لحظات فجأة من أمن وسلام واستقرار الى خوف و فزع و مصير مجهول ، أصبحوا فورا بلا حيلة ولا وسيلة انتظار ليد تمتد من هنا او هناك.
هل نجحت البشرية فى اختبارها ؟ واقع الأمر يشهد بأن جهود الاغاثة الدولية خضعت لمعايير التصنيف و الاعتبارات السياسية و كانهم فى تركيا بشر و فى سوريا بشر من كوكب اخر ، رغم ان حجم المأساة الانسانية فى سوريا كبيرة و ضخمة مع تواضع شديد فى امكانات ووسائل الإغاثة و الغذاء و العلاج و الاعاشة ، و كان على السوريين المنكوبين تلقى مساعدات ايطالية على استحياء و هم فى انتظار مبعوث من الاتحاد الأوروبى الذى صنف المناطق المنكوبة بين مناطق معارضة و مناطق موالاة.
هل نجح الضمير العربى فى الاختبار ؟ لا اظن .. فلم نر حركة إغاثية عربية ضخمة للسوريين وهم أشقاء وأقارب و نسباء .. و لا تكفى أطنان متواضعة من المواد الغذائية لإراحة الضمير فقد خضعت ايضا للاعتبارات و الحسابات السياسية ، فالسوريون يعيشون تحت وطأة اقتتال داخلى بغض النظر عن اهداف الفرقاء يحتاجون فى هذه الأوقات الاليمة الى ما هو أكثر من مواد غذائية ، فرق طبية ، معدات ، وسائل إعاشة ، دعم نفسى ، و غيرها مما لا أعرفه تحديا مع نقص المعلومات و قصور التغطية الإعلامية ، ربما كان المشهد التركى هو الاصعب و لكن المشهد السورى هو الأكثر قتامة و الاعلى بؤسا.
حفظ الله مصر وحفظ المصريون من كل سوء و شر من فعل طبيعى و فعل انسانى.

زر الذهاب إلى الأعلى