مشروع ترميم وتوثيق سجلات اراضي فلسطين التاريخية ,,, الدعم العربي لحقوق الشعب الفلسطيني.
بمناسبة انعقاد معرض الكتاب 54 في القاهرة وتوقيع مذكرة تعاون بين مركز عمان والخليج للدراسات الاستراتيجية وبوابة مصر الأن الذي تم على هامش المعرض والذي يستضيف المملكة الأردنية الهاشمية كضيف شرف لهذه الدورة يسعدنا في موقع مصر الان أن نسلط الضوء على مشروع من مشاريع الأردن في مجال نشر المعرفة والمحافظة على الذاكرة العربية والانسانية وخصوصاً بأن مطلق ومشرف هذا المشروع هو رئيس مركز عمان والخليج للدراسات الاستراتيجية أبان عمله مديرا ً عاماً لمركز التوثيق الملكي الاردني الهاشمي في الديوان الهاشمي العام 2004 والذي تم توقيع مذكرة تفاهم مع موقع مصر الأن لخدمة نشر المعرفة.
أن مشروع توثيق سجلات اراضي الأردن وفلسطين منذ العهد العثماني والذي تحدث لنا عنه سعادة السفير الأستاذ محمد عيسى العدوان رئيس مركز عمان والخليج للدراسات الاستراتيجية المدير العام الاسبق لمركز التوثيق الأردني الهاشمي والذي اطلق هذا المشروع العام 2005 لترميم وتوثيق سجلات دائرة الأراضي الأردنية والتي تشمل جميع سجلات ووثائق اراضي الأردن و فلسطين وأهمها وثائق القدس ومنها وثائق حي الشيخ جراح، وحيث أن هذا المشروع بداء خطواته الاولى من خلال ترتيبات معرفية وفهم لكيفية التعامل مع الترميم وادوات حفظ السجلات من خلال اجتماعات الاستاذ العدوان في السنوات 2002-2004 بدار الكتب في مصر وخصوصاً مع معالي الدكتور محمد صابر عرب –مدير الدار وقتها- ونخبة من المختصين المصريين في مجال الترميم والتوثيق والتعامل مع السجلات.
أذ يبين الأستاذ محمد عيسى العدوان بأنه في الفترة من 2002 وحتى 2004 كانت الزيارات واللقاءات والاجتماعات مع الاخوة والزملاء في دار الكتب ومنهم معالي د. محمد صابر عرب ود .عبد الواحد النبوي ود. ايمن السيد ود. صبري العدل واخرون، حيث تم الاستفادة من التجربة المصرية في مجال الترميم والتعامل مع السجلات والوثائق، ثم بعد ذلك الاجتماعات مع د. فتحي صالح والمختصين في مركز حفظ التراث بالقرية الذكية والاستفادة من منهجية التحول الرقمي.
وعند تعيني مديراً عاماً لمركز التوثيق الملكي الأردني الهاشمي التابع للديوان الملكي يقول السفير العدوان حيث كنت في الفترة من 2002 وحتى 2005 مديراً لمركز التوثيق الهاشمي التابع للحرس الملكي الخاص في الديوان الملكي ولربما هو أول مركز توثيق في العالم يخرج من قيادة عسكرية متخصصة كالحرس الملكي، حيث كان قائد الحرس الملكي العميد “اللواء لاحقا” أحمد علي عايد أبوسويلم، مؤمناً وداعماً مميزاً لجهد التوثيق الوطني، فقد اطلقت بشكل رسمي بعد تعيني مديراً عاماً للمركز العام 2005 مجموعة من المشاريع التي تهتم بالمحافظة على ذاكرة الوطن والامة مستكملا بها اعمال التوثيق التي كانت تتم في المركز الهاشمي التابع للحرس الملكي الخاص، حيث تم اطلاق مشروع من أهم مشاريع التوثيق في العالم العربي وربما في العالم ، من خلال انشاء أول مستشفى لترميم الوثائق والتوثيق في الأردن متكامل قمت بتأسيسه في بيت الملك طلال بجبل عمان، والسير في تنفيذ عديد المشاريع المهمة مثل مشروع ترميم وتوثيق سجلات مدرسة السلط الثانوية أول مدرسة في الأردن، ومشروع ترميم وتوثيق سجلات الاوقاف الشرعية في الأردن والقدس ، ومشروع ترميم وثائق السجلات الشرعية في المحاكم التابعة لدائرة قاضي القضاة منذ العهد العثماني ، وعديد المشاريع الاخرى والتي كان أهمها مشروع ترميم وتوثيق سجلات الأراضي الفلسطينية منذ العام 1845م.
حيث بين الأستاذ العدوان بأن المرحوم (عبد الرزاق الرحاحلة) والذي كان يعمل مديرا لتسجيل الاراضي في القدس قد قام بنقل عدد من سجلات اراضي القدس إلى عمان ، ثم بين بأنه و بمداد من نور وفخر قام ضباط الجيش العربي الأردني بنقل كافة سجلات وموجودات دائرة الأراضي بالقدس إلى عمان في سيارة كونتيننتال عسكرية محملة بالكاملة بهذا السجلات التي تشمل:-
– سجلات الأراضي منذ العهد العثماني – وثائق الطابو – وثائق الحجج – وثائق وسجلات التسوية أيام العهد الانتدابي الإنجليزية – وثائق التسوية الأردنية لأراضي فلسطين بعد عام 1948 حيث حصلت الوحدة بين الأردن وما تبقى من فلسطين التاريخية أو بما عرف لاحقا الضفة الغربية .
لقد كان مشروع ترميم وتوثيق سجلات الأراضي والاوقاف في فلسطين من خلال مشروع التوثيق الوطني هو أحد الاذرع التي تميز بها الأردن في نصرة الاشقاء في فلسطين ، بعيداً عن المباهاة بلا عمل أو التباكي بلا أمل ، ففي الوقت الذي اعُلنت حالة الحرب في عام 1967 ، وكانت الامور تسير إلى غير ما يبتغي الأردن وقيادته ، تكفل افراد الحراسة من مرتبات الجيش العربي الأردني بالعمل على نقل كامل موجودات الدائرة من السجلات بسيارة( كونتنتال عسكرية) أردنية عبرت نهر الأردن إلى عمان ، وبعد شهور من الحرب ، رفُع للملك الحسين تقرير عن نقل السجلات إلى عمان ، فحمد الله وشكره وامر بحفظها في دائرة الأراضي بعمان ، وعندما تسنم عبد الله الثاني مسؤولية الحكم ، عُرض على جلالته مشروع التوثيق الوطني/ ترميم وتوثيق الأراضي ، الذي تقدمت به كمدير لمركز التوثيق الهاشمي في الحرس الملكي من خلال قائد ا لحرس الملكي الأردني العميد أحمد علي أبو سويلم ، فكان توجيه الملك تقديم كل الدعم لكم فسيروا على بركة الله ، فكان انطلاق المشروعات تحت مسمى مشروع التوثيق الوطني منذ العام 2004 في مركز التوثيق الهاشمي –الحرس الملكي الخاص.
وللإضاءة على هذه المشروع الذي يعد فخر وانجاز أردني وعربي مهم وحيوي وانساني وحقوقي ، ضمن منظومة الدعم المطلق للحقوق والمساندة الحقيقية لحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق .
حيث شملت اعمال مشروع ترميم وتوثيق دائرة الاراضي – سجلات الأردن وفلسطين:
كان تنفيذ مشروع ترميم وتوثيق سجلات ووثائق الحجج والطابو والتسوية لموجودات دائرة الأرضي الأردنية والتي تشمل ارضي الأردن وفلسطين منذ العهد العثماني ، وأحد من أهم المشاريع في العالم العربي ، وربما في العالم كله ، حيث كانت ترتيبات المشروع على النحو التالي:-
*- تم توقيع مذكرة التفاهم مع دائرة الأراضي الأردنية في نهاية عام 2004 ومذكرة التنفيذ بتاريخ 12-2-2006 لتشمل ترميم وتوثيق :
1- سجلات ووثائق البيوع والطابو لأراضي الأردن وفلسطين منذ العهد العثماني.
2- سجلات ووثائق البيوع والطابو والحجج لأراضي الأردن وفلسطين فترة الحكم الانتدابي الانجليزي.
3- سجلات ووثائق البيوع والطابو والحجج وتسجيل التسوية للأردن وزمن الحكم الأردني الهاشمي لفلسطين .
4- خرائط التسوية والقرى والبلدات الفلسطينية .
ونظرا للدعم الكبير من صاحب الجلالة الملك عبد الله الثاني المسؤول عن الوصاية على المقدسات الاسلامية والمسيحية في فلسطين وبدعم عربي واسلامي ودولي لهذه الوصاية ، حيث تم العمل لتنفيذ هذا المشروع المهم عربياً وانسانياً بأيدي وخبرات اردنية تامة وتحت اشرافي المباشر وبما يؤكد على التميز الأردني الهاشمي في خدمة القضية الفلسطينية ـ ليس في مجال الدفاع العسكري عن فلسطين وما حققته المؤسسة الحربية الأردنية في فلسطين في حرب عام 1948 بالمحافظة على 220% من مجمل اراضي فلسطين التاريخية ومنها القدس الشرقية والمسجد الاقصى المبارك، ولكن أيضا في حفظ الحقوق والموروث الثقافي والاجتماعي والحقوقي وحتى التاريخي لفلسطين وأهلها ، ضمن وعي هاشمي أردني وتقدير لخطورة واهمية هذا المشروع ومخرجاته.
حيث تم التعامل مع ملايين الوثائق والتي تشمل :-
اولا: السجلات العثمانية:
1- عدد الدفاتر العثمانية القديمة وسجلات الامارة الاردنية ( 170 ) سجل كل سجل يحتوى( 500 ) وثيقة – بمجموع( 85 الف) وثيقة.
2- عدد دفاتر عثمانية قديمة وسجلات لأراضي فلسطين ( 428 ) سجل /دفتر يحتوي كل سجل على ما بين ( 200-500) وثيقة بمجموع ( 214000 ) وثيقة.
ثانيا: سجلات التسوية زمن الانتداب البريطاني ولغاية عام 1948:
1- سجلات الحقوق الانجليزي ( 316 ) سجل كل سجل يحتوي من( 300-650 ) وثيقة .
2- عدد الخرائط الكرتونية ( 6579 ) لوحة خريطة اراضي.
3- خرائط مقياس ( 10000 ) نوع تريسنك – ( 1000 ) لوحة.
4- عدد اللوحات الورقية كروكي ( 450 ) رول كل رول يحتوي من ( 30-60 ) لوحة للأراضي.
5- كراتين الوثائق والبيوع وملفات التسوية ( 247 ) كرتونة كل كرتونة حفظ تحتوي على ( 400-700 ) وثيقة بمجموع ( 185250 ) وثيقة.
6- سجلات الادعاء( 640 ) سجل كل سجل يحتوي من ( 250-400 ) وثيقة بمجموع( 195000 ) وثيقة.
7- دفاتر الميدان ( 6000 ) دفتر تسوية لأراضي فلسطين كل دفتر يحتوي على ( 150-250 ) وثيقة بمجموع ( 12000000 ) وثيقة.
ثالثا: اعمال التسوية زمن الدولة الاردنية :
1- سجلات البيوع والتسوية وتقارير المحاكم (800 ) سجل يحتوي كل سجل على( 200-250) وثيقة بمجموع( 200000 ) وثيقة.
2- لوحات الخرائط الكرتونية مجموعها (3492 ) كرتونة .
3- اوراق الميدان ومخططات الكروكي( 850 ) سجل كل سجل يحتوي( 100-150 ) وثيقة بمجموع( 127500) وثيقة.
4-جداول الحقوق والادعاءات( 600 ) جدول كل جدول من( 200-500 ) وقيقة بمجموع( 210000 ) وثيقة.
5- مخاطبات اعمال التسوية( 550 ) ملف كل ملف من( 300-700 ) وثيقة بمجموع (275000 ) وثيقة .
رابعا : صحائف استبدال :
1- (800) سجل كل سجل يحتوي على( 400 ) وثيقة بمجموع(320000 ) وثيقة.
خامسا : عقود بيع وعقود هبة وعقود استئجار :
– (2.5 ) مليون عقد .
سادسا تحويل الميكروفلم :
حيث تم تحويل مئات افلام الميكروفلم المتوفر لديهم وعليها ملايين الصور للوثائق والسجلات .
في الختام أن العالم العربي كان وسيبقى الداعم المهم والمميز للحقوق الثابتة والشرعية للشعب الفلسطيني، وأن ما تقدمه الامة العربية لفلسطين واهلها يأتي ضمن تفهم عميق لهذه الحقوق، وأنه بمناسبة انعقاد معرض الكتاب على أرض الكنانة عامود ظهر العرب بلاد النيل محط الامل والرجاء بعد الله في نهضة عربية شاملة، مصر مستودع الحضارة ومرتجى الآمال قدمنا اضاء على مشروع من مشاريع المحافظة على ذاكرة الامة الذي سيقود للوعي والتميز.