ضاحي عثمان يكتب : بستان الرضا والحب والعطاء والعشق
لا تحزن لضُرِّ أصابك.. ولا تيأس لما ضاع منك
وأعلن للدنيا.. أنَّك بستانٌ مليء بالورود والزهور
كلما هزَّه ريح أو جرحته زخَّات مطر.. يفوح عِطراً
يا صاحبي.
أدعوك الآن لتصحبني.. في رحلة أملٍ وسعادةٍ وشوق.
تعالى معي لنجوب بستان الرضا والحب والعطاء والعشق.
تعالى.. نتأمَّل معاً حال الصدق في الحياة.. والإخلاص.
تعالى.. نغوص في بحر المسك الذي يسكن كيان الصادقين.
تعالى.. نجوب دنياهم.. لنعرف إلى أين يمضي بنا الطريق.
تُرى.. ماذا تتوقَّع أن نجد..؟!
الجواب: إنَّ الصادقين في أقوالهم.. ينامون قريري العيون.
لا يؤرِّقهم ذنب اقترفوه.. ولا يزعجهم تأنيب ضمير.
إنَّ الصادقين في أفعالهم.. يمشون في الأرض كالنسمات وقت القيظ.
لا تصل لأحدٍ من الناس.. إلا وأبدى قبوله لها وسعادته بها وراحته خلالها.
إنَّ الصادقين في عواطفهم.. لا يبالون بالمظاهر.. ولا يبحثون عنها.
فأنت مثلاً من السهل أن تحبَّ الناس.. وتحترمهم.. وتُقدِّرهم.
ولكن من الصعب أن تجبر الناس على حبك.
وهنا.. فأنت لن تحزن.. ولن تيأس.. أتعرف لماذا..؟!
الجواب: لأنَّك صادقٌ مع نفسك ومع الآخرين.. وصاحب نفسٍ قويَّة.
وبالطبع.. عوَّدتنا هذه الحياة.. أنَّ أصحاب النفوس القوية لا يعرفون اليأس.
وأنا أتمنَّى لك أن تكون من هؤلاء.. لماذا..؟!
الجواب: لأنَّ هؤلاء يعرفون جيداً طريقهم للسعادة.
وأنت.. إذا أردت أن تعيش سعيداً.. فذلك سهل جداً ..
فقط عليك أن تبادر بكل إرادة إيمانية.. فتنزع أي بذرة حقد من قلبك.
هكذا السعادة في هذه الحياة.. تحبّ من يبحث عنها.. ولا ييأس أبداً.
فالسعادة هنا.. مثل الصحة.. والصحة مثل المال.
لا تعرف قيمتها إلا حين تفقدها.. أتعرف لماذا..؟!
الجواب: لأن الحياة علَّمتنا تجا ربها أنَّها تحب من يحبها.
وتمقت من يمقتها.. لذا عليك أن تحب الحياة ليهبك ربّ الحياة سعادتها.
وحبّ الحياة.. هنا.. هو: أن تسعى سعيها.. لتقوم بدورك فيها.
خالصاً في نواياك.. صادقاً في مسعاك.. معتمداً على الله تعالى في كل شيء.
فالحياة تتعاطف مع من يعطف عليها ويرعاها.. ويحاول أن يجعلها بستاناً وارفاً.
ومثل هذا التعاطف الإنساني الأنيق.. هو أساس الأخلاق العالية والسامقة.
تلك هي الأخلاق التي تنمو في تربة الصدق.. وتُروى بماء نوايا الإخلاص.
وهذا الصدق هو وحده لغة التفاهم مع الأمل.. ومصدر النجاح لكل عمل.
فيا صاحبي..
تعلَّم أن تصدُق في كل شي .. في الأقوال والأفعال والعواطف.. أتعرف لماذا..؟!
الجواب: لأنَّ الإيمان الصحيح هو الأرض الخصبة للصدق.
كما أن العلم نور.. ونوره هو أصل كل نجاح..
وإنَّ الجهل هو الظلام الحالك.. بل هو الموت ذاته.
وبذلك.. أستطيع أن أقرِّر لك بكل إخلاص وصدق:
إنَّ المعرفة هي الحياة.
معرفة الله تعالى .. ومعرفة كيف نعبده ونحبه ونحبّ عباده.
وكيف نبلغ مرادنا في هذه الدنيا.. لنحقِّق رسالته سبحانه في تلك الحياة.
فنحن الأحياء لنا رسالتنا فيها.. لكن الحياة هي عطاء الله لنا..
ورسالتنا فيها هي أن نعمِّرها بالحبّ فيما بيننا وبالصدق والإخلاص.
واعلم..
أنَّ الحياة صعبة في كثير من شؤونها اليومية.. ولكن:
البكاء قد يكون ضرورياً أحياناً.. ولكنه ليس حلاً أبداً لأي مشكلة.
فقد تواجهك كلمات قاسية من زميل عمل أو جار سكن . أو حتى ابن أو زوجة
فلا تحزن ولا تيأس.. ولا تبك.. بل اصبر واحتسب..
وتألَّق وانصب ظهرك وابتسم واعتمد بحق على ربك سبحانه.
ابتسم وارفع رأسك.. ولا تحنيها لأي ريح.
هنا.. ستشعر حقاً بقيمة هذه الحياة.
وهنا أيضاً يجب عليك أن تسعدنا معك بابتسامة منك لنا.
والابتسامة هنا.. أعني بها أن نملأ بها أنا وأنت.. دنيانا..
بدلاً من أن نملأها بالشكوى والحيرة .. أو بتلك الدموع.
فأنت تبحث عن السعادة.. فلا تيأس من زميل يبحث لك عن الشقاء.
فقد عوَّدتنا الحياة أنَّ ما يمكن أن تبنيه الأيدي.. أحياناً تهدمه أيدٍ أَخرى.
فالناس يتدافعون.. وينافس بعضهم بعضا.
وهذا التنافس هو بابنا العريض نحو الأمل والنجاح في العمل.
لذا.. فافهم وتنبه… ولا تيأس من شيء من هذا القبيل.
ومهما نالك من أوجاع الآخرين.. فالتزم أنت الصدق لأنه منجاة لك.
فنحن حينما نكذب.. فإنما نكذب على أنفسنا.
واحذر أن تنسى.. أنَّ السيرة الحسنة كشجرة الزيتون.
لا تنمو سريعاً.. ولكنها تعيش طويلاً.. فتعمِّر في الأرض.
ولا يعني.. أن يصادفك أحد يسعى إلى شقائك.. أن يكون الجميع هكذا.
لا.. لا.. فحتماً ستجد حولك أصدقاء كُثر.. فاهتم بهم.. وحافظ عليهم.
ولا تشغل بالك بما يمكن أن تجنيه من الآخرين.. أياً كانواً.
فبصدقك أنت وحدك..
ليس من الصعب عليك في هذه الحياة.
أن تضحي من أجل صديق.. وأن ترعاه.. وتدافع عنه.
ولكن من الصعب أن تحبّ صديقاً.. يستحق التضحية.
لذا.. فلا تهتم.. ودعّ صدقك هو الشراع الذي يصل بك إلى برِّ الأمان.
فأنت.. من السهل أن ترى الناس جميعاً على حقيقتهم.
ومن الصعب.. أن ترى نفسك على غير حقيقتها.
فالزم الصدق ولا تندم عليه.. وتعامل بإخلاص ولن يضيع ثوابك.
واسع في دنياك لتنثر بذور الحبِّ.. لتزهر.. وتُثمر.
فالورود.. هي أصل الثمر.. والزهور.. هي أم الثمر.
وحتى تكون مثمراً.. لابد أن تكون أنت زهوراً ووروداً.
فلا تعبأ بالأشواك.. ولا تهتم إلا بالأشواق.. للصدق والإخلاص.
كن مثمراً.. لتقتفي أثر السعادة.
فما بين السعادة والكراهية خيط من دخان.
قد ينقطع بنسمة هواء.
فلا تهتم.. وانثر نسماتك.. ليفوح عبير زهورك وشذا ورود أخلاقك.
هنا.. ستجد من يُحبك قريباً منك.. تُسعده روائحك الزكـيَّة.
فمن لم يجد من يحبه.. فذلك هو الإنسان التعيس.
ومن لم يُحب من يحبه.. فذلك الإنسان الأتعس.
وإيَّاك.. أن تسأل صديقك لماذا يحبك..؟!
فكثيراً ما يجهل الصديق الوفي.. أسباب حبه لك.
فأحبَّه.. ولا تكشف له عن أسباب حبِّك له.
فكثيراً ما يجهل الصديق الوفي.. أسباب حبه لك.
فحاول أن تحبّ.. لأجل الحبِّ.. لماذا..؟!
الجواب: لأنَّ الحياة جميلة تستحق هذا الحبّ.
وعليك أن تفعل المستحيل لتتقابل الآن مع نفسك.. وأن تتعرَّف عليها.
لتتفاهم معها عن قرب.. وتجعلها قريبة منك.. وحبيبة إليك.
فنحن للأسف تشغلنا الحياة.. وكثيراً ما نتقابل مع الناس كل لحظة.
ولكننا لا نتقابل مع أنفسنا.. إلا نادراً.
ولا تحزن لشيء أضرَّك.. ولا تيأس لشيء ضاع منك.. أو فاتك.
وإن وجدت فرصة للبكاء.. فافعلها .. لأنَّ القلوب تغسلها الدموع.
وإنَّ القلوب التى تغسلها الدموع.. لا يتراكم عليها الصدأ.
هنا.. ستُعلن للدنيا من حولك.. أنَّك ستكون كالورود والزهور.
كلما يقسو عليها ريح.. أو تنجرح بزخَّات المطر.. يفوح منها عِطر.