ثقافة وابداع

اتفاقية تعاون بين “سفيرة الثقافة العربية” و”وزارة الثقافة” و”الألكسو” لإثراء “بوابة النقوش العربية”

كتبت ـ فاطمة شعراوى:

وقّعت الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان السفيرة فوق العادة للثقافة العربية لدىالألكسو، ووزارة الثقافة والشباب، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلومالألكسو،مؤخراً اتفاقية تعاون لجمع أهم مكتشفات النقوش الكتابية في الوطن العربي بهدف إثراء وتوسيع مشروع موقعبوابة النقوش العربية“.

وتأتي هذه الاتفاقية، التي وقّعت افتراضياً، تنفيذاً لقرار الدورة الـ22 من مؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي الذي نظم في الدولة والخاص بالمشروع الثقافي العربي المشترك وتحديداً الجزء المتعلق بمشروع إثراء بوابة النقوش العربية التي أسستها الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان ، ودشنها معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التسامح والتعايش في أبريل 2021 ، ونظرا لما لهذا المشروع من أهمية في توثيق أحد مكونات التراث الثقافي بالبلدان العربية وإتاحته لكل الدارسين والباحثين والمهتمين بهذا الصنف من التراث المكتوب، تم الاتفاق على إثراء البوابة من قبل جميع الدول العربية ممثلة في وزارات الثقافة والسياحة التابعة لها.

تسعى اتفاقية التعاون بين المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم واللجنة الوطنية الإماراتية للتربية والثقافة والعلوم لدعم وإثراء موقعبوابة التقوش العربية” www.aip.aeالذي يعدّ أحد أهم المواقع الإلكترونية في المنطقة العربية المعني في الحفاظ على أبرز وجوه التراث الثقافي العربي وهي النقوش والكتابات الصخرية من مختلف البلاد العربية، ودعوة خبراء من الدول العربية لإثراء الموقع بالمزيد من المعلومات ذات الصلة.

استهلت مراسم توقيع الاتفاقية بتقديم كلمة الأستاذ الدكتور محمد ولد أعمرمدير عام المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلومالألكسووجه خلالها دعوة لدول الوطن العربي فقال :أغتنم هذه الفرصة لتوجيه الدعوة إلى كل البلدان العربية للتعاون مع الفريق التنفيذي لهذه الاتفاقية لما لها من أهمية في توثيق أحد مكونات التراث الثقافي بالبلدان العربية وإتاحته لكل الدارسين والباحثين والمهتمين بهذا الصنف من التراث المكتوب.

وفي بداية الكلمة قال: أتقدّم بجزيل الشكر إلى دولة الإمارات العربية المتحدة مُمثّلةً في وزارة الثقافة والشباب والشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان سفيرة الألكسو فوق العادة للثقافة العربية على دعمهم المتواصل للمنظّمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.

وأضاف: وما توقيع هذه الاتفاقية إلا خير دليل على استمرارية هذا التعاون ونجاعته ، وعلى التفاعل الإيجابي والبناء وما تم توفيره من دعمٍ ، وهو ما من شأنه أن يدعّم العمل العربي المشترك ويساعد المنظّمة على أداء رسالتها إزاء كل الدول العربية دون استثناء.

والاتفاقية الخاصة بتطوير وإثراء بوابة النقوش العربية جاءت ضمن تنفيذ قرارات الدورة 22 لمؤتمر الوزراء المسؤولين عن الشؤون الثقافية في الوطن العربي ،ومواصلة تنفيذ أنشطة سفيرة الألكسو فوق العادة للثقافة العربية.

وأضاف: بهذه المناسبة أتقدم بجزيل الشكر لكامل الفريق التنفيذي للاتفاقية ولكم مني كل التشجيع لإنجاز هذه المبادرات في أفضل الظروف وبالمستوى الذي يليق بمكانة منظمة الألكسو ودورها في تنسيق العمل العربي المشترك بشكل عام، والمحافظة على التراث الثقافي وحمايته في البلدان العربية على وجه الخصوص.

وحول هذه الاتفاقية قال مبارك الناخي، وكيل وزارة الثقافة والشباب: ” يمتلك تاريخنا العربي العديد من العناصر الفريدة والعريقة، فحضارتنا مشبعة بمخزون كبير من المعارف والعلوم وكنوز الفكر التي يجب الاهتمام بها وصونها وبذل المزيد من الجهود من أجل المحافظة عليها باعتبارها الثروة الأهم التي نملكها“.

وتابع:” تكمن أهمية الموقع بكونه بنكاً للمعلومات يقدّم للدارسين والباحثين فرصة مثالية للاطلاع على قاعدة بيانات متكاملة من النقوش الصخرية ذات الأهمية الكبيرة في مجال تمكين اللغة العربية واللغات القديمة، فهذه النقوش تأتي بمثابة السجّل التاريخي والتوثيقي الخالد لهويتنا وانتمائنا العربي، ومرجعاً تاريخياً للغتنا العربية“.

وأضافتترجم هذه الاتفاقية سعي الوزارة لحث جميع الأطراف المعنية لبذل المزيد من الجهود من أجل تعزيز رقمنة المحتوى العربي والحفاظ على هذا الإرث الضخم عبر منصات تصونها وتحافظ عليها من الضياع والتشتت وتسهم في رفع المستوى المعرفي بها سواء للجمهور أو الدارسين على حدّ سواء“.

وبهذه المناسبة ألقى الأستاذ الدكتور محمد الكحلاوي رئيس المجلس العربي للاتحاد العام للآثاريين العرب كلمة قال فيها :” أثمن على هذا المشروع الكبير بوابة النقوش العربية الذي يحفظ للأمة العربية ماضيهاوحاضرها ومستقبلها وأقصد بحفظ ماضيها أي جمع هذه الثروة المهددة بالخطر والاندثار نتيجة عوامل التعرية التي تؤثر سلباً على سلامة تلك النقوش في مواقعها الطبيعية في الجبال والأودية وكذلك العامل البشري الذي يتعامل مع هذه النقوش بالطمس إذا ما ووجدت في منطقة تشهد تطوراً عمرانياً جديداً.

وأضاف : “لهذه النقوش أهمية لحاضر الأمة العربية فهي دلالة مادية واضحة على وحدة الأمة العربية فالأمر لا يتعلق بجمع النقوش فقط بل بالتحليل و تبيان ما تضمنته من أسماء وأسماء لقبائل وعشائر وأحداث تؤكد على وحدة الأمة و حرية التنقل بين أقطارها المختلفة، أما المستقبل فأقصد به الحفاظ على الهوية العربية التي أصبحت مهددة بالخطر نتيجة طوفان التغريب والهجرة المعرفية من الشباب العربي لتراثه الحضاري“.

وأكد أن مشروع بوابة النقوش العربية الذي انطلقت به سفيرة الثقافة العربية نالت به قصب السبق وأصبح اليوم له واقع ملموس وله مكانته على المستوى العربي وأمام الباحثين العرب ليتنافسوا ويتسابقوا في ضوء الجوائز التي أإطلقتها منذ تأسيس الموقع وحملت اسمها ورصدت من أجل تحفيز شباب الآثاريين العرب على جمع هذا التراث المفقود.

وأضاف : هناك بعض التوصيات التي أتمنى أن يؤخذ بها عند بداية العمل وهو استبعاد النقوش التي سبق نشرها والعمل على جمع النقوش من البلدان المهددة بالخطر والتي تشهد صراعات مسلحة لان لهذه البلدان الأولوية الأولى في الحفاظ على ما فيها من تراث مادي قد يكون للأسف الشديد وصلت إليه يد العبث فنستطيع نحن أن نجمع هذا التراث لدراسته وتحليلية، وكذلك أتمنى من القائمين على هذا المشروع العمل على دراسة كافة النقوش من الناحية تحليلية ومعرفة ما بها من دلالات ومضامين لأنها ستكشف العديد وتصوب الكثير من المعلومات التاريخية والحضارية وتكشف اللثام عن المكانة التي كانت عليها الحضارة العربية في أقطارها المختلفة .

ومن الجدير بالذكر أنبوابة النقوش العربية” www.aip.ae تعد بنكاً للمعلومات ومكتبة ومتحفاً إلكترونياً موثِقّ ومتخصص يضم أكثر من 300 نقشاً من أهم وأبرز المكتشفات التاريخية الخاصة بالنقوش الكتابية التي وجدت محفورة على الأحجار والصخور وأشرف على اكتشافها نخبة من العلماء والباحثين من الإمارات ومعظم دول الوطن العربي ، والذي بدوره يتيح فرصة التعرّف على الإرث الثقافي الضخم الذي يعكس الهوية الحضارية العربية.

ويقدم الموقع تجربة تفاعلية افتراضية للزوار حيث يحظى المتصفح بفرصة التجول في معرض افتراضي ثلاثي الأبعاد يتيح للزائرمشاهدة مجموعة من النقوش المنتقاة من ألبوم نقوش الموقع، وذلك بأسلوب تفاعلي باستخدام تقنيات الواقع الافتراضي المعزز.

والموقع مكاناً واحداً متميزاً لكل المهتمين والباحثين في علم الكتابات والنقوش الصخرية العربية، وسيمكنهم الموقع من الاطلاع على صور عالية الجودة لأهم النقوش (المناظر والكتابات)، بالإضافة إلى الرسم الخطي لتسهيل عملية الاطلاع والقراءة لتلك النقوش وذلك بطريقة سهلة وتفاعلية.كما أن الموقع يتيح فرصة للاطلاع على معلومات عن طبيعة الأماكن التي عثر فيها على هذه النقوش.

وقد تم رفد البوابة بمجموعة جديدة من النقوش العربية للباحثين الفائزين بجوائز المجلس العربي للاتحاد العام للآثاريين العرب في مجال النقوش والكتابات العربية على الصخور،والمقدمة من الشيخة اليازية بنت نهيان آل نهيان خلال المؤتمرالدولي للمجلس العربي على مدار دورتين متتاليتن، وهي أول جائزة بالمجلس وعلى مستوى الدول العربية في تخصص النقوش والكتابات العربية علي الصخور والأحجار، وتهدف هذه الجوائز إلى تشجيع الباحثين على أعمال المسح الميدانى لمواقع النقوش الصخرية فى أى مكان في بلدان العالم العربى، ورصد وجمع أهم الإكتشافات الخاصة بالنقوش والكتابات العربية على الصخور والأحجار.

زر الذهاب إلى الأعلى
Chat Icon