مقالات الرأى

وفاء بكرى تكتب : “زرعة أيدينا” فوق السطوح

منذ عدة أيام وكعادة مواقع التواصل الاجتماعى أو “السوشيال ميديا”، التي يعاد فيها نشر القضايا القديمة، فقد تم إعادة نشر قضية مثيرة، خاصة بقيام عاطل في إحدى المحافظات، بزرع سطوح بيته بـ” البانجو”، كان هذا منذ سنوات قليلة، لتنطلق التعليقات الساخرة والداعية لاستغلال أسطح بيوتنا في في ظل الغلاء الفاحش، لم يقف الكثيرون عند الجانب الايجابى في هذا الأمر، وهو استغلال ” السطوح” فوق كل بيت بالزراعة وليس بـ” الكراكيب”، وبالطبع لن تكون بزراعة ” البانجو” لا سمح الله، فوفقا لخبراء زراعة الأسطح فإن كل 100 مترا تكفى لإنتاجية فدان كامل، وهناك قرى تحولت بالكامل إلى مثل هذه الزراعة وهى القرى الواقعة بين محافظتى البحيرة والإسكندرية، تخيلوا معى أنه في هذا الغلاء الذى نعانى منه جميعا، وقد قررت حكومتنا دعم زراعة الأسطح، من خلال وزارة الزراعة ومراكزها التابعة، وتقسيط قيمة الزراعات الرأسية التي تصلح فوق أسطح المنازل، تخيلوا وقد تحولت أسطح مبانى القاهرة الكبرى على الأقل وهى الشهيرة بـ” الكراكيب” إلى ” اللون الأخضر”، هنا سنستفيد ” رئة” جديدة لقاهرتنا العظيمة، واستطاع كل بيت توفير ” قوت يومه”، لمن لا يعرف زراعة الأسطح تتيح زراعة الكثير من أنواع الخضروات، وبدلا من السخرية بأننا نستطيع فعل كل شيء داخل بيوتنا، نحول ذلك إلى حقائق بالفعل، ويمكن لمن لا يريد الزراعة أن يكون لديه مزرعة من نوع آخر وهى ” مرزعة سمك بلطى”، فأيضا الـ 100 مترا يمكن معها بناء حوض كبير للسمك البلطى، الذى يتغذى على “العيش الناشف”، جميعها أفكار تدعم الأسر لإنتاج ” قوت يومهم”، وإذا كنا نتخذ الدول الأوروبية مثالا للإرادة والأفكار الخلاقة، فإن دولة مثل بلجيكا تنتج ” الشيكولاتة” عن طريق “البيوت” وليس المصانع، بل أن أغلى أنواع الشيكولاتات عالميا هي المنتجة في ” البيوت”، وهو ما تكرر في دول آسيا أيضا، وإذا كان الانطلاق الأولى عندنا لتوفير احتياجاتنا اليومية، فمن يدرى أن نصبح غدا مصدرين لأنواع من الخضروات والنباتات الطبية والعطرية من ” سطوح بيوتنا”.

زر الذهاب إلى الأعلى