مقالات الرأى

وفاء بكرى تكتب : هكذا فعلها “ماسك”

0:00

3 كلمات وايموجى، كانت كفيلة بتصدر الحضارة المصرية تريند تويتر عالميا، هكذا فعلها إيلون ماسك، مالك تويتر وشركة تسلا، وأحد أكبر وأغنى رجال الأعمال على مستوى العالم، نشر ماسك على حسابه الشخصى فيديو لسرداب داخل معبد دندرة الذى يحوى 3 سراديب تقريبا، وكتب جملة ” الحضارة المصرية القديمة” بجوارها ايموجى “نار” في إشارة إلى ” توهج” حضارتنا القديمة، بالتأكيد نحن لا نحتاج إلى التأكيد على توهج وعظمة حضارتنا المصرية، ولكن نحتاج إلى ” حملة” عالمية، نجذب بها ملايين السائحين مجددا، فإذا كان معبد دندرة يوجد ضمن ” ثلث آثار العالم” التي تقع ما بين قنا والأقصر، قد جذب 7 ملايين مشاهدة حتى الآن، على صفحة إيلون ماسك، فتخيلوا لو قمنا بعمل فيديوهات ترويجية لباقى المعابد داخل الأقصر فقط، فكم ستجذب من مشاهدات ورغبات من عشاق السياحة الثقافية، للوصول إلى مصر خلال الشهرين المقبلين فقط، وهما شهرى الشتاء، والذى تتمتع فيه الأقصر بطقس دافئ ممتع، لقد ظلمنا أنفسنا طوال السنوات الماضية، بعدم وجود فيديوهات ترويجية لكافة معالمنا المصرية، سواء القديمة أو الحديثة، ظلمنا أنفسنا بـ” دعايات سلبية” عبر الكثير من وسائل الاتصال، لا أحد ينكر أن هناك بلدان لديها سلبيات، ولكنها ناجحة للغاية في جذب السياحة إليها، وعلى رأسها ” تركيا”، الغريب أننا دائما ننتظر ” عطايا السماء” دون السعي إليها، فلولا ” تويتة ماسك” لما كنا تحدثنا عن ” معابدنا” ودعوتنا لصاحب تويتر لزيارة مصر، فما الذى يعرقلنا عن دعوة النجوم العالميين لعمل حملات دعائية لمصر، لقد شاهدنا قبل أسابيع قليلة نهائي كأس العالم، وميسى يرتدى العباءة الخليجية، في أكبر دعاية للزى الخليجى، وإذا عدنا لـ”أرشيفنا” من الصور للنجوم العالميين والساسة وغيرهم من المشاهير، الذين زاروا مصر ومعابدها وأهم معالمها، سنجد أن الكثيرون منهم ارتدوا الزى الفرعونى والجلباب المصرى، فلماذا لا نعيد نشر مثل هذه الصور ضمن حملات دعاية جديدة، بفكر مختلف، يناسب الأجيال الحالية ويخاطب العقول الثقافية، مع دعوة المشاهير عالميا، مع ابتعادنا عن تنظيم حفلات عقيمة لا تمثل حضارتنا أو ثقافتنا، كما حدث في زيارة ميسى لمصر قبل سنوات قليلة، الذى فوجئ أنه وسط “حفل غربى” لا يعبر عن البلد الذى يزوره، ولنضع دائما نصب أعيننا أن ” الإغراق في المحلية، هي السبيل إلى العالمية”.

زر الذهاب إلى الأعلى