وزير التموين.. وقاهر الفساد.. هل تصل الرسالة؟
بقلم - الكاتب الصحفي محمد مخلوف، رئيس التحرير التنفيذي
منذ سنوات وتحديداً في بعض العهود البائدة انتشرت على أرض المحروسة حكاية اهل الثقة واهل الخبرة وقد أخذت من عمر المصريين زمنا طويلا، اصبح من السهل ان تجد مديرا فاسدا او جاهلا او مسئولا فى منصب مهم وصل اليه بالمحسوبية على اعناق العشرات من اصحاب الخبرة والمواهب، وكبرت ظاهرة أهل الثقة وامتدت الى ابعد نقطة فى الجهاز الإدارى للدولة ولم يكن غريبا ان يجلس المسئول من اهل الثقة عشرات السنين فى منصبه دون ان يحاسبه احد حيث لا عمل ولا مسئولية ولا أمانة.
امام هذا الشبح الذى يسمى اهل الثقة تسلقت وجوه كثيرة واخذت مناصب لا تستحقها ولم تكتف بفساد مواقعها ولكنها نشرت هذه الصيغة بين المستويات الأدنى فأصبح كل فاسد يختار معه فريقا من الفاسدين والمفسدين، حتى جاء القائد المخلص ، زعيم الأمة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وكانت توجيهاته حاسمة وواضحة للحكومة وللجهات المعنية بالدولة، باختيار المسئولين الذين يتمتعون بالكفاءة والنزاهة والخبرة سواء محلية أو دولية، وهي معادلة يصعب تحقيقها، لكن نظراً لوجود رؤية وارادة حقيقية لدى القيادة السياسية، وجدنا ترجمة ذلك عملياً في الحكومة الجديدة.
ان الثقة شىء مطلوب ولكنها ليست كل المطلوب وإذا تعارضت الثقة مع الكفاءة فلتسقط الثقة لأن المنصب يحتاج من يدير شئون الناس وكم من اصحاب الثقة كانوا سببا فى كوارث كثيرة مدمرة لحقت بهذا الوطن، لكن حاليا نحتاج إلى ” غربلة ” وتنقية للعديد من الوزارات والمؤسسات، وذلك لابد أن يحدث بعد تكليف الحكومة الجديدة بمهامها.
مصر مليئة بالمواهب وهناك العديد من المسئولين من أهل الخبرة والكفاءة يمكن الاستعانة بهم في مناصب مختلفة للاستفادة بخبراتهم، وأذكر أحد هذه الأمثلة، الذي أدى مهمته باخلاص في خدمة الوطن في وزارة الداخلية، اللواء محمد رجائي، الذي خرج للمعاش في حركة الشرطة الأخيرة منذ أسابيع، ويتمتع بخبرة تموينية تفوق ال20 عاماً، وهذا الملف يحتاج إلى أصحاب خبرة، وأتمنى أن يستعين به وزير التموين الجديد الدكتور شريف فاروق، الذي يبحث عن أصحاب الخبرة وأتابع جهوده ونجاحاته اليومية في وزارة التموين، ويلتقي بكل المختصين للاستفادة من مقترحاتهم.
سجل اللواء محمد رجائي، مشرف وحافل بالنجاحات والإنجازات، حيث عمل ضابط مباحث منذ ١٩٩٣ حتي ٢٠٢٤ بالاموال العامه بالقاهرة، وانتدب للعمل بمكتب وزير الداخلية ، كما عمل بالاداره العامه للاعلام والعلاقات خلال وزارة حسن الالفي ومباحث المرافق بالقاهرة ويعتبر صاحب الرقم القياسي حتي تاريخه في ضبط قضايا الرشوه والوحيد في العالم اللي ضبط قضيتين رشوة في يوم واحد بموجب اذونات نيابة وتسجيلات، ويستحق لقب قاهر الفساد، وفي عام ١٩٩٧ عمل رئيس قسم رخص السلاح بسوهاج ومدير لعمليات البحث الجنائي بقنا، ومباحث تموين القاهره ومديرا لتموين القاهره لفتره كبيره وعمل بالاداره العامه لشرطه التموين من رتبه رائد حتي وكيلا للادارة العامة للمكافحة، لم يعمل بمكان الا كان محل اشاده من رؤساءه ومحبه والتفاف حوله مروؤسيه ودائما يعمل للتطوير وتغير شكل منظومه العمل باتباع العلم الحديث ومن خلال خطط مدروسة وومواكبه التقدم العلمي لافاده عمله وترك أثر جيد لمن يخلفه .
يختلف عن العديد من المسئولين من رجال الشرطة بل ويتميز عن الضباط لانه درس السلع ومدي احتياج مصر لها والمنتج المحلي والمستورد وكيفيه احلال بدال وحل الازمات، ولديه دراسات علمية وواقعية يمكن تطبيقها عملياً على أرض الواقع، بما يساهم في ضبط منظومة التموين وهذا توجيه رئيسي من القيادة السياسية في هذا التوقيت وتبذل الحكومة قصارى جهودها لتحقيق هذا الهدف وضبط المنظومة التموينية .. فهل تصل الرسالة لوزير التموين ويستجيب لها؟.