مقالات الرأى
مشيرة موسى تكتب ” الاسفنجة “
فى لحظة تجمع بين الألم وعدم التصديق واللوم وجدتني وانا باكية وبصوت عال … اعلن إيقاف خدمة ” الاسفنجة ” … اللى هى ايه … قولى كلام مفهوم … الاسفنج معروف هو هذا الشئ الرخوى القادر علي امتصاص كل ما ترغب فى مسحه وتنظيفه … وفى حالة قيام انسان بالعمل ك ” اسفنجة ” … علما ان هذه القدرة هى نوع من انواع ” المنح الإلهية ” … يكون لهذا الانسان القدرة على الاستماع وشفط كل السلبيات التى يتلفظها أو ينطقها أو يحكيها انسان اخر يحتاج للمساعدة … يعنى ببساطة القدرة على الصبر والاستماع والتفاعل مع كل الشكاوى الشخصية لأحدهم مرارا وتكرارا … القدرة على طمئنة الطرف الاخر الذى يحتاج للفضفضة فى لحظة غضب أو لحظة ضعف فى قعدة ” طق حنك ” كما يقول اصدقائى … مهمة ” الاسفنجة ” دى هى منحة ربانية … هى مقدرة لا يمكن لشخص ما ان ” يتصنعها ” … هى قيمة إيجابية شخصية مضافة لمن يرضى عنهم الله … هى القدرة على الاحتضان والتهدئة بالنظر فقط ودون اى تلامس جسدى احيانا … وبطبطبة على اليد أو الكتف احيانا … وبحضن كبييييير احيانا أخرى … حسب علاقة هذا الشخص بالشخص ” الاسفنجة ” … هى اذا القدرة ببعض الكلمات البسيطة على إعادة أحدهم إلى حالته الطبيعية او إلى صوابه دون تشنج ليتمكن من أخذ القرار المناسب … وهو ما يعنى فى نهاية الامر أيضا … إن الشخص “الاسفنجة ” لا يأخذ لك قرارك ولكنه فقط بقدرته على الاحتواء والاستماع … يساعدك على امتصاص حالة غضبك الشخصى الداخلى … ثم تحديد المشكلة واخيرا اتخاذ القرار المناسب لظروفك … طيب ماذا لو احتاج هذا الشخص ” الاسفنجة ” المحمل بالكتييير جدااااااااا من الحكايات السلبية إلى الفضفضة … يروح فين أو يحكى لمين … للأسف صعب جدااااااااا … فى هذه الحالة … يفضل الشخص ” الاسفنجة ” القعدة وحيدا امام ميه جارية ” النيل أو البحر ” … ليحكى بدون كلام … فيغسل روحه المتعبة المنهكة المحملة بمشاكل الغير … قد تحتاج الاسفنجة لجلسة أو أكثر لتعود الى طبيعتها … فإذا وجدتم ان طبيعة الشخص الاسفنجة قد بدأت فى التغير … كل ما عليكم عمله هو تركه يحملق فى الميه الجارية … بس خلاص … الحل بسيط جدااااااااا … طيب لما الحل بسيط كده … ليه بأااااه إيقاف خدمة ” الاسفنجة ” … ايوه صحيح … عن اذنكم … انا رايحة اقعد قدام النيل صديقى … هاقول واحكى على كل اللى ضايقني … ادعولي تكون جلسة واحدة بس مش اكتر من كده …