مقالات الرأى

صفوت عباس يكتب : انا… و… أنت. معضله الكون

0:00

.. في افراح البسطاء التي يحييها المزمار البلدي او الفرق الموسيقيه البسيطه عندما يقوم احدهم بتقديم نقوط لفرقه ” الزمرتيه” _هكذا نسميها _ يحلل ماله بارسال تحيه الي نفسه (اناه) بعد تحيه الحاضر والغائب والعريس والعروسه وعموم اهلهم والمعلمين حاضري الفرح المثقله رؤوسهم بفعل البيره وانفاس الحشيش وبنهايه رساله التحيه يقول صاحب النقوط (وانا وانت) مخاطبا رئيس الفرقه ونفسه حتي لايحرمهما من شيء من التحيه، وذلك في اسقاط ماجن الي ان “الانا” حاضره في كل نفس.
.. “انا.. و.. انت” هي جامع الحياه بين البشر ومعضلتها متي واينما حلوا تشخص بقوه حاله الانانيه والبراجماتيه والاستغلال والاحتلال والظالم والمظلوم والقاهر والمقهور والغالب والمغلوب والتنمر بالقول والنظرات واللكمات. وتتراوح مابين انا وانت الي نحن وانتم عندما يكون الفاعل والمفعول به متجاوزا الفرد الي شكل اجتماعي او سياسي كالشله والاسره والجماعه والمجتمع والدوله ومجموعه الدول وكلها اشكال مافوق الفرد لكنها قد تمارس او يمارس عليها فعلا عنوانه بالاساس “انا” في تكريس واضح لاعلاء ذاتي ومصلحتي اولا ومنفعتي هي الاساس وتصدري يجب ان يكون وان اتناول انا حسب التعليم الدارج “وش القفص” كنايه عن الجيد من كل شيء لي او لنا ولياخذ بقيه الكون الغث من الباقي ان بقي، افعال في مجملها هي مايشكل سياسه الكون واقتصاده وانحيازه وجوعه وفقره وغناه ودوله ومليشياته واحلافه واخوانيته وصهيونيته وماسونيته وامبرياليته وليبراليته وماركسيته كلها تفسر وان كانت لجماعات او دول الا انها محموله علي اشتهاء الفرد ورغباته وانانيته الجائره وافكاره فكل الاشكال هذه يتسيدها شخص.. الي هنا ماجديد ف انا و انت نسكن الكون منذ نشأته الجديد ان الانا تتبراء من كل فعلها وفشلها وتعزوه الي هم اي اخرين مع صنع باطل لمظلوميه الفاعل في اطار تشويش كلامي محمول عبر الاثير وعلي اشاره بيانات الهاتف.
في تلك العلاقه عندما تسود الانا وتغلب علي صاحبها لا اعتبار لقيم العدل والانسانيه ولا تعاليم الدين فقط ان اكون ان شبعانا مرتويا حاكما مستغلا وتكون انت طائعا خانعا مستسلما خادما مستكينا مستمعا جيدا وشاربا للكدر والطين.
الاديان كلها في حال كونها نقيه غير مسيسه بفعل بشري او مستخدمه للعبور بها الي منافع او تصدر او حكم ضمنت الاديان شرعا ربانيا يضمن علاقه متوازنه متكافله تقيه نقيه بحيث اكون انا عادلا مع انت غير مستغلا ولا ظالما ولا متطنعا ولا اكلا لحقك او ارضك ولا مقيما نفسي وصيا ومعلما عليك وربما تكون انت الاعلم والاذكي لكن لديك حياءا يمنعك من التنطع والجليطه اولا ويجعلك مجيبا طائعا ويكون لديك دينا يمنعك عن الجور وخلقا وانسانيه تقيم العدل فيك ومنك وعليك فيكفك عن الظلم… اما اهل ال (انا) فمتجردون مما سبق بما يضمن لهم سعه ورغد مع ذنوووب وظلم وظلام..
لو اعتدلت العلاقه بين ( أنا و انت) بكل فئاتهما لن نري مهضوما او كسيرا او منكسرا او منهوبا او محتلا…. تلك دعوه نتوجه بها الي الله فلا سبيل لان يصلحها بشر انانيون.

زر الذهاب إلى الأعلى
اكتب رسالتك هنا
1
تواصل معنا
اهلا بك في بوابة " مصر الآن"