مقالات الرأى

مدحت عطا يكتب : أمراض القلوب الطريق الى الجنة أو النار

للقلوب أمراض مختلفة وما أقصده هنا ليست الأمراض العضوية التى تُعالج بالدواء
أو التدخل الجراحى ولكن الأمراض التى أعنيها هى الأمراض الروحية التى يَعتل بها الإنسان وقد لاينجو منها أبداً عندما يكون القلب منتشر به المرض ولايشعر به المريض وخاصة مرض الجهل والشهوات والشكوك المنتشرين أعراضهم فى كل العصور والأزمنة وهم من أعظم الأمراض ألماً على قلب الإنسان وديننا الحنيف قد وضح لنا معظم هذه الأمراض القلبية عن طريق طبيب القلوب العظيم محمد بن عبد الله رسولنا الصادق والأمين وأيضاً الفقهاء من علماء المسلمين الذين فسروا وأضافوا إلى هذا الموضوع الكثير والكثير من أنواعها وأعراضها وأسبابها وعلاجها…!!!
ومن أعظم أمراض القلوب هو الشرك بالله وهو من أكبر الكبائر أى عدم أعتراف المريض بوجود الله من الأصل وإيمانه بأشياء غربية تضر ولاتنفع مثل عبدة البقر من المجوس فى الهند وعبدة القرود فى بعض الدول الأفريقية وعبدة الشمس والقمر فى الأزمنة الغابرة ومن الواضح أن هؤلاء المرضى من بنى البشر لايملكون عقول أو قلوب يفكرون بها لأنهم يقلدون ماسبقوهم من أجدادهم بالفطرة الكافرة والبيئة التى يعيشون فيها لها دور كبير فى هذا الكُفر البين والمريض…!!!
وبلا شك أن بعض المسلمين وهم مسلمون إسماً يعتلون بهذا المرض اللعين ويظهر ذلك فى جميع تصرفاتهم الحياتيه سواء بقصد أو دونه فهم يدخلون فى إطار هذا الشرك العظيم والأمثلة كثيرة أمامنا من أصحاب الشهرة والمال والنتيجة معروفة لهذا المرض وهو جهنم وبئس المصير حيث قال تعالى “إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ” وقال سبحانه “إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ”وقال تعالى”إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ” والآيات فى ذلك كثيرة فمن أشرك بالله ثم مات مُشركا فهو كافر من أصحاب النار قطعاً كما دلت الآيات على ذلك أم من تاب من الشرك قبل موته فإن الله تعالى يتوب عليه لأنه هو التواب الرحيم سبحانه وتعالى وعز وجل قال جل شأنه “قُلْ يَاعِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا”
وفى حديث أبى بَكرة نُفيع بن الحارث قال رسول الله صل الله عليه وسلم” ألا أنبئكم بأكبر الكبائر قلنا بلى يارسول الله قال الإشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئاً فجلس فقال ألا وقول الزور وشهادة الزور ألا وقول الزور فما زال يكررها حتى قلنا ليته يسكت”
ومن أمراض القلوب المنتشرة هذا العصر أيضاً “الزَيغ” ويعنى الميل عن الهُدى والأستقامة والأنحراف عنها إلى غيرها من وجوه الضلالة والعصيان ومن الشاهد أن هذا المرض يملأ قلوب بعض البشر وخاصة بعد ظهور الوسائل الترفيهية الحديثه التى ساعدت تماماً إلى جنوح القلوب عن طريق الهدى والحلال…!!!
وهناك مرض اخر هو “قسوة القلب”والتى تبتعد بالمؤمن المخلص لربّه عن الإيمان الحقيقى المفترض أن يتحلّى به إذ لا يمكن أن تجتمع قسوة القلب مع الإيمان فى فؤاد واحد ولا يمكن لإيمانٍ فعلى ألا ينظّف القلب ويهذّبه من قسوته.!
يقول أبو هريرة رضى الله عنه”القلب مَلك والأعضاء جنوده فإذا طاب الملك طابت جنوده وإذا خبث القلب خبثت جنوده”
فلتعلم عزيزى القارئ بأن الذنوب والمعاصى لها الدور الأكبر فى إفساد القلب وضلاله وتربع الشيطان داخله دون مزحزح…!!!
ومن الأمراض الشهيرة أيضاً التحزب لغير الحق ويعنى ببساطة هو تأييد الباطل بكل أشكاله وأنواعه ويظهر هذا فى كل مناحى الحياة من المجتمعات الاسرية والوظيفية…!!!
فأمراض القلوب كثيرة ومتنوعة ولايتسع هذا المقال لسردها أو شرحها فهى تحتاج للكثير من المقالات…!!!
و بلاشكّ بأنّ لأمراض القلوب أسبابٌ منها الفتن التى تُعرض على القلوب فإن رفضها القلب فاز وأفلح وإلّا خاب وأنتكس ومن الأسباب كذلك الشهوات والمعاصى والانشغال بالدنيا وملذاتها والغفلة عن ذكر الله واتّباع الهوى والشُبهات وأكل ماحرّم الله من الربا والرشوة وغير ذلك من موبقات هذا الزمن…!!!
والعلاج لهذه الأمراض واضح تماماً وهو القرآن الكريم فهو شفاء لمن فى الصدور من الشك ودنس الكفر وغيرها من العلل وأيضاً الأعمال الصالحة والاستغفار والتوبة النصوح هى شفاءاً أيضاً من بعض هذه الأمراض وأخيراً فإن أمراض القلوب لها طريقان طريق إلى النار وطريق إلى الجنة ولكن بعد أن تكون تعافت من مرضها…!!!
إلى مقالة أخرى دمتم بخير وسعادة

زر الذهاب إلى الأعلى