محمد أمين المصري يكتب : الرد الإيراني المنتظر
ربما يعتقد الإسرائيليون أنهم حققوا انجازا عسكريا باغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، وبغض النظر عن تفاصيل الواقعة، فالأهم في الوقت الراهن هو تداعيات ما بعدها.
تتحمل إيران المسئولية الأكبر عن الاغتيال، فهي أخفقت في حماية ضيوفها، ولم يستطع أمنها منع اغتيال ضيف أجنبي يفترض أن يكون تحت حراسة مشددة، وبما أنه مسئولا حماسيا بحجم هنية فيجب احاطة مقر اقامته بسرية شديدة مع تكثيف حراسته. لكن الأمن الإيراني (المخترق من الموساد) أخفق في القيام بمهامه، مما سهل للموساد تنفيذ عمليته القذرة. في حين نجح الملك حسين عاهل الأردن الراحل في حماية خالد مشعل الرئيس السابق لحماس عندما حاول الموساد تسميمه في عمان عام ١٩٩٧.
لم تقدم إيران تفسيرا واضحا حتى الآن لكيفية اغتيال هنية رغم مرور اكثر من اسبوع على الواقعة ؟ في حين صرحت قياداتها (المرشد الأعلى ورئيس الجمهورية الجديد) بلهجة تصعيدية تجاه إسرائيل ” سيكون الرد قاسيا بما يتوازى مع عملية الاغتيال). ربما ننتظر طويلا الرد الإيراني الفعلي على الواقعة المؤسفة، وطالما كانت إيران مفعولا به في هجمات إسرائيلية كثيرة ( حوادث اغتيال قيادات وعسكريين بالحرس الثوري وعلماء نوويين وغيرهم) ولم ترد حتى يومنا الراهن.
ويتوقف الرد الإيراني على جملة معتادة “سنحدد موعد ومكان الرد..ولن يجرنا أحد أو جهة لحرب لم نحدد موعدها”. وإذا تحدثنا عن الرد المتوقع، فلن يخرج عن بضعة صواريخ وطائرات مسيرة تنطلق من أراضي إيرانية نحو إسرائيل التي ستوقف مفعولها جميعها كما حدث في إبريل الماضي عندما أعلنت طهران الانتقام من هجوم إسرائيل على القنصلية الإيرانية في دمشق، واكتفت إيران بإطلاق المسيرات ولم تتوسع دائرة الاشتباكات بين تل أبيب وطهران، فالأمر جرى وكأنه متفق عليه بين العاصمتين بتدخل أمريكي مباشر.
أمر متوقع أخر هو أن تطلق إيران العنان لمحور المقاومة في العراق ولبنان واليمن لإطلاق صواريخ ومسيرات، بهدف إقلاق إسرائيل وليس إصابتها في مقتل، وربما يساعدها في هذا مقتل فؤاد شكر القيادي البارزفي حزب الله الذي اغتالته إسرائيل قبل أيام.
الأمر المثير للاستغراب هو تصريح وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن “سنستمر في دعم الدفاع عن إسرائيل إذا تعرضت لهجوم”..ويبدو أن أوستن لم يدر بعد ما فعلته إسرائيل في الإقليم من قتل وسفك الدماء وحرب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين.