مقالات الرأى

صفوت عباس يكتب : (١٩٨٠ _ ٢٠٢٤ عقود السقوط ومنجم العِبر)

0:00

فتره اظنها حرجه من عمر الزمان شهدت تغيرات شبه مذهله عما قبلها الذي اتسم بقدر كبير من الثبات او التطور الرتيب وشملت الحدود والافكار وفناء كيانات فكريه او جغرافيه او سياسيه.
بعض ممن يعيش حولنا وعي جيدا لايام الملكيه وبعدها الجمهوريه بايام عبد الناصر و السادات ثم مبارك رحمهم الله ثم مرحله انتقاليه ثم ( سنه) جمهوريه الاخوان البائده لا ردها الله ثم الجمهوريه الجديده.. ولفظ جمهوريه وجمهوريه يطلق علي حقبه نظام بمرجعيه فكريه وسياسية وربما انماط مختلفه في السياسه والاداره والحكم.
لا اعني بفترات ماقبل مبارك فشهاده مسموعه او مقروءه لن تكون بقوه مارأت العين حتي لو كانت رؤيه بزاويه قاصره او عليها خلاف.
لكن اغلبنا عاش بوعيه لايام مبارك الطويله ١٩٨١ _ ٢٠١١ والتي اتت بعد ايام السادات الذي اغتالته يد آثمه لافكار الدين السياسي والتي شهدت تحولات من امتداد طبيعي ولو باختلاف قليل في اولها عن ايام السادات الي اختلاف كلي بنظام يدير دوله بالتساهيل وبالدارج ( اللي يحب النبي زقه) مع تغول لفئات سياسيه اقترنت بالحكم من خلال حزب مسيطر (الحزب الوطني) الذي سيطر علي التشريع والاداره وبجيوب فساد اقتصادي مرير وخلالها صعد الاخوان للواجهه في برلمان ٢٠٠٠ وصعدوا اكثر وبشده في برلمان ٢٠٠٥ ومابعده وبدوا حراكا صريح او مستتر لعوده كامله للحياه السياسيه وان كانت بوادر عودتهم كانت بايام السادات عبر تخفيف القيود عليهم وعوده مجله الدعوه ايام المرشد عمر التلمساني ١٩٧٦ ونجاح اول نائب لهم “صلاح ابو اسماعيل” وترشحههم في ٨٤ و٨٧ عبر خلاياهم علي قوائم حزبي العمل والاحرار عبر موائمه سياسيه مقصوده في الاخير . انتهت ايام مبارك في ٢٠١١ وكان ماقبلها احداث هادئه الكل يمارس حياته حسب ماتريد الحياه لكن حدث احتقان بعد انتخابات ٢٠١٠ والتي شهدت فعلا تزويرا فاضحا اقصي الجميع ممن لاينتمون للحزب الوطني وبسابقه فريده في اداره المعركه الانتخابيه بجعل مرشحي الحزب الوطني يتنافسون علي المقعد الواحد وبكوته المرأه التي اقتصرت علي الحزب وكانت النتيجه هي الوتر الذي عزف عليه بقوه لتشتعل احداث يناير ٢٠١١ مع حزمه شعارات اشهرها (عيش.. حريه.. كرامه انسانيه) صاغها صناع شعارات الاخوان لالهاب مشاعر البسطاء الذين اندفعوا للميادين ليجربوا الثورة.
كان الوضع الاقليمي قبلها قد اسقط العراق التي كانت حاضره العرب والدنيا_سقطت _ مبكرا وبعده تونس التي استفاقت سريعا ثم ليبيا التي مازالت تئن تحت وطأه سقوطها للان وبيناير ٢٠١١ اكتمل الامر بسقوط نظام مبارك. وان احتفظت مصر بتماسكها وروحها بلطف الله الذي قيض جيشها ليقيل عثرتها التي كلنت مقصوده في خضم الربيع العربي المخطط امريكيا.
وكان الوضع الدولي يشهد هيمنه القطب الاوحد امريكا كل يتوائم معها بطريقته وتسير ايضا امور الكون برتابه محتمله وذلك بعد سقوط القطب الثاني الاتحاد السوفيتي ١٩٩١ بفعل سياسات جورباتشوف بإصلاحاته عرفت باسم البريسترويكا والجلاسنوسيت (إعادة البناء والهيكلة مع انفتاح وحرية التعبير) وذهب الاتحاد السوفيتي بعد ان اهلكته الشيوعيه الصماء وان كان بقائه قائدا لحلف وارسو يضمن شيئ من التوازن في الكون الذي انفردت به امريكا ، في ١٩٨٩ سقطت افغانستان بعد نهايه الاحتلال السوفيتي وانهيار النظام الشيوعي بكابول وبعده يوغوسلافيا ١٩٩٢ الي دول صربيا وكرواتيا والبوسنه ومقدونيا وضاعت ايام” تيتو” احد رواد عدم الانحياز، الا ان الوضع بعدها اقليميا اخرج سوريا واليمن ولبنان من دائره الاستقرار فتاثر الاقليم ومنه نحن بهذا ودوليا تحرشت امريكا بالصين اقتصاديا ثم اتت كورونا التي جعلت الكون علي حافه الفناء ومرت بلطف الله ثم اشتعل شمال الكون بحرب لايعرف العامه تبريرها ولا منطقا اسبابها بحرب طويله بين روسيا واوكرانيا او بالاصح بين بقايا معسكر الشرق ومعسكر الغرب (الناتو) والتي باي حال أزْمت حياه القاصي والداني من الكون ومازالت رحاها تدور للان. ثم كان موخرا حرب اسرائيل وحماس التي اربكت الكون وبكي بسطاء الناس علي الم الضحايا والركام والحطام والجوع وخرج باب المندب جزئيا من الخدمه وقصفت اذرع ايران اسرائيل ومثلت ايران تمثيليه قصف ايضا وربما تعد الان لتمثيليه جديده قد لاتتم خشيه ان تهلكها حاملات الطائرات الامريكيه التي تمركزت بالمنطقه، الفتره شهدت زوال لحد كبير للشيوعيه كفكر وللاشتراكيه الصريحه كنظام اقتصادي وحاله الوحده السياسيه الوحيده التي تمت في مايقرب من نصف قرن من احداث السقوط هو توحد شطري المانيا ١٩٩٠ الي المانيا الاتحاديه القويه وذلك ربما لقوه الجانب الغربي ونقاء عنصري الشطرين وربما لان الشطر الشرقي عاني بلاده افكار الشموليه الصماء واستفاق اهله الي ضروره الانضمام لبني جلدتهم وظهرت اليورو كعمله موحده لاغلب اوربا كشكل توحد اقتصادي جيد وظهرت مؤخرا مجموعه بريكس كنمط مالي يكافح تغول الدولار _لكنه لم يفعل _ وهو بالتاكيد اتحاد جيد لو استطاع.
الشاهد والمفيد من سرد مسهب للتغيير المحلي وايجاز التغيرات الاقليميه والدوليه هو المقارنه لصعود الجماعات السياسيه وهبوطها وتاثير صعود عنصر كالاخوان بافكارهم المغلقه من ايام السادات الي ان ازاحهم فشلهم وسيئ منطقهم في الاداره السياسيه وانانيتهم التي كرست رايا عاما غضب عليهم وكرههم وكان سببا في تعجيل فنائهم السياسي في مصر ثم كيف ساهمت جماعات الاسلام السياسي والمذهبيه الاسلاميه في سقوط الاتحادات والدول لو قرأنا الاسباب سنجد ان تعدد الاعراق والاداره السياسيه بالمحاصصه وبلاده الاداره الاشتراكيه للسياسه والاقتصاد وتكريس احتكار الاحزاب والجماعات للسلطه وسياسات الاقصاء كانت سببا اساسيا في فركشه مشاهد البقاء والاتحاد علاوه علي ان امريكا حاضره في المقدمه او خلفيات صراع افضي للسقوط سواء بدعم الساقط او التحريض عليه او التخلي عنه وان نظم الحكم القائمه علي فروع محتل اجنبي كالملكيه في مصر او نظم تدين بالولاء للغير كنظام افغانستان حتما ستزول،
والعنصر الاكثر في مقارناتنا هو سيول الاخبار والاراء التي انهمرت علي رؤوس الناس مع انتشار واسع للسوشيال ميديا والبث الفضائي الذي يحمل الحقيقه والتضليل في ان واحد وفرز الحق من الباطل فيه يحتاج لوعي عظيم ومكلف ومرهق الامر الذي جعل الناس تركن للحيره والقلق علي امنهم ومعاشهم ومستقبلهم في خضم تعرضهم لبث لايرحمهم ويحرضهم بقصد ويحاول استقطابهم الامر الذي يخلص منه العقلاء الي ان جهل بحيز قله المعلومات ارحم من تشويش وفره وصخب يورث لا استقرار نفسي ويغرقهم في تفاصيل مضلله او منحرفه وعليه يكون الافضل براي كثيرين هو ان لا عين تري ولا قلب يحزن مادامت امانه الكلمه ضائعه وخلايا المحرضين تتربص بهم.
والدرس والعبره التي ستبقي لبقاء اي دوله هو تماسك بنيتها وانها كدوله يجب ان تكون للجميع وفوق الجميع واقصاء الانظمه المغلقه للاداره والاقتصاد واعتماد التطور والمشاركه فيها مع نسف مبداء الاداره بالتساهيل ونسف فساد الاستئثار والقرب من مراكز السلطه وتمكين الشعوب اقتصاديا حتي تعول نفسها ولاتكون عاله ترهل اقتصاد وطنه ولا تهلكه، عبر كثيره اتت في احداث نصف قرن فهل من معتبر.

زر الذهاب إلى الأعلى