مقالات الرأى

الدكتورة حنان عيد تكتب: (البحث في صناديق الأعماق!)

0:00

دائماً يتبقى في الأعماق أكثر مما يظهر ونراه . فكلما يُظلم أمامنا الطريق نرحل إلى أعماق النفس لنستخرج من الصندوق مكنونات تضئ لنا دروب الحياة .
إليك يامن أعياك تعب الحياة وأفسدت روحك خيبات الأمل .

وضاع شغفك لتستمر بسبب حاقد أو حسود أو كاره عليك بتركه وخسارته لتربح نفسك . ولا تعطيه قيمة على حساب حياتك بل أتركه وأذهب إلى الصندوق الذي يمكث في أعماقك وأخرج منه كل جميل وثمين لم تدرك قيمته إلا بعد فقدانه .

من شخص أو مكان أو لقاء أو صلاة أو عبادة أو بسمه أو ذكرى أو كلمة تنطق بالأحساس. وعاود ترتيب نفسك وما يمكث بأعماقك .
وأفصح بلسانك لأن غياب الكلمات كغياب البشر عن الحياة فبعض المشاعر لا تتكرر . كالعناوين التي لا تتغير والماء الذي لا يتعكر .
وأجعل لصمتك صدى صوت يتحدث قبل إنتهاء الأيام . وتذكر أنك قد تلتقي بأرواح ولا يُكتب لك رؤية ملامحها .
وتهيم حباً بكلمات دون أن تعرف كاتبها . وقد نؤازر عيون لم تراها أعيننا !
ونفرح بقلوب كم أسعدتنا لمجرد سماعنا لدقات مشاعرها . وكن عابراً لمتاهات الحياة ولا تيأس مرة بظاهرك ومره بالصندوق الذي يمكث في أعماقك .

وإلتزم الصمت عندما تشعر أن الحروف تعجز عن إستيعاب إنفعالاتك
. ولكن لا تتقن الصمت حتى لا يحمِّلوك وزر نواياهم ونواياك . وتواضع كنجم البحر .
فرغم أنه نجماً في البحر إلا أنه رضي بأن يعيش في القاع . ودائماً إعطي المكانة الأولى لله .
حتى تأخذ باقي الأشياء مكانها الصحيح

زر الذهاب إلى الأعلى