مقالات الرأى

أحمد فرغلي رضوان يكتب: مزاد الألقاب يصل إلى الأمم

0:00

فجأة و دون سابق إنذار وجدت السوشيال ميديا انقلبت سوقا للألقاب منتشرا في أرجاء الوطن العربي وكأنه سوق عكاظ وتحديدا كان المزاد حول الألقاب في عالم الغناء العربي بين عدد من المطربات ، هي ليست قصة جديدة ولكنها تتكرر على فترات وربما صداها هذه المرة هو الأكبر.
يشتعل على فترات مزاد الألقاب بين المعجبين بمباركة غير مباشرة من الفنانين أنفسهم،  تبدو الألقاب صفة ملازمة للنجوم منذ قديم الأزل ربما أشهرها في تاريخ الفني العربي ألقاب لا خلاف عليها تقريبا ولم يثار جدل حولها أشهرها ، لقب كوكب الشرق من نصيب أم كلثوم والعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ وسيدة الشاشة العربية فاتن حمامة والزعيم عادل إمام .
وبين تلك الألقاب ظهرت أيضا القاب أخرى كانت تفاجيء الجمهور وتكتب قبل أسماء النجوم على أفيشات الأفلام أو بوسترات المطربين ، فعرف الجمهور ألقابا مثل السندريلا، وحش الشاشة، نجمة الجماهير ، نجمة مصر الأولى، أمير الغناء العربي، الشحرورة وصولا للهضبة!
وبالطبع هناك ألقابا كثيرة كانت وراءها حكايات ما بين كاتب صحفي هو من قرر إطلاق اللقب في مقال له أو منتج قرر منحه لبطلته أو فنان قرر أن يسند لنفسه اللقب وهكذا كانت الألقاب وحكايتها في الماضي ولكن اللافت لم يكن الخلاف موجودا بحجم تلك الفترة، كانت المنافسة في الألقاب لا تتوقف عند لقب واحد، نجد فنانة تطلق على نفسها لقبا فتبحث أخرى عن لقب مغاير تنافس به وهكذا .
ولكن المثير للدهشة أخر ما وصل إليه سوق عكاظ للألقاب كان لقب “صوت الأمم” من إحدى المجلات ومنحوه للمطربة أصالة ولا أعرف هنا ما هي معايير الاختيار التي استندوا عليها ! ومن هم الأمم والشعوب التي صوتت على اللقب هل المقصود الأمم العربية ولا الإفريقية ولا الآسيوية  !؟
اللقب بدا وكأن المقصود به أن يعلوا على جميع الألقاب السابقة  فجاء بهذه المبالغة، أنا لست صوت بلد ولا أمة بل صوت جميع الأمم مثل الأمم المتحدة !
وهو لقب غير “لطيف فنيا” وبه سوء اختيار وكان مثيرا للسخرية كثيرا ولا يزال ، مثلا لو كان اللقب صوت المشاعر أو صوت الحب أو صوت سوريا جميعها ألقابا تبدو مقبولة ولكن صوت الأمم به مبالغة شديدة وغير مقبولة يا صولا مع كل التقدير والحب لصوتك وأغنياتك.
من المؤكد لن يتوقف مزاد أو سوق عكاظ للألقاب عند هذا الحد وسنجد ألقابا أخرى جديدة تظهر كل فترة.
أما بالنسبة للقب صوت مصر سيظل هو الأكثر جدلا ،لأن الصراع بين ثلاث مطربات لهم جمهور وشعبية كبيرة في مصر والوطن العربي والمعجبين يواصلون بلا كلل ولا ملل الحديث عن أحقية صوت مصر من تكون أنغام أو شيرين أو آمال ! يوميا أتابع على وسائل التواصل الاجتماعي أحاديث بين جمهور المطربات الثلاثة حول اللقب!!
ولكن يبدو أن انغام تحاول الاستحواذ على اللقب حيث وصل الحال أن ألبومها الأخير كان من إنتاج شركة أطلق عليها “صوت مصر” ويتردد أنها شركة أنغام الخاصة ،وهي إشارة لاقتناعها بأنها صوت مصر ولا تقبل أن يقاسمها أحد اللقب.
هي تستند على التاريخ وهو في صالحها لامتداد مشوارها وأرشيفها الغنائي لسنوات، نحو ثلاثين عاما منذ ألبومها الأول وهي الأكثر استقرار على مستوى الإنتاج المتواصل.
مثلا شيرين لا تزال تعيش فترة عدم استقرار فني منذ سنوات! والبومها الأخير صدر ومعه جملة مشكلات ! ولا تزال في حالة من التخبط في قراراتها.
وآمال ماهر هناك شيء ما ناقص في عودتها ! التوهج ليس كالماضي رغم الإحتفاء بها في الحفلات الخارجية!، هي تحاول أن تعود إلى نفسها قبل جمهورها ما حدث معها كان كثيرا جدا وعطلها.
في كل الأحوال لقب صوت مصر أطلق على أكثر من مطربة في الماضي وأشهرها كان على شادية عقب غنائها الأغنيات الوطنية في حفلات رسمية بمناسبة عودة طابا.
هل تفاجئنا إحدى المطربات باتخاذها لقبا جديدا أكثر خصوصية مثل “صوت النيل ، أميرة الغناء” وتخرج من الصراع حول لقب صوت مصر أم يظل قائما إلى ما لا نهاية ؟

زر الذهاب إلى الأعلى