مقالات الرأى

صفوت عباس يكتب : (دين سياسي.. صعود بتسويق الجوع والجنه.. وسقوط ببيوع باطله).

0:00

.. الخوض في السياق التاريخي للاصول و النشأة لحركات الدين السياسي يضعنا في دائره جدل عقيم بين انصار هذا التيار الذين يقولون انه الاصل والفروع وبين غيرهم الذين يرونه شكلا مصنوعا للصعود السياسي عبر تسويق قيم دينيه اهمها العدل والتكافل ماتلبث ان تصبح سرابا عندما يصل مدعوها الي سده الحكم، كما تعطي فرصه لاتهام جديد بالعلمانيه حيث يسوقها انصار التيار علي انها كفر صريح وفي المقابل يعفي معارضوهم انفسهم من مجرد التفكير في جدالهم باعتبارهم له انه بلا طائل.(والشاهد الاهم المعاصر ان الغرب كله بقياده امريكا قد اوعز وساند ودعم واوي واستغل وكرس لاحياء وتفعيل جماعات الدين السياسي وخصوصا في الشرق الوسط وربما اكتوي الساحر بسحره وان حقق اغراض له من خلالها)
.. قائد احدي الدول الكبري والمؤثره في الشرق الاوسط صرح مؤخرا ان بلاده انجرت في سياق المحاوله الامريكيه لكبح التمدد السوفيتي في اسيا عبر احتلال افغانستان فتكونت ودُعِمت واُعيد احياء جماعات جهاديه سلفيه في اغلب دول محيطها العربي فتكون (الافغان العرب) الذين دعموا الحركه الشبيهه لهم (طالبان) ليرحل الاتحاد السوفيتي _الدعم الغربي كان حاضرا بقوه_وتسقط حتي الان افغانستان وطالبان مسجله اول نموذج فشل في اداره الدوله وتكريس انقسامها ورجعيتها وعزلها !!، وعاد الافغان العرب للشرق الاوسط محمولين وحاملين لفكره نجاح الجهاديه في افغانستان وساعين لتطبيقها في الشرق الاوسط ليس علي محتل بل علي انظمه الحكم في دولهم التي يعتبرونها علمانيه كافره فكانت حركات السلفيه الجهاديه في مصر وارهابها ضد الدوله ومواطنيهم المسيحيين والسياح. _وقد اجرت هذه الدوله مراجعات لهذه الافكار والانماط الحياتيه والثقافيه الملازمه والناتجه عنها فظهر شكلا جديدا من الحياه شمل كل الجوانب والسلوكيات بغيه التحرر من ظلام الانغلاق _.
.. المذهبيه الاسلاميه (شيعه وسنه) لم تكن حتي بعد انتقال نبي الاسلام سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم وحتي نهايه خلافه عثمان بن عفان رضي الله عنه وولايه علي كرم الله وجهه فاستعرت نار الشيعه ولامجال للخوض في جذورها وان كان الامام علي كرم الله وجهه وبنيه الحسن والحسين رضي الله عنهما براء من فعل من تشيعوا لهم.
.. حتي قيام الجمهوريه الاسلاميه بايران علي نظريه (ولايه الفقيه) التي دشنها الخوميني ١٩٧٩
لتنهي حكم الشاه محمد رضا بهلوي والذي انجز تقدما علميا وانتعاشا اقتصاديا وعلاقات متوازنه مع الجيران العرب ودعما حقيقيا في نصر اكتوبر ٧٣ وكانت وفاته بمصر التي استضافته بعد ان اغلقت كل الدنيا ابوابها في وجهه في دراما ليس مجالها الان وابرز معالمها تخلي امربكا عنه لحل ازمه رهائنها بسفارتها المقتحمه في ايران.
.. شمل مشروع الخوميني العمل علي المد الشيعي واحياء العناصر الشيعيه في اماكن وجودها في العراق والخليج واليمن وسوريا ولبنان فتشكلت كيانات حزب الله في لبنان وانصار الله في اليمن وبذور الحشد الشعبي في العراق لتشكل اذرع عسكريه وسياسيه خاضعه لإيران وممثلا عنها في بلادها واخيرا استقطبت ايران حركه المقاومه الاسلاميه (حماس) فساهمت اذرع ايران في اسقاط اليمن وسوريا ولبنان ودمرت غزه وجنوب لبنان وجعلت العراق كيان دوله هشه وبالاخير استطاعت اسرائيل ان تلتهم قيادات تلك الجماعات في غزه وضاحيه بيروت وقتل هنيه في قلب ايران وبفعل مخابراتي قبل العسكري مكنهم من معرفه المخابئ والمخازن عبر خيانات وعمالات وحتي تكتمل الحكايه جزئيا نفذت اسرائيل فجر٢٦/ ١٠ ضربه بشكل مسرحي علي ايران وربما ترد ايران عليها او لا.. والشاهد سقوط تجربه دين سياسي اخري بفعل فشل القائمين عليها او فشل الفكره بالاساس.
.. الاخوان المسلمين من ١٩٢٨ يسعون للتمكن السياسي عبر الدين مع تطبيق افعال ليست من الدين كالمداهنه والكذب والاغتيال الامر الذي توائموا به مع الملك والانجليز والقوي الوطنيه من احزاب الحكم في تناقض فج الي ان اتت ثوره ١٩٥٢ فاظهروا دعما وخبئوا شروطا للصعود فكان ان اقصاهم المرحوم جمال عبد الناصر اتقاءا ومعرفه بالاعيبهم فانتشروا شرقا الي ان عادوا بموائمات وتدبير امريكي ايام الرئيس السادات واخترقوا احزاب قائمه وتمكنوا قليلا عبر برلمانات زمن حسني مبارك وكانوا سببا في اسقاط نظامه في ٢٠١١ ودانت لهم الدنيا فحكموا مصر في٢٠١٢ ليقدموا عاما من السقوط بالاستئثار والانكار والاقصاء والفشل في إدارة الدوله فذهبوا الي لارجعه باذن الله مكرسين ان شعاراتهم (نحمل الخير لمصر) و (عيش حريه عداله اجتماعيه) ماهي الا تسويق للجوع ببيع باطل.
.. في السودان سقط حكم البشير الاخواني لكن بقايا حكمه واخطائه التي صعدت بحميدتي مازالت تكرس لقتال بالسودان شرد اهله وبدد وحدته. وفي ليبيا كرس الاخوان انقساما يفشل الدوله.
.. في تونس صعد الاخوان بعد بن علي عبر اليساري المرزوقي ولو صدقوا ما اتفقوا لفروض اختلاف الافكار وسقطوا بالمرزوقي كتجربه فشل مازال يكافح الرئيس قيس سعيد لانهائها تماما
.. في القرون الوسطي باوروبا سيطرت الكنيسه علي كل شيء حتي الحكم والملوك عبر رجال الدين وباعت للناس الوهم والحقيقه حتي صكوك الغفران وقادت اوروبا الي الحروب الصليبيه التي انتهت بانتصار صلاح الدين الأيوبي عليهم وتحرير بيت المقدس وبسبب سيطره الكنيسه سميت تلك الفتره بعصور الظلام في اوروبا.
..الصهيونيه حرك سياسي حملت علي الديانه اليهوديه فاوجدت اسرائيل التي تكدر صفو العالم والتي تسيطر علي امربكا بجيوب اليهود فيها وتشكل حاكمها وسياساتها، وفي المقابل لو تخلي الغرب علي اسرائيل ستنتهي في معركه واحده من معاركها الكثيره لتوقف جسور الامداد عنها وعليه فان نهايه الصهيونيه كشكل من أشكال الدين السياسي ممكن ان تنتهي بفشل لوتمكن يسار صارم من حكم الغرب.
.. نموذج الدين السياسي يشكل ثيوقراطيه (حكم رجال الدين) ولو استترت بديمقراطيات زائفه يكرس هذا الي فاشيه مستبده تدمر ماحولها ونفسها مع تنكيل بالخصوم شاهده اعدام صدام حسين وفي مصر القنص في ميدان التحرير وتعذيب المعارضين٢٠١٣ واحداث الاتحاديه ومكتب الارشاد وماسبيرو وحرق المجمع العلمي واغتيال الحسيني ابوضيف ٢٠١٣، والاستقواء بالخارج وفي ايران فاشيه ضد السنه والاكراد المعارضين … وفي كل الاديان يتاجر الدين السياسي بالالم والجوع ويبيع العدل وحتي الجنه ليسقط بباطل بيعه.

زر الذهاب إلى الأعلى